أعلنت “ماهان إير”، أكبر شركة طيران إيرانية خاصة، اليوم الأحد، أنها تعرضت لهجوم إلكتروني، إلا أن كل رحلاتها “حافظت” على جدولها المقرر رغم عدم إمكان الوصول إلى موقعها منتصف اليوم.
وقالت المجموعة في بيان، وفق وكالة “فرانس برس”، إن “نظام الكمبيوتر الخاص بشركة ماهان إير تعرض لهجوم جديد”، مضيفة “تم الإبقاء على كل رحلات ماهان وفقا للجدول الزمني”.
وتابعت أنها “كانت هدفا في مناسبات عدة” لهجمات إلكترونية “بسبب المكانة المهمة التي تحتلها في صناعة الطيران في البلاد”. كما قال أمير حسين زولانفاري، الناطق باسم الشركة، للتلفزيون الحكومي: “فريق أمن تكنولوجيا المعلومات لدينا يحبط الهجوم السيبراني”.
و”ماهان إير”، التي أسست قبل 30 عاماً، هي الشركة الإيرانية الخاصة الرئيسية بعد شركة “إيران إير” التابعة للدولة. وهي مدرجة على القائمة السوداء للكيانات المستهدفة بالعقوبات الأميركية ضد إيران منذ العام 2011. وبالإضافة إلى الخطوط الداخلية، تقوم بتسيير رحلات إلى أوروبا وآسيا.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شل هجوم إلكتروني نظام توزيع الوقود في إيران مدة أسبوع، ما أدى إلى تحرك أعلى السلطات الإيرانية وتسبب في اختناقات مرورية في المدن الرئيسية لطهران وطوابير طويلة أمام محطات الوقود.
والهجمات الإلكترونية على إيران ليست حدثاً جديداً، إذ تتعرض البلاد لـ”50 ألف هجوم سيبراني يومياً ونحو 8 هجمات إلكترونية جادة سنوياً”، بحسب تصريح سابق لرئيس منظمة الدفاع المدني العميد غلام رضا جلالي.
وتقف الحرب السيبرانية، التي تدور رحاها بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، وراء أبرز دوافع مشروع بناء شبكة المعلومات الوطنية، أو ما يعرف بالإنترنت الوطني، وقد أطلق شرارتها فيروس “ستاكس نت” المصنف أنه أخطر فيروس عسكري، بعدما استهدف عام 2010 منشأة نطنز النووية، الأكبر في تخصيب اليورانيوم، ومفاعل بوشهر النووي، ليسبب الفيروس مشاكل لأجهزة الطرد المركزي في نطنز، كما قال الرئيس الإيراني (في ذلك الحين) محمود أحمدي نجاد في نوفمبر/تشرين الثاني 2010، بحسب وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية.
وكانت أكبر تلك الهجمات ما وقع يوم 9 فبراير/شباط 2020، مستهدفة البنى التحتية في البلاد، وفق ما أعلنه مساعد وزير الاتصالات الإيراني حميد فتاحي، قائلاً على “تويتر” إنّ “القراصنة حاولوا تنفيذ أكبر هجوم لاستهداف ملايين الأهداف، والإضرار بشبكة الإنترنت من خلال هجوم من نوع SYN FLOOD بمعدل مليون PPS (هجوم يتم عبر تحميل ضغط أكثر من الحد الطبيعي على معدات الشبكة لتعطيلها)”.
وجاءت الهجمات من شرق آسيا وشمال أميركا، وفق شركة اتصالات البنية التحتية الإيرانية الحكومية، وسبّبت الهجمات انقطاع الإنترنت في إيران بنسبة 75%، وفقاً لمؤسسة “نت بلوكس” غير الحكومية المعنية بمراقبة أمن الشبكات.
