الجمعة 10 ديسمبر 2021 15:47 م بتوقيت القدس
ساهر غزاوي - شارك عدد كبير من جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل في صلاة الجمعة اليوم، على أطراف أرض مقبرة القسام المهدّدة بالمصادرة والبيع، وذلك ضمن فعاليات خيمة الاعتصام المنصوبة على أرض المقبرة.
وألقى الشيخ كمال خطيب؛ رئيس لجنة الحريات، خطبة الجمعة تطرق فيها إلى سيرة الشهيد عز الدين القسّام الموارى في المقبرة والتي نسبت المقبرة على اسمه، وأكد أن أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل مصممون ومصرون على استخدام كل الوسائل الشعبية لمواجهة مشاريع ومصادرة ونبش وتدمير قبور آبائنا وأجدادنا.
وقال الشيخ خطيب إن “صلاتنا اليوم هنا لندافع عمن دافعوا عنا وهذا أقل الواجب مع من دافعوا عنا أحياء وأموات، هذه المقابر تدافع عن شعبنا وتثبت رواية من دفن هنا قبل قيام الكيان الإسرائيلي، اليس هذا الدليل الدامغ أن هذه أرض كانت لشعب ولم تكن أرض فارغة بدون شعب وهي شاهد على ماضيه وحاضره ومستقبله”.
وأضاف: “جئنا اليوم هنا إلى مقبرة القسّام في بلدة بلد الشيخ قريبًا من حيفا ليس فقط لنقول للشيخ القسام ولكل من دفن في هذه المقبرة السلام عليكم دار قوم مؤمنين، لم نأتِ لنسلم عليهم فقط، لكن مع السلام عليهم نقول لهم أننا إن شاء الله على العهد لاحقون لا نقيل ولا نستقيل، على عهد الوفاء للأرض، على عهد للعرض والتاريخ والجغرافية هكذا أراد سيد الشهداء في هذه المقبرة الشيخ عز الدين القسّام”.
وأكد الشيخ كمال خطيب على أن “دورنا نحن أبناء الجليل وأبناء الداخل الفلسطيني أن نظل على الطريق لا نفرط ولا نبيع ولا نساوم وإنما السعي لرد الظلم عن قبورنا ومقابرنا”.
وقال في رسالة وجهها إلى المؤسسة الإسرائيلية: أيتها المؤسسة الإسرائيلية الظالمة نعلم أن القضاء ذراع من أذرعكم مثل الاعلام والمخابرات والشرطة، لذلك نقول لكم أنتم مطالبون بأن توجدوا حلًا وأن تُبقوا على هذه القبور وعلى هذه المقبرة وألا تعيشون كذبة ما تسمونه “زمن التطبيع والعلاقات وفتح الحدود”، نقول لكم إن كنتم تريدون أن تبنوا علاقات مع من يبتعد عنكم الاف الكيلومترات فبدئوا إن كنتم صادقين، ولا أظن ذلك، من هنا مع من يعيشون معكم من قبور ومقابر ابدئوا فالحل عندكم لأنكم أنتم من بعتم المقبرة بعدئذ صادرتموها عليكم انت توجدوا الحل وإلا فأبناء شعبنا مصممون ومصرون بكل الوسائل الشعبية أن يواجهوا مشاريع ومصادرة ونبش وتدمير قبور آبائنا وأجدادنا”.
وحيَا رئيس لجنة الحريات أهالي مدينة في حيفا وقدم الشكر والتقدير لأهالي من دفنوا في هذه المقبرة الذين شكلوا إطارًا شعبيًا فعالًا، كما وقدم الشكر لمتولي الوقف مقبرة القسام ولهيئة الأوقاف الصادقة “التي تعمل من أجل استرداد هذه المقبرة ورفع الظلم عن عنا أحياًء وأمواتا وهم يخوضون مع قانونيين وجمعيات لها غيرة على قضيا الوقف والمقابر ليخضوا معركة قانونية نعلم أن خلف الطرف الآخر تقف الحكومة الإسرائيلية”.
وقارن الشيخ كمال خطيب بين مقابر اليهود في عواصم ومدن البلدان العربية والإسلامية التي تصان تحت حماية وحراسة وحفظ من تلك الدول “وهنا ونحن لسنا ضد هذا وهذا الصواب، لكن ما بالكم أنتم هنا تحفرون قبور أجدادنا وآبائنا وتدنسون وتكسرون العظام والجماجم وفي بلاد العرب تصان مقابركم”.
وختم الشيخ كمال خطبة الجمعة مؤكدا “نحن أبناء هذا الداخل الفلسطيني الصامد الصابر نقول وبأعلى صوتنا أننا على ثقة ويقين من أن المستقبل لنا أن شاء الله والمستقبل لشعبنا ولأمتنا، والذين يريدون منا أن نعيش في خانة اليأس والإحباط والتشاؤم نقول لهم لا يأس ولا احباط لا تشاؤم بل أمل ويقين لأننا أصحاب حق”.
يذكر أن لجنة المتابعة العليا وهيئة متولي وقف الاستقلال، دعتا شعبنا للمشاركة في خطبة صلاة الجمعة وناشدتا جماهير شعبنا إلى المشاركة الواسعة في نشاطات خيمة الاعتصام التي نُصبت في مقبرة القسّام في قرية بلد الشيخ المهجّرة، ضدّ قرار المحكمة العليا الصادر في الأسبوع الماضي بعدم إبطال صفقة الاستيلاء على المقبرة ورفض مطالب ممثلي اهالي المتوفين المدفونين في المقبرة مصادرة وبيع جزء من مقبرة القسام بحجّة قانون التقادم وتعليلات اجرائية أخرى.