الخميس 17 مارس 2022 22:12 م بتوقيت القدس
لا يزال الهجوم الإيراني على مقر جهاز الموساد في أربيل العراقية يثير نقاشات متلاحقة حول مدى نوايا إيران عن الهجمات الإسرائيلية على أهدافها العسكرية في سوريا، أو منشآتها الحيوية في قلب أراضيها، سواء من خلال عمليات “علنية” إسرائيلية عبر سلاح الجو، أو هجمات “سرية” عبر الموساد.
وأظهرت عملية تدمير الطائرات الإيرانية المسيرة المنسوبة لإسرائيل أن الحملة ضد إيران أصبحت أكثر عنفاً، وخلافًا لما كان عليه الحال في الماضي، فقد ظل هذا الهجوم سراً لمدة شهر تقريبًا، حتى تم الكشف عنه قبل أيام فقط.
وربما لم يكن الإيرانيون مرتاحين للاعتراف بأنهم أصيبوا مرة أخرى، وربما سعوا لإخفاء مدى الضرر في موقع كرمانشاه، حيث دمرت عدة مئات من الطائرات بدون طيار من أنواع مختلفة على الأرض، ولعلهم سعوا في البداية للرد، كما فعلوا في كردستان العراق.
وأكد الخبير العسكري، يوآف ليمور، في مقال بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أن “تسلسل الأحداث يظهر أن الحرب بين إسرائيل وإيران أصبحت أكثر عنفًا وعلنية، مما كانت عليه في الماضي”.
وأوضح أنه “رغم أن إسرائيل تحافظ على السرية في تنفيذ وتحمل المسؤولية عندما تعمل على الأراضي الإيرانية، ولكن يبدو أنها مستعدة لتحمل مخاطر أكبر مما كانت عليه في الماضي، لتعطيل القدرة العملياتية للإيرانيين، ومحاولة ردعهم”، بحسب الصحيفة.
وأضاف أن “الضربات الإيرانية العلنية ضد المواقع الإيرانية تتزامن مع قرب إنجاز الاتفاق النووي، الذي قد ينص على منع إسرائيل من اتخاذ إجراءات ضد منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، لكنها ستكون حرة باتخاذ إجراءات ضد أي شيء آخر يعرضها للخطر، مثل منظومة الصواريخ الإيرانية، ونظام الطائرات بدون طيار، وأنشطة فيلق القدس، وأي مشروع نووي آخر غير ذي صلة، وكل هذا سيلزم الموساد بالاستمرار في الحفاظ على قدرة عملياتية عالية في إيران”.
ويستحضر الإسرائيليون في هذه المناسبة ما نفذه الموساد في سلسلة العمليات المنسوبة إليه في السنوات الأخيرة، من سرقة الأرشيف النووي، وإلحاق أضرار بمواقع التخصيب، ومصنع أجهزة الطرد المركزي في ناتانز، واغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، بحسب الصحيفة.
وفي المقابل فمن المحتمل أن يقوم الإيرانيون بزيادة الإجراءات الأمنية حول مواقعهم وأنشطتهم المختلفة مستقبلا، وفي هذه الحالة يتحسب الإسرائيليون من أن خطر الرد الإيراني سيكون أكثر قسوة مما سبق، وفقا للمصدر ذاته.
بينما أكدت القيادات الإسرائيلية أن الإيرانيين عمقوا من زيادة نشاطاتهم في هذا المجال، مع العلم أن هجومهم على كردستان العراق لم يكن الأول من نوعه، لكن مسؤوليتهم العلنية كانت تحديًا لإسرائيل، ولم يكن القصد منها ردع إسرائيل فقط، بل الأكراد أيضا.
وفي هذه الحالة يتوقع الاحتلال أن تكون رغبة طهران بإنشاء قاعدة عسكرية خاصة بها في هذه المنطقة، تمامًا كما هو الحال في الأراضي السورية، وفي الوقت ذاته استهداف الوجود الإسرائيلي داخل المناطق الكردية، وقد تمتد لدول أخرى تتعاون مع إسرائيل، بما فيها الإمارات والبحرين.
ولفت المقال إلى أن الخطر يتزايد بشكل ملحوظ على إسرائيل وهو ليس مقتصرا على إيران، حيث أن التحدي الآخر يمثله حزب الله على جيش الدفاع بشكل عام، والقوات الجوية بشكل خاص، بدليل ما حصل مؤخرا من تخفيف طلعات الطائرات الإسرائيلية بدون طيار في سماء لبنان خوفا أن تصيبها نيران الحزب المضادة للطائرات.
وبذلك ينجح الحزب، ولو بشكل جزئي للغاية، في تعطيل النشاط الإسرائيلي في سماء لبنان، وترسيخ مكانته كمدافع عنها، وهي مسألة قد تضطر إسرائيل لإيجاد حل عملي لها، حتى على حساب المواجهة التدريجية.