السبت 14 يناير 2017 14:51 م بتوقيت القدس
لعل البؤس والفقر والبطالة ومرض أسرته آ والسجن ظلما وضعف الوازع الديني وغياب التكافل الاجتماعي ، من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء أقدام الشاب الثلاثيني محمد حسن دماج من أهالي قرية الحجف عزلة العاقبة العليا بمديرية فرع العدين في محافظة إب في اليمن ، على الانتحار شنقا داخل غرفته.
"محمد" يعد هو العائل الوحيد لأسرة مكونة من ثمانية آ أفراد معظمهم آ مصابين بالعاهات والأمراض النفسية والعصبية..!!
فالأب والأم العجوزين طريحا الفراش منذو سنوات ، فيما الاخ الأكبر ناجي (40) عام مصاب بحالة نفسية لا يهدأ إلا بالحبوب ولديه (5) أطفال ثلاثة منهم مصابين بالعمى ، بينما الاخ الثاني عبده (35) عام عاجز عن العمل ، فيما مارش الأخ الثالث (30) عام ، مصاب بحالة نفسية ، اما الأخ الرابع عبدالله (27) عام فهو يعاني من إعاقة مستديمة ، فيما شعله (25) عام تعاني من شلل نصفي ، اما سمر (22) عام فهي في لا يحسد عليها ..!!
أسرة منكوبة بهذا الحجم يعاني معظم أفرادها آ من أمراض نفسية وعصبية ، افتقدوا عائلهم الوحيد محمد الذي كان يعد يمثل القلب النابض وشريان الحياة لها ، كان يبذل قصار جهده ، لتوفير لقمة العيش وتوفير ثمن الدواؤدء باهض الثمن ، محاولا رسم الابتسامة وادخال السرور والسعادة عليهم ، بالكد والعمل ليلآ ونهارآ في مدينة عدن ، الذي غادرها بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها اليمن ، بدون اي تهمة سوء انه -كما قيل- (دحباشي).محمد" حاول العودة مجددا إلى مدينة عدن بعد أن ضاقت به وبأهله السبل ، وحل بهم من ضنك العيش والفقر والحاجة والمرض مالم يخطر على بال ، لكن بمجرد وصوله إلى أول نقطة بين إب والضالع، تم التحفظ عليه ومن ثم سجنه لعدة اشهر آ ..!!
عاد "محمد" إلى قريته بعد أن تم الافرج عليه بضمانة ، حاملا لهم أسرته بأيدي فارغه ..!!
"محمد" لم يستطع أن يرى ابوه وأمه وإخوانه وهم يتظورون من الجوع ، ويتوجعون من شتدت ألمهم من المرض ، وعجزهم آ عن نفع أنفسهم ..!!
عندها لم يكن أمامه إلا الهروب من هذا العالم الكئيب المتوحش الذي ضاق به ..!!
آ وفي لحظة تسلل للشيطان إلى نفسه الضعيفة (بالإيمان) ، فقد استولى العجز عليه ، مقررا وضع حد لحياته البائسة ، بوضع حبل الموت "شنقا" على رقبته مساء ليلة أمس ، في حين غفلة من أهله ، مورثا الغصة والحسرة والندامة لأسرته والأهالي منطقته ولأصحاب الضمائر الحيه من بعده ، وصورة مترهله بآليه في صندوق ذكرياته.