الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 07:23 م بتوقيت القدس
تحدث مؤرخ إسرائيلي، عن فشل تعامل الحكومات الإسرائيلية مع حركة “حماس”، مؤكدا أنه لم يجد جوابا جيدا على التحدي الذي تظهره الحركة، باستثناء استخدام النار الفتاكة التي دمرت قطاع غزة ولم تحرمها من قدراتها العملياتية.
وقال أستاذ دراسات الشرق في جامعة “تل أبيب”، إيال زيسر، في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”: “ذكّرنا رئيس الأركان أفيف كوخافي، أن الجيش الإسرائيلي يتصدى اليوم لست ساحات قتالية، بعضها لم يعمل فيها أبدا”.
غرف محصنة
وأوضح أن “هذه الساحات هي؛ الساحة الإيرانية، السورية، اللبنانية، العراقية، وكذا الساحة الجنوبية، عند البحر الأحمر واليمن؛ والتي عليها جميعها تلقي إيران بظلها الثقيل؛ وأخيرا، الساحة الفلسطينية، في الضفة وغزة”.
وزعم زيسر، أن “أساس جهد الجيش الإسرائيلي يوظفه في الأشهر الأخيرة، في الاستعدادات لإمكانية أن تجتاز إيران نقطة اللاعودة في الطريق نحو إنتاج قنبلة نووية، وفي هذه الاثناء، يعمل لسحب أقدامها من سوريا ويضعف حزب الله، الذي تشكل ترسانته من الصواريخ التهديد الأساس الذي تقف أمامه إسرائيل في الدائرة القريبة منها”.
وحذر بشدة من “الاستخفاف بالتهديدات – الفورية وبعيدة المدى – التي تقف أمامها إسرائيل في ساحات القتال والعمل”، منوها أنه “في الحقيقة، أن غزة في العقد الأخير، كانت هي ساحة المواجهة النشطة التي وجد الجيش الإسرائيلي فيها نفسه يقاتل المرة تلو الأخرى، بل والتي تجبي منه القتلى من الجنود والمستوطنين”.
وأشار إلى الحروب الأربعة التي خاضعها جيش الاحتلال ضد غزة المحاصرة، والتي ينضم إليها الاحتكاك اليومي على طول السياج الفاصل مع غزة من، إطلاق البالونات الحارقة، مواجهات على طول السياج ومحاولات التسلل لعناصر الفصائل، في ظل استخدام الانفاق التي حفرتها حماس.
ولفت الخبير، إلى أن “سكان المستوطنات في الجنوب، إضافة إلى سكان “غوش دان” (تل أبيب) والقدس، “اضطروا المرة تلو الأخرى للبحث عن المأوى في الغرف المحصنة، ليس بسبب صواريخ إيران ولا حزب الله، ولكن بسبب نار صواريخ حماس”.
وقدّر أن “جولة المواجهة التالية ستكون مع قطاع غزة، وليس في ساحات مواجهة أخرى، وخصوصية غزة تكمن ليس فقط في كونها ساحة نشطة وقابلة للانفجار، قاتلت فيها إسرائيل أكثر من اي ساحة أخرى في العقد الأخير، بل أيضا، لأن قدرة إسرائيل على التأثير والردع في هذه الساحة محدودة وناقصة”.
لا جواب إسرائيلي
وأضاف: “الحقيقة، أن الصراع ضد ايران يحتدم وينال الزخم، ولكن الطرفين – الإيراني والإسرائيلي– يوجدان في تحكم كامل من سير الأحداث، ويبديان ضبطا للنفس في غياب كل مصلحة في التدهور نحو مواجهة شاملة، كما أن حزب الله هو الآخر، تنظيم ملجوم ومردوع، واع للثمن الذي يمكن أن يدفعه، لكن حماس في غزة ليست هكذا، ومن الصعب ردعها وإجبارها على أن تتصرف بضبط للنفس”.
ونبّه زيسر، أن “الواقع في غزة مركب، لأن إسرائيل لم تفك ارتباطها حقا عن القطاع، وهذا يجعل الهدوء على طول السياج رهينة لوضع القطاع”، منوها “الغليان في القدس، سيبقى يؤدي إلى اشتعال مع القطاع”.
وذكر أنه “رغم ان حماس ليس لديها قدرة على التدمير والاضرار مثلما أعداء آخرين (إيران وحزب الله)، لكنها تحسن قدراتها بشكل منهجي، والدليل هو الجرأة والقدرة العملياتية التي تبديها في إطلاق خلايا تسللية عبر الأنفاق إلى إسرائيل، والأهم من ذلك، أنها تعمل بنجاح على زيادة مخزون الصواريخ تحت تصرفها، مداها ودقتها”.
واعترف الخبير الإسرائيلي، أنه “ليس لإسرائيل جواب جيد على تحدي حماس، باستثناء استخدام النار الفتاكة التي تسبب الدمار في القطاع، ولكنها لا تحرم حماس من قدراتها العملياتية، ولا تضمن الهدوء على المدى الطويل؛ مثلما هو الحال مع لبنان”، مؤكدا أنه “بغياب الحل (مع حماس)، ستبقى غزة تقلقنا”.
وأشار إلى أن شهر تشرين الثاني/نوفمبر، يذكرنا بمرور نهاية 9 سنوات على عدوان 2012 الإسرائيلي على القطاع، الذي وقع عقب اغتيال القيادي البارز في الجناح العسكري لحماس، أحمد الجعبري، إضافة لفشل العملية الأمنية السرية في خان يونس جنوب القطاع عام 2018، التي قتلت المقاومة فيها المقدم “م”، وأخيرا، العدوان على القطاع عقب اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامية بهاء أبو العطا.