الخميس 28 اكتوبر 2021 18:38 م بتوقيت القدس
يواصل السودانيون لليوم الرابع على التوالي، عصيانهم المدني المناهض للانقلاب الذي نفذه قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.
ويصرّ الثوار على امتداد الطرق في العاصمة السودانية الخرطوم، على إغلاقها، في ظل محاولات متكررة من قبل سلطات الانقلاب لفتحها حتى ولو باستخدام الرصاص الحي، خصوصاً في ساعات الصباح، لإعطاء صورة للمواطنين والعالم بأنّ الحياة عادت لطبيعتها، وهذا ما فعلته اليوم الخميس، بإزالتها عدداً من الحواجز والمتاريس، خصوصاً في شارع المطار وشارع عبيد ختم وشارع الستين بالخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري، لكن عدداً كبيراً من الأحياء كان عصيا عليها، مثل الكلاكلة والشجرة وشمبات والعباسية وبري.
وكانت التظاهرات الليلية قد تواصلت، مساء أمس الأربعاء، في غالبية أحياء العاصمة، بينما يتواصل الحشد لموكب 30 أكتوبر السبت المقبل، وهو من المواكب المركزية التي تعوّل عليها الأجسام النقابية ولجان المقاومة لحسم المعركة مع العسكر.
وأصدرت عدة لجان للمقاومة في الأحياء، بيانات، اليوم الخميس، أعلنت فيها عزمها على مواصلة التصعيد حتى يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو الموعد المحدد طبقاً للوثيقة الدستورية لتسلم المدنيين رئاسة مجلس السيادة، مشيرة إلى أنّ البرهان “اختار بمحض إرادته أن يكون العسكري الخائن حتى بعد أن أتاحت له هذه الثورة فرصة لإثبات شرف البدلة العسكرية التي، حتماً ولابد، ستؤول يومآ لمن يستحقها”.
وأكدت أنها لن تسمح لأي جهة عسكرية أو سياسية داخلية أو خارجية بأن تسرق “الأرواح التي فارقتنا والدماء التي نزفناها، والنهارات التي خضناها حروباً، والليالي التي سهرناها قلقاً، والهتافات التي صدحنا بها جهراً، والمتاريس التي بنيناها دفاعاً، وكل المواقف التي سطرناها تاريخاً”.
وبيّنت أن جداول التصعيد الثوري ستشمل مواكب ليلية، ومخاطبات، ومتاريس مستمرة، بالإضافة إلى العصيان المدني الشامل حتى إسقاط الحكم الانقلابي.
نقابات تندد بـ”الترهيب” في السودان
في سياق متّصل، وقّعت 20 نقابة على بيان مشترك نشر اليوم الخميس، اطلع عليه “العربي الجديد”، يندّد بالترهيب الذي يتم في الشارع، و”الذي يعتقد العسكر أنه سيبقيهم في الحكم وسرقة أحلام الشعب”. وأضاف البيان أنّ “خروج الشعب المهيب والعظيم بعد الإعلان الذي أقدم عليه الانقلابيون كان ملهماً وبات أثره واضحاً، وأنّ العصيان والإضراب العام المعلن اليوم كان ناجحاً بنسب تفوق توقع الجلاد وحاشيته”.
وتعهدت الأجسام النقابية بمواصلة الالتحام مع الشارع في التتريس والتظاهرات الليلية داخل الأحياء، ومواصلة العصيان لمدني والإضراب العام، والتجهيز لموكب “الردة مستحيلة” في الثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول.
7 قتلى على الأقل منذ بدء الانقلاب في السودان
إلى ذلك، أعلنت مديرية الطب الشرعي في السودان، أنّ سبعة متظاهرين على الأقل قتلوا منذ حصول الانقلاب العسكري. وقال مدير الطب الشرعي السوداني هشام فقيري، لوكالة “فرانس برس”، اليوم الخميس، “يوم الاثنين في الخرطوم، دخلت إلى المشارح سبع جثث لمتظاهرين وجثة جندي من قوات الدعم السريع.. في الأيام التالية، وصل عدد من الجثث بسبب أحداث العنف، وظهرت عليها آثار ضرب بأدوات حادة”.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، أعلنت سابقاً مقتل أربعة “ثائرين بإطلاق نار من قوات المجلس العسكري الانقلابي” الاثنين خلال احتجاجات.