السبت 14 يناير 2023 16:50 م بتوقيت القدس
قبل إطلاق الرصاصة الأولى، أبرق الزعيم الروسي فلاديمير بوتين خطته لمهاجمة أوكرانيا، فلماذا كانت استجابة الغرب تدريجية وغير فعالة إلى هذا الحد؟
بهذا التساؤل بدأ الكاتب ديفيد فيليب، مدير برنامج بناء السلام وحقوق الإنسان بجامعة كولومبيا، مقاله في موقع “ناشونال إنترست” (National Interest).
وأشار الكاتب إلى أنه لو كانت اتُخذت إجراءات وقائية أكثر استباقية قبل هجوم روسيا لكانت قد غيرت حسابات بوتين، لكن بممارستها قيودا أحادية الجانب وتقديم تنازلات غير قسرية، أغرت إدارة الرئيس جو بايدن روسيا لاختبار حدود عدائها.
ويرى الكاتب أن استجابة واشنطن الأولية شكّلها خوفها من استخدام بوتين الأسلحة النووية، وبعد أن أصيبت بالشلل بسبب احتمال حدوث “هرمجدون” نووية، ردت إدارة بايدن بحذر بأنصاف الإجراءات.
واعتبر أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) كان حذرا منذ البداية، وكان من الممكن أن ينشر قوات في دول الخطوط الأمامية مثل رومانيا. وكحجر عثرة ضد العدوان الروسي، كان سيظهر العزم والاستعداد، لأن الانتشار الوقائي ليس غير مسبوق، فقد أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى مقدونيا في التسعينيات لمنع توسع الحرب اليوغوسلافية.
وقال فيليب إن الناتو كان لديه عديد من الخيارات لردع العدوان الروسي أو تخفيف تأثيره على أوكرانيا. وبالرغم من أنه تبنى عديدا من هذه الإجراءات في نهاية المطاف، لكنها جاءت بعد فوات الأوان لردع قرار روسيا بالغزو.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن إدارة بايدن تستحق الآن تقديرا كبيرا لبناء تحالف متعدد الجنسيات للدفاع عن أوكرانيا، وقد برز التحالف بشكل أكثر وحدة وقوة ردا على تصرفات روسيا.
وختم مقاله بالقول إن الولايات المتحدة ستعدّ تقريرا لاحقا يسلط الضوء على نجاحات وإخفاقات ردها على الغزو الروسي، وسيعدد التقرير الطرق التي كانت استجابة واشنطن قوية فيها، مع تسليط الضوء على إجراءات الوقاية الباهتة التي كانت تهدف إلى ردع قرار روسيا بالهجوم.