حذر “مركز أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي، اليوم الإثنين، من تعاظم الاعتداءات على اليهود وتبني التوجهات “المعادية للسامية” في الولايات المتحدة.
وفي ورقة أعدها البرفسور أولفين روزنفلد، وهو باحث يهودي يعمل في جامعة إنديانا، أشار المركز إلى أن جماعات أميركية تنادي بتفوق “البيض” باتت مصدر الخطر الأكبر على اليهود الأميركيين.
واعتبرت الورقة أن المسيرة التي نظمها “اتحاد اليمين الأميركي” في 12 أغسطس/آب 2017 في مدينة شارلوتسفيل في ولاية جورجيا كانت واحدة من أبرز مظاهر “معاداة السامية” التي حدثت في الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن المشاركين في تلك المسيرة رددوا شعارات “ضعوا حدا للتأثير اليهودي في أميركا”، “اليهود يمثلون الشيطان”، و”اليهود لن يحلوا مكاننا”، وغيرها من الشعارات.
ولفتت إلى أن أخطر مظاهر “معاداة السامية” التي استهدفت اليهود الأميركيين ونفذتها جماعات اليمين الأميركي كان الهجوم على الكنيس في مدينة بيتسبرغ في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل 11 شخصاً؛ وأعقب هذا الهجوم عدد من الهجمات المماثلة، كان آخرها في 19 أغسطس من العام الجاري في مدينة دينفر، وأسفر عن مقتل أحد طلاب المدارس الدينية اليهودية.
وحسب معد الورقة، فإن السلوك الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بات أحد الأسباب التي تؤجج الهجمات على اليهود، معتبراً أن زيادة الهجمات التي استهدفت اليهود الأميركيين خلال الحرب الأخيرة على غزة يدل على ذلك.
وزعمت الورقة أن الكثير من القيادات السياسية الأميركية تجاهلت الاعتداءات التي تستهدف اليهود في حين أن زعماء آخرين نددوا بها بحذر.
وأشارت إلى أن نتائج استطلاع أظهرت أن 82% من اليهود الأميركيين يرون أن “معاداة السامية” تعاظمت بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية.
وعزت الورقة تعاظم مظاهر “معاداة السامية” إلى تحولات مجتمعية داخل الولايات المتحدة، حيث دفعت هذه التحولات الكاتب الأميركي جوزيف يوفي إلى نشر مقال بعنوان “هل انتهت قصة الحب الأميركية اليهودية”.
وأبرزت الورقة أن أحد التحولات المجتمعية التي فاقمت اللاسامية تمثلت في معاداة اليمين الأميركي لفكرة المجتمع المنفتح، والجهود التي تبذلها الجماعات اليمينية لضمان السيطرة على الحكم في الولايات المتحدة، إلى جانب اعتماد اليسار الأميركي في نضاله الهادف للوصول إلى الحكم على توظيف الاعتبارات الإثنية والجندر والطبقية، وهو ما أفضى إلى تآكل مكانة اليهود الذين علقوا بين المعسكرين الكبيرين.
وهاجمت الورقة سكوت النخبة السياسية الأميركية عن تصرفات النائبات من أصول عربية وإسلامية في الجناح التقدمي من الحزب الديمقراطي، لا سيما رشيدة طليب، وعدم القيام بأي إجراءات ضدها بعدما وصفت إسرائيل بـ”دولة أبارتهايد” وأنها تنفذ “تطهيرا عرقيا” ضد الفلسطينيين.