الجمعة 17 فبراير 2023 13:03 م بتوقيت القدس
يدخل الشيخ يوسف الباز (65 عاما) إمام المسجد العمري (الكبير) في مدينة اللد، يوم الاثنين المقبل (العاشرة صباحا) سجن “إيلا” في مدينة بئر السبع، بعد إدانته الظالمة من المحاكم الإسرائيلية في الاعتداء على متطرف يهودي في العام 2018 والحكم بسجنه 16 شهرا قضى منها- فعليا- شهرين على خلفية الملف.
لكن الباز “لم يغيِّر ولم يبدِّل” وبقي على قناعاته بأنه يسجن مظلوما ومتمسكا بثوابته دائما وأبدا في نصرة قضايا شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية في وجه الظالمين والمحتلين، وفي القلب منها المسجد الأقصى.
وقال الشيخ الباز لـ “موطني 48” وهو على مسافة أيام من دخول السجون الإسرائيلية: “المعنويات عالية والسجون لا ترهبنا أبدا. قناعتي انًّ كل الملف تافه وضخَّمته الشرطة، بل عملت على تحويله إلى ملف امنيّ، رغم أن هذا اليهودي المستوطن الذي ادّعوا انني ضربته هو شخص بلطجي اقتحم حارتنا وشارعنا وأراد أن يغلق علينا كل المنافذ، وكل ما قمنا به أننا دافعنا عن أنفسنا أمام بلطجيته وعربدته”.
وأضاف: “الشرطة الإسرائيلية التي تلاحقني منذ سنوات، وظّفت هذا الملف وقامت بتضخيمه للنيل مني ولا حول ولا قوة إلا بالله”.
وعن اتهامه في ملفات تحريض أخرى يمكن أن تسفر عن سجن آخر، يقول القيادي الإسلامي: “في الملف الذي اتهمت فيه بالتحريض على الشرطة الإسرائيلية خلال هبة الكرامة، ليس له علاقة أصلا بالحديث عن شرطة إسرائيل، وما نشرته على “فيسبوك” متعلق بموقفي الفكري من ظلم الشرطة للناس في الولايات المتحدة، لكن المؤسسة الإسرائيلية حوَّلت كلامي إلى تحريض على الشرطة الإسرائيلية وربما يعود ذلك إلى هوسهم بسبب ممارساتهم الظالمة. كذلك اتهموني في ملف آخر بالتحريض على نائب رئيس بلدية اللد، وكل ما فعلته أنني رددت على تصريحاته التي قال فيها لنا “إن أردتم حربا نشن عليكم حربا”، فقلت له ” لن نسمح لك بتهديدنا” بالتالي ما يجري هو أن المؤسسة الإسرائيلية تتربص بنا الدوائر وفق روايتها الاحتلالية الظالمة. وكذلك الأمر فيما يخص ملف التحريض الآخر، والذي اتهمت فيه بعد أن انتقدت اعتداء الشرطة وقوات الاحتلال على المرابطين والمرابطات في الأقصى في رمضان الفائت. بالتالي لا أعبأ كثيرا بنتائج هذه الملفات لأنني على قناعة تامة أنني مظلوم وأن كل هذه التهم هي ملاحقة سياسية من الدرجة الأولى في دولة بوجود أمثال “بن غفير” تحوَّلت الآن إلى دولة يهودية “بن غفيرية” وغير ديموقراطية”.
ودعا الشيخ يوسف الباز أبناء شعبنا وأهل مدينته إلى التمسك بالثوابت والرباط على الأرض وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك في ظل الخطر الداهم الذي يتهدده، كما شدّد على ضرورة أن يتوحد أبناء شعبنا على قلب رجل واحد في مواجهة آفة العنف والجريمة التي تفتك بالمجتمع العربي، مؤكدا في الختام: “سنبقى بإذن الله ثابتين وادعو كل أهلنا إلى عدم التنازل عن أي ثابت من ثوابتنا الوطنية والدينية، وأن لا تضرهم زعرنات الزعران الذين يعملون بكل الوسائل من أجل تهجيرنا واقتلاعنا من أرضنا وبيوتنا، كذلك انصح أهلي بعدم الالتفات إلى المثبطين المنبطحين ممن لا زالوا يؤمنون بعدالة في إسرائيل وحكوماتها وكنيستها وهم في الحقيقة يلهثون خلف سراب”.
إلى ذلك عقّب المحامي خالد زبارقة من طاقم الدفاع عن الشيخ يوسف الباز، بالقول “كنَّا نعرف أنَّ القرار بسجن الشيخ له خلفية سياسية ويندرج في إطار الملاحقة السياسية التي يتعرض لها منذ سنوات. تعاطت المحكمة مع الملف بتمييز واضح وصارخ، لأن المتطرف اليهودي الذي يدّعي أن الشيخ يوسف اعتدى عليه قام بالاعتداء على الباز وتقدّم (الباز) ضده بشكوى للشرطة التي حققت معه دون أن تتهمه بشيء في حين جرى استهداف الشيخ يوسف”.
وأضاف زبارقة لـ “موطني 48“: “واضح ان هذا الاستهداف المكثف للشيخ الباز يهدف إلى تغييبه وإسكات صوته المعارض للسياسات الإسرائيلية المعادية لشعبنا، لكنه كما كان دائما، صلبا وعنيدا في الحق وسيخرج من سجنه بإذن الله أشد عزيمة وصمودا”.
يشار إلى أن محكمة الصلح في الرملة أدانت الباز بالملف الذي تعود ملابساته ليوم 3 نيسان/ أبريل 2018، إذ قدمت النيابة العامة لائحة اتهام ضد الباز، نسبت إليه “الاعتداء على مواطن يهودي” من اللد، وهو عضو ناشط في حزب “الليكود”، ادّعى أن الباز هّشم وجهه وتسبب له بأضرار مزمنة في عينه اليمنى ما أثّر على بصره. وأنكر الباز التهم المنسوبة إليه، وقال إنه قام بالدفاع عن نفسه أمام هذا الشخص الذي بدأ بالاعتداء عليه، وقام بإغلاق الشارع المؤدي للحي الذي يسكنه.