توقعت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أن تستمر الهجمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مشيرة إلى أن مقتل جنديين إسرائيليين في غضون أربعة ايام، يؤكد أن الاحتلال في وسط موجة من الهجمات لا يبدو أن نهايتها في الأفق.
وقالت الصحيفة، في تقرير اليوم الأربعاء، إن تواصل عمليات إطلاق النار باتجاه مواقع إسرائيلية، يكذب مزاعم الجيش بحدوث انخفاض في عدد هجمات الأسبوع الماضي.
وأكدت أنه “في هذه المرحلة؛ تشعر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالارتياح إزاء أن عمليات إطلاق النار لا توجد في الضفة الغربية بأكملها، بل تتركز بشكل أساسي على شمالها، وتحديداً جنين، حيث فقدت السلطة الفلسطينية سيطرتها على هذه المنطقة بالكامل، وتعمل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كل ليلة هناك لسد الفراغ”.
ووصفت الصحيفة مدينة نابلس ومحيطها، بأنها أصبحت مركزاً آخر للعمليات.
ورأت أن “المشكلة تكمن في أنه منذ بداية العام قُتل أكثر من 100 فلسطيني في حوادث مع قوات الجيش، وهو أعلى رقم منذ عام 2015″، مضيفة أن “ارتفاع عدد القتلى يؤجج العنف، ويؤدي إلى رغبة الفلسطينيين في الانتقام، فكل هجوم ناجح؛ يتلوه هجمات إضافية مستوحاة منه، ولا أحد ينجح في كسر الدائرة التي تشكلت” وفق تعبيرها.
وبيّنت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتحدث عن عدة مسارات عمل ممكنة للتعامل مع الوضع الحالي، أولها تم استبعاده بشدة من قبل الأطراف المخوّلة، وهو الخروج لعملية “السور الواقي2” (إعادة احتلال مدن الضفة الغربية).
وذكرت الصحيفة أن “هناك مسار عمل آخر محتمل، تم استبعاده حاليًا أيضًا، وهو تكثيف الإجراءات ضد السكان المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية، من خلال الإغلاق والحرمان من تصاريح العمل، ليتفهموا تكلفة المقاومة، ويعملوا على القضاء عليها”.
وأضافت أن “التجارب السابقة أظهرت أن إجراءات من هذا النوع تعمل على تأجيج المقاومة، وتدخل المزيد من الفلسطينيين في دائرة العنف” بحسب تعبيرها.
وأشارت إلى أن الخيار الثالث، الذي يدعمه بشكل أساسي أولئك الموجودون على يسار الخريطة السياسية، يتمثل في تعزيز العملية السياسية، مستدركة بالقول: “لكن هذا الخيار يبدو أيضًا غير منطقي وغير واقعي في هذه الأيام”.
ورأت “يسرائيل هيوم” أن “المسار الرابع، وهو الذي تسلكه الحكومة الإسرائيلية في مواجهة موجة العمليات الفلسطينية حالياً، يتمثل في غمر المنطقة بالجيش، واعتقال الأشخاص الذي يشكلون تهديدات محتملة بناء على المعلومات الاستخباراتية”.
وأضافت أنه “في الجهاز الأمني الإسرائيلي؛ يأملون أن تتلاشى التهديدات في وقت أو آخر، وأن تهدأ موجة العمليات من تلقاء نفسها؛ كما كان الحال في حالات مماثلة في الماضي”.
وأسفرت عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس من منذ بداية العام الجاري، عن مقتل 23 إسرائيليًا، منهم خمسة عسكريين ما بين ضابط وجندي وحارس أمن، وإصابة العشرات، حسب إحصائيات محلية.