القدس

القدس

الفجر

04:17

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:23

العشاء

20:54

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:17

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:23

العشاء

20:54

التوكل: قوة وعزّة وأمل

الجمعة 11 فبراير 2022 07:18 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:17

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:23

العشاء

20:54

التوكل على الله سبحانه مثل شجرة طيبة لا تؤتي إلا ثمارًا طيبة، إنها الثمار الطيبة يحسّ ويشعر بها الإنسان في نفسه وفي عيشه، في حياته الشخصية وفي حياة الجماعة والمجتمع الذي ينتمي إليه ويعيش فيه. وإن من ثمار شجرة التوكل:

 

السكينة والطمأنينة

إنها سكينة النفس وطمأنينة القلب يحسّ ويشعر بها من يحسن التوكل على ربه سبحانه فتملأ عليه جوارحه وأقطار قلبه، إنه يحسّ بالأمن إذا خاف الناس، وبالسكون إذا اضطرب الناس، وباليقين إذا شك الناس، وبالثبات إذا قلق وتذبذب الناس، وبالأمل إذا يئس الناس. إن السكينة والطمأنينة من ثمار التوكل تجعل صاحبها أشبه ما يكون بجندي تحصّن في حصنه وقلعته خلف أسوار منيعة ومعه سلاحه وطعامه وشرابه ومن هناك يَرى ولا يُرى، ويَرمي ولا يُرمى. إنها حالة السكينة والطمأنينة وجدها موسى عليه السلام في قلب البحر وترجمت على لسانه بما قاله لأصحابه {فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} آية 62 سورة الشعراء. إنها نفس الحالة والشعور وجدها الرسول محمد ﷺ في قلب الغار مع أبي بكر رضي الله عنه {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا} آية 40 سورة التوبة. وإنها نفس الحالة والشعور بالسكينة والطمأنينة وجدها خليل الله إبراهيم في قلب النار حين ألقي فيها، فلم يشتغل بسؤال مخلوق من إنس أو جن أو ملك وإنما كان مطمئنًا بمعيّة ربه وتوكله عليه وهو يقول “حسبنا الله ونعم الوكيل” كما ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين قيل لهم {الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكم فاخْشَوْهم فَزادَهم إيمانًا وقالُوا حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ} آية 173 سورة آل عمران”.

فوحقه لأسلّمن لأمره      في كل نازلة وضيق خناق

موسى وإبراهيم لمّا سلّما    سلما من الإغراق والإحراق

 

السكينة والطمأنينة ثمرة من ثمار التوكل وجدتها في نفسها أمنا هاجر عليها السلام حين تركها زوجها إبراهيم عليه السلام ومعها صغيرها اسماعيل بواد غير ذي زرع وليس معها إلا جراب تمر وقربة ماء، فقالت له: “آلله أمرك بهذا؟ فقال: نعم. قالت: إذًا لن يضيعنا”. إنها الطمأنينة والسكينة تنتصر على الخوف والقلق والوحشة والجوع وعاطفة الأمومة بحسن التوكل على الله سبحانه.

 

القوة

إنها ثمرة أخرى من ثمار التوكل الصادق على الله سبحانه يحسّ بها المتوكل على ربه، إنها قوة نفسية وروحية ومعنوية تصغر أمامها أي قوة مادية سواءً كانت قوة السلاح أو المال أو الرجال، ففي الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ قال: “من سرّه أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن سرّه أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله”.

إنه التوكل الصادق يورث في نفس هود عليه السلام القوة لأن يقف في مواجهة قومه وينكر عليهم شركهم وفسادهم وتجبّرهم، وهم الذين استكبروا في الأرض وقالوا من أشد منا قوة فكانت قوة إيمانه أقوى من قوتهم المادية وهو يقول لهم: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} آية 54-55 سورة هود وإنه التوكل قد ورّث في إبراهيم عليه السلام القوة لمجابهة قومه والتبرؤ من أفعالهم وشركهم بلا مواربة ولا مجاملة {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِىٓ إِبْرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةُ وَٱلْبَغْضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحْدَهُۥٓ} آية 4 سورة الممتحنة.

وإنه التوكل على الله سبحانه ورّث شعيب عليه السلام القوة على التحدي والمواجهة مع قومه لمّا قالوا له {قَالَ ٱلْمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَٰرِهِينَ، قَدِ ٱفْتَرَيْنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّىٰنَا ٱللَّهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَىْءٍ عِلْمًا ۚ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَٰتِحِينَ} آية 8٧ – 88 سورة الأعراف.

وإنه التوكل على الله سبحانه ورّث في أصحاب محمد ﷺ القوة على تحمل الضغط المعنوي والحرب النفسية وفارق الإمكانات بينهم وبين الأحزاب فكان قولهم {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} آية 22 سورة الأحزاب. ومن يتتبع صفحات التاريخ فإنه سيجد الأمثلة حاضرة وبقوة كيف كان التوكل على الله يحسم المعركة لصالح أهل الحق المتوكلين على الله، فكانوا هم الأقوى رغم أن أعدائهم ملكوا من الإمكانات أكثر منهم، هكذا يقول تاريخ أفغانستان والبوسنة وغيرها.

 

العزّة

وإن من ثمار التوكل على الله تعالى حالة الاعتزاز والشموخ يعيشها المتوكل على ربه ويحسّ بها فترفعه مكانًا عليًا وتمنحه ملكًا بغير عرش ولا تاج، هذه العزّة هي من قبس المتوكّل عليه وهو الله سبحانه تفيض وتتنزل على من أحسن التوكل {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} آية 217 سورة الشعراء. {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} آية 49 سورة الأنفال. فالمتوكل عزيز بغير عِشرة، غنيّ بغير مال، ملك بغير جنود وأتباع وإنما هي هالة وحالة العزّة تلفّه من كل جانب ومهابة منه يغرسها الله سبحانه في نفوس أعدائه.

قال أحد الخلفاء يومًا لأحد علماء السلف: “ارفع إلينا حوائج دنياك نقضيها لك، فقال له العالم: إني لم أطلب حوائج الدنيا من الخالق فكيف أطلبها من المخلوق”. يقصد بذلك أن الدنيا أهون عنده وعليه من أن يسألها الله سبحانه، فهو لا يسعى إلا لرضاه ولا يبتغي إلا جنته.

إن العزّة الحقيقية ألا تطلب عند أبواب سلاطين الدنيا وإنما هي التي تطلب ويسعى لنيلها فقط عند باب الله وحده {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} آية 15 سورة فاطر. وأما من يطلبون العزّة عند سلاطين الدنيا فإنما هم المنافقون والأذلاء {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} اية 138-139 سورة النساء، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} آية 8 سورة المنافقون.

 

الرضا

وإن من ثمرات التوكل استشعار حالة الرضا بكل حال من الأحوال يكون فيها العبد، كما قال ﷺ: “عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له ولا يكون ذلك إلا للمؤمن”. إن حالة الرضا شعور ينشرح به صدر المؤمن الراضي عن ربه سبحانه فيكون الأمر متبادلًا بينه سبحانه وبين عباده {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} آية 155 سورة التوبة. وإذا كان الأمر كذلك انشرح الصدر وانفتح القلب وهدأت النفس، وقد قيل: “متى رضيت بالله وكيلًا فقد وجدت إلى كل خير سبيلا”. وقال بشر الحافي: “يقول أحدهم توكلت على الله، يكذب على ربه، لو توكل على الله رضي بما يفعل الله”. فالمتوكل على ربه سبحانه الراضي عنه سبحانه في كل حال يكون موقنًا أن تدبير الله خير من تدبيره لنفسه، وأنه دائمًا في كفاية الله وكنفه وكفالته وكفى بالله وكيلا، فالمتوكل على ربه كمن يلقي حمولته وهمومه عند باب ربه فيستريح من الهمّ والعناء وهو يعلم أن ما يختاره ربه سبحانه هو الخير فيرضى.

 

سهرت أعين ونامت عيون       في أمور تكون أو لا تكون

إن ربًا كفاك بالأمس ما         كان سيكفيك في غد ما يكون

 

الأمل

وإن من ثمرات التوكل على الله سبحانه ذلك الأمل والاستبشار والتفاؤل لأن المتوكل يعلم أنه قد تمسّك بحبل ربه الذي لا ينقطع وحتمًا فإنه سيصل ويحقق مبتغاه وما كان يرجوه. إنه الأمل بالفوز بالمطلوب والنجاة من الكروب وانقشاع الغمّة وانفراج الكربة وانتصار الحق على الباطل والهدى على الضلال والخير على الشرّ والفضيلة على الرذيلة والعدل على الظلم. وكيف لا يكون المتوكل مؤمّلًا خيرًا بربه وهو يستمع لما قال إبراهيم عليه السلام {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} آية 56 سورة الحجر فرزقه الله الذرية رغم ما وصل إليه من تقدم العمر لكنه ظلّ على أمل ويستمع إلى يعقوب عليه السلام {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} آية 87 سورة يوسف. لقد ظلّ يعقوب على أمل اللقاء بيوسف وأخيه رغم ما قيل أنها أربعون سنة كانت بين بيع أخوة يوسف له وبين ذهابهم إليه ليبيعهم الطعام.

إن المتوكل على ربه سبحانه يعلم أن الملك كله بيد خالقه ومدبّر أمره، إنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء، ويعزّ من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ولذلك فإن المتوكل على ربه يظلّ على أمل بتغير الأحوال وأن دوام الحال من المحال، وأنه سبحانه سيجعل بعد عسر يسرًا، وأنه حتمًا بعد الليل سيطلع فجرًا، قال الشاعر:

ما بين طرفة عين وانتباهتها     يغير الله من حال إلى حال

وقال الشاعر الآخر:

ولربّ نازلة يضيق بها الفتى    ذرعًا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلمّا استحكمت حلقاتها      فرجت وكان يظنها لا تفرج

 

وإذا اعتاد الناس أن يقولوا لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، فإن المسلم يقول ما هو أصح من ذلك. إنه لا يأس مع التوكل ولا توكل مع اليأس، وصدق من قال: “يا أيها المظلوم المغلوب، ويا أيها الملهوف المكروب، يا أيها المجروح والمنكوب لا تيأس وإن توالت عليك الخطوب، وسدّت في وجهك الدروب فإن علّام الغيوب وغفّار الذنوب وستّار العيوب ومقلّب القلوب سيفرج الكروب ويحقق لك المطلوب كما كشف الضر عن أيوب وردّ يوسف إلى يعقوب”.

فاللهم اختر لنا ولا تخيّرنا، اللهم دبّر لنا فإنّا لا نحسن التدبير فأنت حسبنا ونعم الوكيل.

 

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة

والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون

 

الكلمات الدلالية :


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:17

الظهر

12:36

العصر

16:16

المغرب

19:23

العشاء

20:54