السبت 13 يناير 2024 14:19 م بتوقيت القدس
الجرمق - نشرت موقع "ميدل ايست اي" تقريرًا تكشف فيه عن قتل الجيش الإسرائيلي لسيدة فلسطينية في قطاع غزة أثناء مغادرتها لمدينة غزة، بينما كانت تمسك بيد حفيدها الذي يحمل عالمًا أبيض ويلوح به.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمه موقع الجرمق الإخباري: "فيديو صادم يظهر مقتل هالة رشيد عبد العاطي بالرصاص أثناء مغادرتها مدينة غزة، بينما كان حفيدها الذي كانت ذراعاه متشابكة معها يلوح بالعلم الأبيض، قُتلت هالة رشيد عبد العاطي برصاص القوات الإسرائيلية في 12 نوفمبر 2023 بينما كانت تلوح بعلم أبيض".
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا: https://2u.pw/Y8miFnK
وأضاف التقرير، "كشف موقع ميدل إيست آي أن قناصًا إسرائيليًا قتل بالرصاص امرأة فلسطينية كان حفيدها يحمل علمًا أبيض أثناء محاولتها الفرار من مدينة غزة إلى "منطقة آمنة" في جنوب القطاع المحاصر، وكانت هالة رشيد عبد العاطي تسير مع عدد من الفلسطينيين الآخرين أثناء محاولتهم الفرار من حي الرمال بمدينة غزة في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، بينما كانت يداها متشابكتين مع حفيدها الذي كان يلوح بالعلم الأبيض، وتم الحصول على لقطات حصرية لعملية القتل".
وتابع، "بحسب الفيديو، أثناء مرور عبد العاطي في الشارع المتصل بشارع الوحدة، قُتلت برصاصة واحدة أطلقها جندي إسرائيلي، ويمكن سماع الشخص الذي يسجل اللقطات من مبنى مجاور، والذي لم يذكر اسمه لأسباب أمنية، وهو يقول: تم إطلاق النار على المرأة، أطلق الأوغاد (القوات الإسرائيلية) النار على المرأة".
وأردف، "في اللقطات، يمكن رؤية رجل فلسطيني من المجموعة وهو يركض نحو عبد العاطي للاطمئنان على صحتها، بينما كان حفيدها تيم، البالغ من العمر خمس سنوات، يركض نحو المارة بحثًا عن الأمان، وبحسب العائلة فإن الرصاصة أطلقت من منطقة تمركز للجيش الإسرائيلي".
ونقلت "ميدل ايست اي" عن أفراد عائلة عبد العاطي الذين نجوا من رصاص جيش الاحتلال قولهم: قرار سلوك هذا الطريق خارج مدينة غزة جاء بعد أن اتصلوا في مناسبات متعددة مع الصليب الأحمر"، حيث أضافت العائلة، "كانت والدتي تحمل حفيدها (ابن أختي) الذي سقط على الأرض عندما قُتلت"
وقال الموقع: "في أعقاب الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، بدأ الصليب الأحمر، إلى جانب العديد من الدول الإقليمية الأخرى والولايات المتحدة، العمل مع إسرائيل لإنشاء (مناطق آمنة) مفترضة تسمح للفلسطينيين بالانتقال من شمال غزة إلى الجزء الجنوبي من القطاع، وكان موقع ميدل إيست آي قد نشر في وقت سابق تقريرًا عن الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران القناصة التي أدت إلى مقتل العشرات من المدنيين الذين اتخذوا على مضض ما يسمى (المناطق الآمنة) للوصول إلى جنوب غزة بعد أن تلقوا تعليمات بذلك من قبل الجيش الإسرائيلي وحكومته".
وأردف، "قال سارة باسم خريس، إحدى بنات عبد العاطي، لموقع ميدل إيست آي، إنه قبل يوم واحد من فرار أسرتها من منزلها، حاصرت القوات الإسرائيلية حيهم، ونشرت الدبابات والقناصة في المنطقة السكنية المكتظة بالسكان.. استيقظنا على أصوات الصراخ وبكاء الناس، وبعد ساعتين من محاصرة الدبابات، اتصلنا بالصليب الأحمر لمساعدتنا في محاولة الإخلاء، أخبرونا أنهم توقفوا عن العمل في شمال غزة، وأن المنطقة التي نتواجد فيها أصبحت ساحة معركة حمراء، وأنه يتعين علينا مغادرة المنطقة على الفور".
وأضاف الموقع، "قال خريس إن الأسرة بدأت تفقد الأمل مع اقتراب الدبابات لكنها قررت الاتصال بالصليب الأحمر مرة أخرى، الذي قال إن الوضع أصبح خطيراً بشكل متزايد وأنهم بحاجة إلى المغادرة، وبحسب خريس، في صباح يوم القتل، استيقظت العائلة بأكملها وصليت معًا مع اشتداد أصوات القنابل الإسرائيلية التي تقصف حيهم، ثم أعد لهم عبد العاطي الإفطار وهم جالسون يقرؤون القرآن قبل الاستعداد للمغادرة".
وتابع، "قال خريس إنهم وافقوا على الخروج فقط عندما سمعوا صراخ جيرانهم، وهو ما قالوا إنه تم تنفيذه بناءً على تعليمات من الصليب الأحمر، وأضاف: في حوالي الساعة 11 صباحًا، سمعنا صوت القناصين والقنابل، وكان جيراننا يصرخون (ارحلوا، ارحلوا)، لذلك التقطنا أمتعتنا، وحملنا الأعلام البيضاء وغادرنا، بينما كانت الطائرات الحربية تحلق فوق رؤوسنا وكانت الذخيرة الحية تُطلق علينا بشكل عشوائي".
وتابع، "بحسب خريس، فقد غادروا منزلهم باتجاه شارع الشهيد عبد القادر الحسين باتجاه شارع عمر بن عبد العزيز، وقال إن ما لا يقل عن 100 شخص انضموا إليهم، معظمهم من النساء والأطفال، وبمجرد خروجهم إلى منتصف الطريق، رأى والدته تسقط على الأرض مع دوي صوت إطلاق النار، وكانت وقال: كانت والدتي تحمل حفيدها (ابن أختي) الذي سقط على الأرض عندما قُتلت، صرخت من أجل أمي، شعرت أننا نذوق الموت ألف مرة في كل دقيقة".
ونقل الموقع عن شقيقة خريس، هبة وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 28 عامًا إن سكانًا محليين آخرين أخبروا أسرهم مرارًا وتكرارًا أنهم سيغادرون معًا لأن الوضع سيكون أكثر أمانًا على الأرجح، وقالت "التعليمات التي تلقيناها استندت إلى معلومات من الصليب الأحمر، قيل لنا إنه سيكون هناك ممر آمن إلى جنوب غزة، وكانت والدتي تحمل ابني تيم، كنت عند مخرج منزلنا أنتظر زوجي عندما سمعت صوت الذخيرة الحية وصراخ أختي وابنة عمي، وظلوا يصرخون:ارجعي وارجعي، ثم رأيت جثة أمي هامدة".
وأردفت، "لقد خاطر أخي محمد، البالغ من العمر 22 عاماً، بحياته وذهب لالتقاط جثة والدتي من الشارع وإعادتها إلى المنزل، وقالت هبة إنه عندما قُتلت والدتها، كانت تحمل معها أكياسًا من الخبز وزيت الزيتون لأنها لم تكن متأكدة من المدة التي سيبقونها بعيدًا عن المنزل وما إذا كانوا سيحصلون على الطعام وغيره من المؤن الأساسية".
وقال الموقع: "بحسب هبة، فقد أدى القتل منذ ذلك الحين إلى فصلها هي وزوجها يوسف عن ابنهما تيم، مما أضاف المزيد من الألم والعذاب الذي لا يقاس إلى معاناتهم".
وأضاف، "قال يوسف لموقع ميدل إيست آي: كنت أجمع الأغراض في منزلنا وأستعد للمغادرة عندما سمعت الصراخ في الخارج، لم أكن أعتقد أنها عائلتنا، خرجت للبحث عن تيم ورأيت دبابة قريبة جداً منا، وعندما عدت إلى المنزل كانت حماتي ميتة في الداخل وكان تيم مفقودًا.. بعد مقتل الجدة، تم نقل تيم إلى النصيرات من قبل أحد الجيران ومن ثم إلى رفح في جنوب غزة حيث يوجد مع عمته، ليس من الواضح ما إذا كان والديه سيراه مرة أخرى ومتى".
ونقل الموقع عن ابنة أخ هالة قولها: "بعد مقتلها، تم نقل عمتي إلى منزلها وحاولنا رعايتها لكنها كانت ميتة بالفعل، صلينا على جثمانها ودفنناها بالقرب من المنزل، وبعد ذلك، قيل لنا إن الصليب الأحمر سيساعدنا على المغادرة مرة أخرى ولكننا فقدنا الثقة ولم نكن مستعدين للمخاطرة بالمزيد من عائلتنا".
وأردف الموقع، "لم يرد الجيش الإسرائيلي على الأسئلة المتعلقة بمقتل عبد العاطي، لكن صورة نشرها الجيش في نفس يوم الحادثة تظهر دبابات الجيش وقناصة متمركزين في شارع النصر، وهو طريق موازٍ لمنزل عبد العاطي، ويظهر في الصورة أيضًا تواجد الجيش في منطقة التقاطع الذي أطلقت منه الرصاصة".
وختم الموقع تقريره بالقول: "منذ ذلك الحين، قالت الأسرة لموقع Middle East Eye إنها دفنت عبد العاطي بالقرب من منزلهم، وهو أمر يقولون إنهم ممتنون له، حيث لا تزال العديد من الجثث المتحللة متناثرة في الشوارع، وغالبًا ما تدوسها الدبابات والمركبات العسكرية الإسرائيلية أو تأكلها الكلاب الضالة".