الثلاثاء 09 يوليو 2024 10:18 م بتوقيت القدس
تسلمت السلطة الفلسطينية من إسرائيل عائدات المقاصة لثلاثة أشهر، وأقر البنك الدولي بدفع 300 مليون دولار للسلطة، بموجب تفاهم أميركي إسرائيلي لمنع انهيار السلطة، بما يتفق مع الرؤية الأميركية لـ"اليوم التالي لحرب غزة"، وتعمل عليها السلطة بصمت لضمان بقائها ولعب دور في حكم القطاع بعد الحرب. وقال مسؤول فلسطيني، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن هذا التفاهم ينصّ أيضاً على "موافقة أميركية على تشريع أربع من البؤر الاستيطانية من أصل خمس، أعلنت عنها إسرائيل، وتمديد العمل بالضمانات المقدمة للبنوك الإٍسرائيلية التي تتعامل مع البنوك الفلسطينية أربعة شهور".
كما قالت مصادر اشترطت عدم ذكر اسمها لـ"العربي الجديد": "أخبرنا المسؤولون الأميركيون بهذا التفاهم، وعلمنا أن الإدارة الأميركية وافقت على تشريع أربع من البؤر الاستيطانية الخمس التي أعلن عنها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وأجبناهم بأننا لسنا جزءاً من هذا التفاهم، واستلمنا عائدات الضرائب الفلسطينية (المقاصة) المحوّلة لحسابات السلطة البنكية، لأنها أموالنا".
ما علاقة أموال السلطة بـ"اليوم التالي لحرب غزة"؟
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الأربعاء الماضي، أن وزارة المالية الإسرائيلية حوّلت للسلطة الفلسطينية من أموال المقاصة المحتجزة (عائدات الضرائب التي تجبيها إسرائيل نيابة عن السلطة) 435 مليون شيكل (نحو 120 مليون دولار)، من مقاصة شهري إبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين، فيما زاد البنك الدولي المنحة السنوية التي يقدمها إلى دولة فلسطين من حوالى 70 مليون دولار إلى 300 مليون دولار سنويا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ علاقة فلسطين مع البنك الدولي الذي سيقدم هذا المبلغ على دفعات، وسيذهب جزء منه لدعم الموازنة، والجزء الآخر لتمويل المشاريع التنموية. وحوّلت وزارة المالية الإسرائيلية، الخميس الماضي، مبلغاً إضافياً من المقاصة بمقدار 530 مليون شيكل (باقي مقاصة شهر يونيو/حزيران)، ليصبح إجمالي المبلغ المحوّل 965 مليون شيكل، بعد اقتطاع حصة قطاع غزة ومخصّصات الأسرى وعائلات الشهداء والجرحى والديون الإسرائيلية.
تحولات المقاومة في الضفة الغربية: تطور التكتيكات والعمليات
وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، الخميس الماضي، على خطوات طالب بها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش "لشرعنة" خمس بؤر استيطانية، وعقوبات ضد مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، وسحب صلاحيات تنفيذية من السلطة في جنوب الضفة الغربية، بالاستيلاء على مناطق "ب" التي تخضع لسيطرة السلطة، حسب اتفاق أوسلو.
وقال مصدر دبلوماسي غربي، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد": "هناك تفاهم إسرائيلي أميركي ودعم دولي لمنع انهيار السلطة الفلسطينية التي تعاني عجزاً مالياً غير مسبوق منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي". وقالت المصادر "إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قدمت تقدير موقف بأن العجز المالي الذي تعاني منه السلطة يجعلها غير قادرة على مواجهة الوضع الأمني الداخلي، ومحاولات تخريبه من مجموعات تتبنى المقاومة المسلحة"، على حد تعبيرها.
الرؤية الأميركية لليوم التالي تفرض نفسها
ورغم العمليات النوعية التي تتزايد في الضفة الغربية ضد الاحتلال، ترجح المصادر الأمنية الفلسطينية أن تشهد الضفة "هدوءاً في الفترة المقبلة"، أخذاً بعين الاعتبار عدداً من العوامل، بما في ذلك الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة لجنين وطولكرم، والتي تركز على اغتيال المقاومين الناشطين فيها وتدمير البنى التحتية، حيث وصل عدد الشهداء في يونيو/ حزيران الماضي إلى 34 شهيداً، وفي الأسبوع الأول من شهر يوليو/تموز الحالي إلى 16 شهيداً، إلى جانب ما تقوم به السلطة نفسها من اعتقالات لمقاومين وتفكيك عبوات محلية الصنع.
وقال مسؤول فلسطيني لـ"العربي الجديد": "حصلنا على تطمينات أميركية بأن تصريحات سموتريتش حول العقوبات على السلطة هي من أجل المناكفة وبقاء الائتلاف اليميني في الحكومة الإسرائيلية". وأضاف: "رفضنا أم قبلنا، إسرائيل مستمرة في الاستيطان ولا تحتاج موافقة فلسطينية، والرفض أيضاً لن يوقفها".
واكتفت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعها، في 24 يونيو الماضي برئاسة الرئيس محمود عباس، وفي اجتماعها في 29 يونيو برئاسة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، بـ"رفض قرارات الحكومة الإسرائيلية" حسب الاجتماع الأول، أو الدعوة "إلى المزيد من التحركات الجماهيرية والفعاليات لإسناد الأسرى الفلسطينيين في كل محافظات الوطن وكل مخيمات اللجوء والشتات وعواصم العالم المختلفة"، حسب الاجتماع الثاني، من دون اتخاذ أي قرارات جديدة أو تنفيذ قرارات سابقة للمجلسين الوطني والمركزي، واللجنة التنفيذية للمنظمة والتي تتعلق بسحب الاعتراف بدولة إسرائيل على سبيل المثال.
مصادر مقربة من القيادة الفلسطينية: القيادة منخرطة حالياً في تنفيذ الرؤية الأميركية لليوم التالي