الاثنين 26 ديسمبر 2016 16:49 م بتوقيت القدس
صعّدت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له من قصفها الجوي والمدفعي المكثف لقرى وادي بردى بريف دمشق، بينما أعلنت المعارضة المسلحة صدها هجوما للنظام وحلفائه وتكبيدهم خسائر فادحة، في حين ناشد أهالي المنطقة المجتمع الدولي التدخل العاجل لحمايتهم.
وقالت مصادر للجزيرة إن المعارضة المسلحة قتلت عشرين مقاتلا من قوات النظام والمليشيات الداعمة له، وأسرت ثلاثة آخرين بينهم ضابط، وذلك خلال صدها هجوما على بلدتي بسيمة ودير مقرن في وادي بردى بريف دمشق.
وأضافت المصادر أن قوات النظام شنت قصفا جويا وصاروخيا مكثفا على الأحياء السكنية في بلدة بسيمة والجبال المحيطة ببلدة إفرة، مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى ودمار في الأبنية والممتلكات.
وكان القصف على بلدات وادي بردى قد أدى إلى قتل 14 شخصا خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث صعّدت قوات النظام عملياتها العسكرية منذ عدة أيام، بهدف الضغط على المعارضة المسلحة لإجبارها على القبول بتسوية تفضي بتسليم المنطقة لقوات النظام.
في غضون ذلك ناشد أهالي منطقة وادي بردى السورية المجتمع الدولي التدخل العاجل لحمايتهم مع استمرار قصف النظام ومليشيا حزب الله للقرى السكنية فيه.
وأصدرت الفعاليات والمؤسسات المدنية في وداي بردى -اليوم الأحد- بيانا يدعو العالم للتدخل لإنقاذ ما تبقى من مؤسسة عين الفيجة التي تؤمن الشرب لأكثر من ستة ملايين شخص في العاصمة دمشق وريفها، محذرة من مجزرة قد تحدث بحق أكثر من 110 آلاف مدني.
وطالب البيان بالضغط على النظام لوقف عدوانه على منطقة بردى المحاصرة التي تضم أكثر من عشر قرى، وشدد على رفض "التهجير القسري الذي يأتي ضمن سياسة التغيير الديمغرافي التي تنتهجها العصابة الحاكمة في دمشق".
وحث البيان على ضرورة التوصل لاتفاق مناسب يضمن سلامة المدنيين "وإدخال ورشات صيانة لإصلاح النبع وإبقائه تحت الإدارة المفوضة من قبل الأهالي".
يذكر أن معظم قرى منطقة وادي بردى الواقعة في ريف دمشق الغربي تخضع لسيطرة المعارضة السورية، وقد تعرضت خلال الأيام الأربعة الماضية لقصف مكثف من قبل النظام، مما أدى لسقوط عشرات الضحايا ولدمار كبير شمل مضخات المياه.
انقطاع الكهرباء
واستهدف القصف نبع عين الفيجة في وادي بردى، مما تسبب في خروجه عن الخدمة، وأدى إلى قطع مياه الشرب عن منطقة الوادي والعاصمة دمشق ومناطق أخرى في ريفها.
وفي السياق ذاته، أفاد ناشطون بانعدام التواصل مع أهالي منطقة بردى بعد انقطاع التيار الكهربائي بسبب الحملة العنيفة التي تشنها قوات النظام على المنطقة.
ويكتسي الوادي أهميته من كونه المصدر الرئيسي لمياه الشرب التي تغذي دمشق، مما منح المعارضة في السابق ورقة قوة في مواجهة النظام.
وكانت تفاهمات الجانبين تقضي بأن تسمح المعارضة باستمرار تدفق المياه من نبع عين الفيجة مقابل تلبية النظام بعض مطالبها، ومنها إطلاق معتقلات في سجونه.
كما شهدت العديد من الجبهات معارك واشتباكات بين أطراف الصراع، ففي حماة أفادت مصادر صحفية بأن قوات النظام المتمركزة في مدينة السقيلبية قصفت بلدة قلعة المضيق في الريف الغربي.
من جانبها، أعلنت المعارضة المسلحة أنها قصفت معاقل قوات النظام المتمركزة في مدينة السقيلبية بعدد من الصواريخ.
عملية انغماسية
وأضافت أنها قتلت عناصر من قوات النظام وكبدتها خسائر في العتاد، "جراء عملية انغماسية" على حاجز الحماميات.
وقالت المعارضة المسلحة إنها قصفت بصواريخ غراد مراكز تدريب قوات النظام في مدينة سلحب في الريف الغربي لحماة.
أما في الرقة، فقد نفذت طائرات التحالف الدولي عدة غارات جوية على قرية سويدية شمال مدينة الطبقة.
كما أفادت مصادر ميدانية بسقوط ثلاثين بين قتيل وجريح مما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، في هجوم لتنظيم الدولة على قرية جعبر شمال مدينة الطبقة.
وفي حلب، قصفت قوات النظام بالمدفعية بلدة خان العسل في الريف الغربي، بينما دخلت مليشيات أفغانية وإيرانية بلدة الحاضر ضمن عملية عسكرية واسعة.