الاربعاء 14 ديسمبر 2016 09:17 م بتوقيت القدس
أفاد مراسل الجزيرة بتأجيل خروج المحاصرين من الأحياء الشرقية في حلب (شمالي سوريا) إلى وقت لاحق اليومغرد النص عبر تويتر الأربعاء مع استمرار وقف إطلاق النار.
وقال المراسل إن أول دفعة من الجرحى المحاصرين في حلب أكملت استعداداتها للمغادرة من مناطق المعارضة باتجاه الراموسة (جنوبي حلب)، ومن ثم إلى ريف حلب الغربي، حيث تسيطر المعارضة المسلحة.
وقال المراسل في ريف حلب ميلاد فضل إنه كان يفترض خروج سبعين مصابا بالإضافة إلى ثمانين من عائلاتهم في الدفعة الأولى، غير أنه تم تأجيل العملية بشكل عاجل لأسباب غير واضحة.
غير أن المراسل رجح أن سبب التأجيل يعود إلى عدم وجود جهة محايدة تشرف على عملية إخراج المعارضين وعائلاتهم من حلب، خاصة أن خروج المسلحين سيتم عبر مناطق يسيطر عليها النظام، وهو ما يتطلب أن تشرف على العملية جهة مقبولة لدى النظام ولدى المعارضة تضمن نجاح العملية.
وكانت المعارضة السورية المسلحة أعلنت في وقت متأخر مساء أمس الثلاثاء التوصل إلى اتفاق مع الروس عبر وسطاء يقضي بإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب إلى ريفها الغربي.
ونقل مراسل الجزيرة عمرو حلبي عن مصادر في المعارضة المسلحة أن الاتفاق يتضمن إجلاء المدنيين فضلا عن المقاتلين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة شرقي حلب.
وقال مسؤول التفاوض عن المعارضة السورية المسلحة الفاروق أبو بكر في مقابلة خاصة مع الجزيرة إن عملية إخراج المحاصرين في حلب تأخرت، مشيرا إلى عدم معرفته السبب وراء ذلك، إلا أنه أشار إلى وجود عقبات تحول دون التنفيذ.
غير أن أبو بكر أكد أن الاستعدادات والتحضيرات لا تزال جارية لإخراج مقاتلي المعارضة والمدنيين من أحياء حلب الشرقية المحاصرة.
وحسب الاتفاق المبرم سيخرج المقاتلون التابعون للمعارضة المسلحة بدءا من اليوم الأربعاء في ساعات الصباح الأولى بسلاحهم الخفيف والذخيرة نحو مناطق المعارضة في الريف الغربي لحلب.
في هذه الأثناء، أكدت أنقرة أن "وقفا لإطلاق النار" يسري في حلب منذ مساء الثلاثاء بعدما توصلت إلى اتفاق بهذا الشأن مع مقاتلي الفصائل المعارضة بهدف إجلائهم مع مدنيين من شرق المدينة الذي سيطرت قوات النظام على معظم أنحائه.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو "بوسعنا أن نؤكد أن هناك وقفا لإطلاق النار في المدينة بعد مباحثات جرت بين الجيش الروسي والمعارضة في شرق حلب". وأضاف أن الاتفاق ينص على إجلاء المدنيين أولا يليهم مقاتلو المعارضة.
تجهيز الجرحى للخروج
وقال مراسل الجزيرة أمير العباد في وقت سابق إن هيئة الإغاثة الإنسانية التركية بدأت تجهيز الجرحى والمرضى لإخراجهم إلى ريف حلب الغربي عبر منطقتي الراموسة والراشدين، حيث وصلت عدة سيارات إسعاف لبدء إجلائهم.
وأضاف أن بعض التقديرات تشير إلى احتمال خروج سبعين ألف نازح من الأحياء المحاصرة عبر الممرات الإنسانية، ثم سيبدأ مقاتلو جبهة فتح الشام بالخروج، ويتلوهم خروج الفصائل الأخرى.
بدوره، قال محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي إن بلاده ستنشئ مدينة خيام لاستيعاب نحو ثمانين ألف لاجئ سوري فروا من حلب.
وفي هذه الأثناء، قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر كريستا أرمسترونغ إن اللجنة مستعدة للعمل كوسيط إنساني محايد في عملية الإجلاء في حال أيدت جميع الأطراف ذلك، مؤكدة استعداد اللجنة للتحرك سريعا إذا لزم الأمر.
وقبل ساعات، أكدت مصادر بالمعارضة للجزيرة أنه جرى الاتفاق مع النظام برعاية روسية تركية على وقف إطلاق النار، وإجلاء المحاصرين من الأحياء الشرقية بحلب باتجاه ريف حلب الغربي والشمالي، بينما سيخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف والذخيرة إلى الريف الغربي.
وأكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين صحة المعلومات عن التوصل إلى اتفاق يسمح بخروج مقاتلي المعارضة من حلب.
من جهته، قال مصدر في الحكومة التركية إن اتفاقا لوقف إطلاق النار في حلب سيبدأ في غضون ساعات، وإن المدنيين والمقاتلين الراغبين في المغادرة سيذهبون إلى إدلب بالحافلات.
المعارضة: مليشيات شيعية تعرقل إجلاء سكان حلب
قالت المعارضة السورية اليوم الأربعاء إن مليشيات شيعية موالية للنظام السوري تعرقل عملية إجلاء المدنيين من أحياء مدينة حلب الشرقية، التي كانت ستتم بموجب اتفاق يمنح الحكومة السورية السيطرة على المنطقة.
وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع "فاستقم" وهو من فصائل المعارضة السورية المسلحة إن المليشيات الإيرانية تمنع المدنيين من الخروج وتردهم لأحيائهم.
من جهته، أكد القيادي في كتائب نور الدين زنكي في إعزاز بريف حلب أحمد عبيد أن المليشيات الشيعية الإيرانية منعت خروج المدنيين والجرحى من حلب، واشترطت خروج جرحى في بلدة الفوعة في ريف إدلب.
وقال عبيد -في حديث مع الجزيرة- إن من يدير الأمور على الأرض في حلب هم الإيرانيون، وهم على خلاف مع الروس فيما يتعلق بخروج المدنيين، مؤكدا أنه تم تعطيل عملية خروج جرحى من معبر العامرية باتجاه ريف حلب إلا بمقابل خروج مثلهم من الفوعة.
وسبق أن ذكرت مصادر مختلفة مواعيد متوقعة مختلفة لبدء عملية الإجلاء، وقال مسؤولون بالمعارضة إنهم كانوا يتوقعون أن تغادر أول مجموعة من المصابين ليل الثلاثاء.
ونقلت رويترز عن شهود أن هناك نحو ثلاثين حافلة مصطفة ومحركاتها دائرة على طريق رئيسي إلى خارج المدينة في انتظار من سيتم إجلاؤهم، بينما نقل تلفزيون أورينت المؤيد للمعارضة السورية تقارير عن أن بدء عملية الإجلاء من شرق حلب ربما يتأجل حتى الخميس.
وكان مراسل الجزيرة حلب ميلاد فضل قال إنه كان من المفترض خروج سبعين مصابا بالإضافة إلى ثمانين من عائلاتهم بالدفعة الأولى، غير أنه تم تأجيل العملية بشكل عاجل لأسباب غير واضحة.