الجمعة 30 ديسمبر 2022 12:39 م بتوقيت القدس
1- هي لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا والتي جدَّدت نشاطها منذ عام، ومع ذلك لا تزال بعض أبواق إسرائيلية رسمية وغير رسمية تدَّعي غير ذلك، وتشيع التحريض على لجان إفشاء السلام، وتهذي بكلام هو أتفه من التافه، متبجحة انها من أهل الاختصاص والخبرة وهي غير ذلك، وما تنضح به هو هرطقات لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، تهدف من ورائها إلى التضييق على مسيرة لجان إفشاء السلام، وعدم تمكينها من بناء قواعدها في الداخل الفلسطيني، وهيهات للجان إفشاء السلام أن تنكسر لتحريضها بل ستواصل سيرها حتى تقيم في كل بلدة من بلداتنا لجنة إفشاء سلام محلية، ولجنة إفشاء سلام نسائية محلية، ولجنة إفشاء سلام شبابية محلية، ولجنة إفشاء سلام طلابية في كل مدرسة بداية من المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية.
2- هي لجان إفشاء السلام المدرجة في محاضر لجنة المتابعة العليا كواحدة من سائر اللجان المنبثقة عن لجنة المتابعة، ومع ذلك وقع في فخ أبواق التحريض الإسرائيلية بعض القادة السياسيين المرموقين في الداخل الفلسطيني- سامحهم الله تعالى- والذين لا نتهم نواياهم، إلا أنهم راحوا يرددون إشاعات هذه الأبواق التحريضية الإسرائيلية، رغم أنهم أهل نضج سياسي ولا يسمحون لأنفسهم أن ينحازوا إلى ديماغوجية هذه الأبواق، ومع ذلك وقعوا في فخها وكرروا قولها، ولكن المبشر في هذا الأمر أن عددهم قليل جدا لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
والذي يبشر أنَّ أتباعهم ينكرون عليهم هذا المشهد الذي كرروا فيه إشاعات هذه الأبواق، وعلى سبيل المثال التقيت بأحد أتباعهم قبل أيام فقال لي بنبرة صدق قاطع: إني أتابع نشاطات لجان إفشاء السلام، وما تقومون به هو مشروع أمة، وهو أحوج ما نحتاج إليه في هذه الأيام.
3- هي لجان إفشاء السلام التي تلقى الدعم الكامل من غالبية القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية والدرزية، مع أن لبعض هذه القيادات موقفها العجب العجاب!! حيث تسعى اليوم إلى استغلال مركزها الديني الرسمي للتشويش على مسيرة لجان إفشاء السلام!! وقد صدر عنها بعض المواقف المحزنة التي تستدر الشفقة عليها!! حيث أنها تواصل إصدار أوامرها الرسمية للمحكومين بسيادتها الرسمية أن يقاطعوا مؤتمرات لجان إفشاء السلام، أو أن يعتذروا عن الانضمام إلى لجانها المختلفة، لا بل وصل الأمر ببعض هذه القيادات الدينية أن تفرض على المحكومين لها تقديم استقالاتهم من بعض لجان إفشاء السلام، بعد أن كانوا قد انضموا إليها، وكانوا من أكثر الناشطين فيها، وقد ادَّعى كل هؤلاء الذين استقالوا أنهم مرضى، ويوم أن تحدثت عن هذه الظاهرة لأحد الأصدقاء من بني معروف وهو ذو علم وفهم ووعي قال لي: إنهم ليسوا مرضى، بل هم مجبرون على تنفيذ الأوامر التي تملى عليهم من قياداتهم الدينية الرسمية.
4- هي لجان إفشاء السلام التي تصرُّ على التواصل مع كل مدارسنا في الداخل وعلى التواصل مع مدرائها وهيئاتها التدريسية ولجان الآباء ومجالس الطلاب فيها، وبات لا يمضي اسبوع إلا وللجان إفشاء السلام زيارة لمدرسة أو أكثر تتوج بإقامة لجنة إفشاء سلام طلابية وهناك قائمة طويلة من المدارس التي ستزورها لجان إفشاء السلام خلال الأسابيع القادمة، فما من مدير اتصلنا به إلا ورحَّب بنا، وما من مدير زرنا مدرسته إلا استقبلنا استقبالا كريمًا، ولكن العجب العجاب أن وجدنا بعض المدراء- وهم قلة- رحَّبوا بدخول لجان إفشاء السلام إلى مدارسهم بشرط ألا يكون من ضمنهم (فلان) أحد العاملين في لجان إفشاء السلام، ونحن نعلم يقينا أن هؤلاء القلة من المدراء هم طيبون وغيورون على مدارسهم وعلى مستقبل طلابهم، ويدعون الله تعالى طوال الوقت أن يبعد شبح العنف عن مدارسهم بل إنهم في الجلسات الخاصة يشيدون بدور ورسالة لجان إفشاء السلام، ولذلك نحن نعذرهم فهم ينفذون ما يملى عليهم من أجهزة رسمية. ومع ذلك نحن ماضون فالمدارس هي مدارسنا والطلاب هم طلابنا سواء كانوا في أم- الفحم أو الناصرة أو رهط أو عسفيا أو معليا… وسنواصل التواصل مع كل هذه المدارس حتى نقيم لجنة إفشاء سلام طلابية في كل مدرسة.
5- هي لجان إفشاء السلام التي لا تزال تمتد شبكة لجانها في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية (عكا وحيفا ويافا واللد والرملة)، وها هي لجان إفشاء السلام المحلية قد قامت في أكثر من 90% من بلداتنا في الداخل، وها هي لجان إفشاء السلام النسائية ولجان إفشاء السلام الشبابية قد قامت في كثير من بلداتنا، ولا يزال عددها يزداد يومًا بعد يوم، وها هي لجان إفشاء السلام الطلابية تزداد عددًا وعطاءً يحيي فينا التفاؤل، ولن تكسرنا كل العراقيل المفتعلة السطحية التي ألقاها البعض في طريق لجان إفشاء السلام، فنحن ماضون الى الأمام وسنتخطى هذه العراقيل وسنتركها خلفنا ولن ننظر الى الوراء.
6- هي لجان إفشاء السلام ذات الاستراتيجية الواضحة، والمكشوفة للقاصي والداني، والتي كشفت عنها في كراسة لها يمكن لكل واحد أن يحصل عليها وأن يقرأها، وكانت ولا تزال تؤكد في هذه الكرَّاسة أنها ليست ملكا لشخص ولا لحزب ولا لحركة، بل هي من ضمن لجان المتابعة وهي ملكٌ لجميع أهلنا في الداخل، وجاءت لتخدم كل أهلنا في الداخل، وستواصل سيرها وفق خطواتها الثلاث كما شرحتها في كرَّاستها، وهي الوقائية والعلاجية والردعية، وقد يكون الطريق طويلًا، ولكن لا بديل عن هذا الطريق، ومن سار على الدرب وصل، ومعنى وصول لجان إفشاء السلام هو أن تنقل مجتمعاتنا ولو بعد بضع سنين إلى بر الأمن والأمان بعيدا عن جائحة العنف وويلات السوق السوداء والخاوة وفوضى السلاح والمخدرات وأخواتها، وبذلك تنقذ مجتمعنا من هذه الفتنة العمياء الصمَّاء الخرساء، التي لا يعرف فيها القاتل لماذا قَتل؟! ولا المقتول لماذا قُتل؟!
7- هي لجان إفشاء السلام التي تدأب اليوم إلى صناعة ثقافة إفشاء السلام لمواجهة ثقافة جائحة العنف، وهي تعلم علم اليقين أنها في سباق مع العنف، ولذلك كانت ولا تزال تتحلى بالصبر واليقين والنفس الطويل متوكلة على الله تعالى، وموقنة أن الزمن جزء من العلاج، وآفة العنف التي بدأت تنمو فينا منذ أكثر من عشرين سنة لا يمكن علاجها بعصا سحرية على قاعدة كن فيكون!! بل المطلوب العمل بلا كلل، والعمل بلا ملل، والعمل بأمل، والعمل بهمة عالية، لا تنكسر لبوق أي مثبط سواء كان منا أم من غيرنا، ولا تنكسر لظاهرة الفاترين اللامبالين المفلسين، ولا تنكسر لموقف المنهزمين في نفوسهم الذين قد يجيدون القول ولا يجيدون العمل، وقد يتقنون النقد ولا يتقنون البناء، وقد يبدعون في الاقتراحات ويفرون من بذل الجهد المطلوب للتغيير، فيا أهلنا في كل الداخل، على صعيد رجالكم ونسائكم وكباركم وصغاركم وشبابكم وطلابكم، وعلى صعيد تعددياتكم الدينية والسياسية، تعالوا بنا لنعمل يدًا بيد واحدة وإرادة واحدة لإنقاذ مجتمعنا من جائحة العنف، والأخذ بيده نحو حياة السكينة والطمأنينة وصلة الرحم وبرّ الوالدين وكرامة المرأة، وتوقير الكبار، والرحمة بالصغار، وحسن الجوار، وأدب الحوار، وهجر الشر والأشرار، والتمسك بصحبة الأخيار.