القدس

القدس

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20

مجتمعنا قادر على اجتياز التحديات وبناء المؤسسات/ بقلم: ساهر غزاوي

الجمعة 30 ديسمبر 2022 08:46 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20

اجتاز الفلسطينيون في أراضي الـ 48 الذين تحولوا منذ النكبة من سكان فلسطين الأصليين إلى مواطنين أقلية في وطنهم، مراحل عدّة من التحديات التي فرضتها عليهم السياسة الإسرائيلية العدائيّة عبر الحكومات المتعاقبة، بدء من حكومة بن غريون التي تشكلت مع دورة الكنيست الأولى عام 1949، وحتى حكومة نتنياهو (السادسة) الحالية التي تشكلت مؤخرًا مع دورة الكنيست الـ 25. ومن أبرز التحديات التي يواجهها هؤلاء الفلسطينيون، هي محاولات سلخهم من انتمائهم وحضارتهم وثقافتهم ودينهم، كونهم جزءًا من الشعب الفلسطيني بخاصة، وجزءًا من الأمتين العربية والإسلامية بعامة.

 


على هذا الأساس وجدنا أن الأحكام العالية الجائرة التي فرضتها المحاكم الإسرائيلية، على معتقلي "هبّة الكرامة" ما هي إلا ممارسة عدائيّة عقابية قاسية ومحاولة لردع أي احتجاج مستقبلي على السياسات والممارسات الإسرائيلية، وحتى لو تمثل ذلك بالاحتجاج والتظاهر ضد العدوان على أهلنا في الضفة وغزة والقدس وانتهاك حرمة المسجد الأقصى، وحتى لو تمثل أيضًا ذلك بالاحتجاج والتظاهر ضد الممارسات العدائيّة من خلال التمييز العنصري والاضطهاد الديني والسياسي والاعتداء على أرضنا ومقدساتنا وحرماننا من أبسط حقوقنا الجماعية.

 


في نهاية المطاف فإن الهدف الرئيس من وراء هذه السياسات والممارسات العدائيّة يصب في اتجاه عزلنا كفلسطينيين، سياسيًا وجغرافيًا وشعوريًا وحتى إنسانيًا، عن هموم وقضايا شعبنا الفلسطيني بعامة وعن هموم قضايانا ومقدساتنا بخاصة، ومن جهة ثانية لتعزيز التوجه نحو الانشغال المفرط بالهمّ الفرداني الخاص واللهث خلف أوهام مشاريع ما يسمى "التعايش والمساواة" التي تسعى لصناعة فلسطيني جديد مشوه من ناحية الوعي والفكر والانتماء الوطني والديني حتى يتوافق ويتماثل من نظام الاستعمار الاستيطاني، وهذا كله مقابل ماذا؟؟ مقابل بعضًا من الامتيازات المعيشية والحقوق المطلبية التي نستطيع أن نشتقها دون أن ننسلخ أو ننعزل عن هموم وقضايا شعبنا الفلسطيني بعامة وعن هموم قضايانا ومقدساتنا خاصة.

 


أمام هذا التشخيص والتوصيف للحالة، فإنه وبالرغم من عدم الخوف على أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل لأنه مسلح بالوعي والانتماء الديني الحقيقي والقومي والوطني، وقد فشل المشروع الصهيوني عبر أكثر من سبعة عقود بترويضه وفشل في الرهان على تذويبه وأسرلته بمجرد أن يمنحه الجنسية الإسرائيلية وبعضًا من الامتيازات المعيشية والحقوق المطلبية، فإن التحدي الأكبر الذي يواجه المجتمع الفلسطيني في الداخل هو اجتياز عقبات وعراقيل مأسسة العمل والنضال الشعبي والأهلي كحل واقعي وعملي وناجع في الوقوف أمام هذه التحديات والأحداث الجسام، وخاصة وأن مجتمعنا يملك الكثير من نقاط قوة تنبع من عمق الانتماء الوطني والديني وتنبع من أفكاره وقيمه المجتمعية وتنبع من روح المبادرات والمشاريع العصامية التي تسري مسرى الدم في عروقه، وأن لا يبقى محاولات اجتياز هذه العقبات والعراقيل رهينة لردّات الفعل التي غالبًا لا ترقى للمستوى المطلوب بسبب غياب التخطيط والعمل الوحدوي الممنهج للتفاعل مع كافة القضايا والأحداث الساخنة.

 


مأسسة العمل الأهلي والشعبي ليست جديدة على المجتمع الفلسطيني في الداخل رغم المحاولات المتكررة للحد من أمكانية تطوره ليكون فاعلًا ومؤثرًا في المجتمع، لكن هذا المجتمع بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لوقفات جادة لإعادة الثقة مجددًا إلى نفسه وإلى أبنائه ليعيد ترتيب أوراقه من جديد وليعرف مكامن القوة التي تتجسد فيه من خلال التكافل والتعاضد فيما بين أبنائه وأفراده ليكون قادرًا على مواجهة التحديات المفروضة عليه فرضًا بشموخ وعزة نفس وإباء وكبرياء.
فالمجتمع الذي أثبت في محطات عدة أنه مجتمع معطاء وكريم وصاحب نخوة وشهامة ومروءة ويناصر المظلوم ويحق الحق لصاحبه، هو مجتمع قادر على مأسسة العمل الشعبي والأهلي وقادر على إنشاء صناديق دعم مادي لمساندة أهالي معتقلي "هبّة الكرامة"، هؤلاء المعتقلين الذين فرضت عليهم الأحكام القضائية العالية والجائرة لا لشيء إلا لأن نخوتهم وانتماءاتهم الوطنية والدينية أخرجتهم إلى الشوارع انتصارًا للقدس والمسجد الاقصى واحتجاجًا على العدوان على غزة الجريحة، فهل يتركون لوحدهم؟؟

 


الأكيد أنهم لن يتركوا لوحدهم، لأن المجتمع الذي فيه عناوين لأهل الثقة والوفاء والأمانة وأصحاب الأيادي البيضاء والرصيد الكبير في العمل الشعبي والاجتماعي والخيري والإنساني بمختلف أسمائها ومسمياتها، قادرون على استنهاض المجتمع واستنهاض طاقات أبنائه في كافة المجالات ولا سيّما في مأسسة العمل الأهلي والشعبي. والمجتمع الذي فيه طاقات شبابية يسخرون مواهبهم وإمكانياتهم، كما سخروها قبل عام لحملات التبرعات الضخمة لإغاثة النازحين المتضررين من قسوة الشتاء والبرد في الشمال السوري وإنهاء معاناة قاطني الخيام هناك، فإنهم قادرون اليوم على تسخيرها لمأسسة العمل الأهلي والشعبي والدفع نحو إنشاء صناديق دعم مادي لمساندة أهالي معتقلي "هبّة الكرامة".

 


ختاما، فإن الجانب التوعوي والتثقيفي بأهمية مأسسة العمل الشعبي والأهلي وبأهمية الالتفاف حول هموم وقضايا شعبنا وخاصة حول قضية معتقلي "هبّة الكرامة" ومساندة أهاليهم وتعزيز موقفهم لا يقل أهمية عن ما ذكر، لأنه ومع شديد الأسف والحزن فإن هناك الكثير من النفسيات المُحبطة والمثبطة للعزائم سلمت من ألسنتها الأحكام العالية الجائرة التي فرضتها المحاكم الإسرائيلية على هؤلاء الشبان، وسلمت من ألسنتها الممارسات العدائيّة الإسرائيلية ضد مجتمعنا وشعبنا ومقدساتنا، لكن لم يسلم من ألسنتها هؤلاء الشبان الذي فرضت عليهم الأحكام العالية والجائرة لا لشيء إلا لأنهم انتصروا للقدس والاقصى ولغزة الجريحة، ومنهم من اهتزت مشاعرهم وكيانهم يومها على "تخريب الممتلكات العامة" لكن لم تهتز منهم ولا شعرة واحدة على ضريبة العز والكبرياء والانتماء الذي دفعها هؤلاء الشبان!!


الكلمات الدلالية :


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

05:07

الظهر

12:43

العصر

16:14

المغرب

18:57

العشاء

20:20