السبت 19 مارس 2022 20:11 م بتوقيت القدس
تسببت ندرة أشباه الموصلات في توقف تصنيع بعض السيارات، وتأخير شحنات من أجهزة الألعاب والهواتف الذكية، وتعتمد العديد من الدول لتأمين الأجزاء الرئيسية المكونة لأشباه الموصلات على تايوان، التي تُعَدّ نقطة ساخنة جيوسياسياً بسبب علاقاتها المتوترة تاريخياً مع الصين.
ويبدو ان القلق من حذو الصين حذو جارتها وحليفتها روسيا، قد سرع كشف شركة إنتل عن خطط بناء مصنع عملاق بقيمة 18.7 مليار دولار في مدينة ماغديبورغ الالمانية، لتصنيع أحدث أشباه الموصلات، بالاضافة إلى المصنعين الجديدين اللذين أعلنت عنهما خلال الأشهر الستة الماضية، في أريزونا وأوهايو.
وتهدف انتل إلى نزع السيطرة على انتاج اشباه الموصلات والرقائق من آسيا، ومعالجة النقص العالمي الذي يتسبب بأزمات في انتاج العديد من الأدوات والمركبات، والذي كان قد تفاقم خلال جائحة كوفيد-19 وازداد سوءاً مرة أخرى في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. حيث تعتزم انتل ضمان وجود سلسلة إمداد مرنة ومتوازنة عالمياً.
وتعهد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مجتمعين بتقديم 100 مليار دولار، ضمن السباق نحو تقليل الاعتماد على الواردات من أشباه الموصلات. ذلك في الوقت الذي تخطط فيه الصين من جهتها بأن تصبح مركزاً عالمياً لصناعتها. فيما يخشى بعض المسؤولين في الصناعة من قلق متزايد ونتائج عكسية قد تسفر عن دخول الغرب للمنافسة في هذا المجال.
وتعتبر صناعة أشباه الموصلات من ابرز قطاعات التجارة العالمية وانجحها، وقد تؤدي المحاولات الغربية لأخذ السيادة على الأشياء وامتلاك سلسلة التوريد الخاصة بها، الى ازدياد التدخلات السياسية، لا الى تطوير هذه الصناعة الهامة. خصوصًا مع وجود نقص كبير في الأسواق.
وتقدّم روسيا، التي فُرضت عليها عقوبات من قِبل الولايات المتحدة وأوروبا، مثالاً واضحاً على كيفية تحوّل أشباه الموصلات لأداة سياسية ذات أهمية متزايدة، إذ كانت أشباه الموصلات من أوائل السلع التي تم حرمان روسيا منها. حيث تضررت صناعة السيارات في روسيا جراء ذلك.
وتعتبر أشباه الموصلات واحدة من التقنيات الحديثة التي جرى تحويلها إلى أسلحة، يتم استخدامها في الحروب التجارية وأزمات سلاسل التوريد.