حالة من الإستياء تسيطر على عائلات فقدت أبناءها إثر جرائم القتل داخل البلدات العربية، وعلى الرغم من مرور زمن طويل على مقتلهم، إلّا أنّ الشرطة لم تصل إلى الفاعلين، والعائلات لا تزال تنتظر على أمل أن تتلقى خبرًا عن اعتقال من وقف وراء هذه الجرائم.

ومنذ بداية العام الحالي قتل 82 شخصًا في المجتمع العربي، وفقط 10 حالات كشفت فيها الشرطة عن الضالعين، وفي عام 2022 قتل 111 ضحية وتم الكشف الضالعين في 25 جريمة قتل، وفي عام 2021 وصل عدد الضحايا الى 126 وقد تم حل لغز 38 جريمة.



سائد زيد (25 عامًا) من كفر قرع قُتل أمام زوجته في تاريخ 17/8/2022 بعد تعرضه لوابل من الرصاص عند خروجه من البيت متجها الى العمل، إذ نُفذت الجريمة بعد زواجه بشهر.

وعليه قال والده عبد المنعم زيد: "حتّى هذا اليوم لا نعرف من قتل ابني، ولا توجد أي تطورات في القضية، حتّى أن الخلفية لا تزال غير واضحة؛ وعليه توجهت قبل أيام إلى محطة الشرطة للاستفسار عن الملف لكن لم أجد أي تفاصيل جديدة! في الوقت ذاته لا اتأمل بأن تقوم الشرطة باعتقال الجاني، إذ إن العنف يستشري في كل مكان، ولا نشاهد أي تحرك، حتى أننا نعاني لوحدنا ولا أحد يسأل عن ملفنا".





وفي سياق الحديث وفي حي الحليصة بحيفا قتل الشاب خليل عبد الفتاح خليل (28 عامًا) رميا بالرصاص على يد مجهولين في تاريخ 11/6/2020 وتم توثيق الجريمة، والشرطة لم تصل الفاعلين. منى خليل والدة الضحية قالت: "منذ أن قتل ابني وأنا اتوجه كل فترة وأخرى إلى محطة الشرطة للسؤال عن أي مستجدات حتى أعرف من وقف وراء تلك الجريمة البشعة، لكن الشرطة تخذلنا في كل مرة عندما نسمع منها بأن لا تطورات في القضية، ولن أرتاح حتى يتم القبض على القاتل وينال عقابه اللازم، فقد سبب لي هذا المجرم أمراضًا عديدة، وحالة نفسية صعبة وهدم بيتنا".




وأضافت: "أنا لن أتراجع عن حق ابني، وفي كل شهر نخرج للتظاهر أمام محطة الشرطة ونطالب بالكشف عن الجناة وعدم التخاذل، فقد خطفوا منا أغلى ما نملك وقتلوه بدم بارد، وكل تلك المعاناة لا يسأل عنا أي عضو في الكنيست، ولا أي قيادي فكلهم تناسوا قضايانا، ولم تعد تهمهم".





وفي حديث ذي صلة قُتل فادي أبو الرب (27 عامًا) من سكان مدينة حيفا إذ تعرض لإطلاق نار خلال وجوده داخل مغسلة للسيارت في تاريخ 2.10.2020، في الطريق بين مدينة شفاعمرو واعبلين، وحتى هذا اليوم الشرطة لم تعتقل الجناة.





وبدورها قالت عائشة ابو الرب والدة الضحية: "في هذه الفترة قتل الكثير، ولا أحد يعرف من الجناة ولا حتّى الخلفية، إذ قُتل ابنى أثناء عمله، وليومنا هذا لا نعرف من قتله، ولا نثق بأن الشرطة تسعى لفعل أي خطوة من أجل اعتقال الفاعل، بل هي تستهتر ولا تقوم بواجبها، فالشرطة بدلًا من أن تقوم باعتقال المجرمين تقف مكتوفة الأيدي وتشاهد جريمة بعد الأخرى وكأن الأمر طبيعي للغاية".




ثم أردفت: "نحن الأمهات الثكلى نتظاهر أمام مقر الشرطة لنطالب بالكشف عن الجناة، ومؤسف ان القيادات من اعضاء كنيست حضروا الى بيوتنا في ايام الانتخابات وكنا نسمع منهم كلام ينص على مواكبة هذه القضايا، لكن بعد الانتخابات لم نرَ أي تطوّ حصل، لذلك لم اعد اصدقهم ولم انتخبهم في المرات المقبلة".

الكلمات الدلالية :