السبت 10 ديسمبر 2016 11:50 م بتوقيت القدس
تثير إمكانية إلغاء مجانية التعليم في المغرب جدلا حادا بعد اقتراح المجلس الأعلى للتعليم فرض مساهمات مالية على الطلاب من الأسر الميسورة.
وتحدثت الصحافة المغربية في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن إصدار المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي توصية لإنهاء مجانية التعليم الحكومي، مما أثار غضب النقابات العمالية وهيئات أولياء الأمور والطلبة، الذين نددوا بما وصفوه بـ"خصخصة التعليم" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ونشر المجلس بيانا توضيحيا في مسعى منه لتهدئة الجدل القائم، مؤكدا على ضمان "مجانية التعليم الإلزامي، بأسلاكه الثلاثة الأولي والابتدائي والاعدادي، باعتباره واجبا على الدولة".
وأضاف البيان أن "رسوم التسجيل هي مجرد شكل من أشكال التضامن الوطني، يتجلى في مساهمة الأسر الميسورة في حسن سير المدرسة ونجاعة أدائها".
ودافع رئيس المجلس عمر عزيمان في مقابلة مع القناة التلفزيونية المغربية الثانية، عن موقف المجلس، وقال "من الضروري تنويع مصادر تمويل منظومة التعليم، وهناك إمكانية فرض رسوم التسجيل على أولياء التلاميذ الميسورين، أما الفقراء فلا حديث عن أدائهم لرسوم التسجيل في التعليم بشكل كلي".
ويحظى هذا الاجراء بدعم من حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي فاز في الانتخابات التشريعية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من جهته أكد النقابي العربي حبشي على أن محاولة فرض رسوم التسجيل هي "محاولة ملتفة لخصخصة التعليم".
وقال إن "مجانية التعليم إنجاز لا يجب المس به، لا سيما أن الطبقة الغنية و جزءا من الطبقة الوسطى تركوا المدارس الحكومية للذهاب إلى المدارس الخاصة".
وتساءل حبشي "كيف نقنع المواطنين بدفع رسوم التسجيل بينما تخرج المدارس الحكومية العاطلين عن العمل؟".
أمية بنسبة 30 %
ويعاني قطاع التعليم في المغرب من وجود صفوف مكتظة في المدارس وإغلاق مدارس أخرى، بالإضافة إلى نقص حاد في صفوف المعلمين، والتسرب المدرسي والجدل الذي لا ينتهي حول تعريب التعليم.
وتصل نسبة الأمية في المملكة المغربية إلى 30 بالمئة، ولا تستطيع نصف المغربيات اللواتي يتجاوز عمرهن 15 عاما القراءة ولا الكتابة.
وانتقد العاهل المغربي محمد السادس بذاته وبشدة السياسة التعليمية في بلاده التي تعاني من مشاكل عدة، فيما تخصص الدولة 25 بالمئة من ميزانيتها للتعليم.
وتقول منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) ان المغرب واحد من الدول الـ25 الأقل تقدما في ما يتعلق بقطاع المدارس.