تعتزم بلدية الاحتلال الإسرائيلي إقامة “ماراثون القدس” التهويدي في مدينة القدس المحتلة ظهر غد الجمعة، بمشاركة أشخاص من دول العالم.
ولتأمين سير هذا الماراثون الذي سيمر في عدد من أحياء وبلدات القدس، أعلنت سلطات الاحتلال إغلاق بعض الشوارع والأحياء في المدينة أمام حركة المركبات والمواطنين، اعتبارًا من مساء يوم الخميس حتى ظهر غد الجمعة.
ومن المقرر أن يشمل مسار “الماراثون” الشوارع الرئيسة المحاذية لسور القدس القديمة، مرورًا بقلب المدينة المقدسة، كما سيؤدي إلى حدوث تغييرات وتشويشات مرورية في حركة السير في الشوارع القريبة والمحاذية لمسارات السباق.
ويستغل الاحتلال اسم الرياضة لتمرير الرواية والمصطلحات التلمودية اليهودية في القدس، على حساب الرواية العربية الإسلامية، لأن مثل هذا الماراثون يمر في مسارات تكون قريبة من معالم إسلامية عربية تاريخية في البلدة القديمة وأسوارها وباب العامود، وغيرها.
وقال المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي في تصريح خاص لوكالة “صفا” إن بلدية الاحتلال تعتزم إقامة ماراثون تهويدي تطبيعي في القدس يتيح لليهود بدخول الأجزاء الشرقية للمدينة، بمشاركة أشخاص من دول العالم.
وأوضح أن هذا النشاط التهويدي يسمح لليهود المتطرفين باقتحام أحياء وبلدات القدس، وإغلاقها أمام المقدسيين وحرمانهم من التنقل وممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
واعتبر أن تنظيم بلدية الاحتلال الماراثون التهويدي بالقدس باطل ومرفوض، لأنه لا يحق لها وفق القانون الدولي تنظيم أي نشاط تهويدي، باعتبارها مدينة محتلة، وهذا ما يشكل تعديًا صارخًا على القوانين الدولية.
وأشار إلى أن إقامة هذا النشاط سيؤثر على حركة تنقل السكان، وسيفرض قيودًا مشددة عليهم، خاصة في الأحياء والمناطق التي سيمر منها الماراثون.
وأضاف أن إغلاق الشوارع والطرق الحيوية والرئيسة في المدينة المقدسة سيعطل الحركة التجارية والحياة الطبيعية للمقدسيين، الذين يعانون ظروفًا اقتصادية صعبة بسبب إجراءات الاحتلال العنصرية المتواصلة.
وتابع أن إغلاق الطرق سيعيق أيضًا، وصول المصلين الفلسطينيين إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، والذين سيضرون إلى سلوك طرق التفافية، ما يتسبب في تأخير وصولهم لأداء صلاة الجمعة في المسجد.
ولفت إلى أن الماراثون سيبدأ من الساعة الخامسة من صباح الجمعة، وسيتم إغلاق شوارع رئيسة بالقدس، وتحديدًا شارع (رقم1) ومن جهة باب العامود، وحي المصرارة باتجاه حي الشيخ جراح وشعفاط، وبيت صفافا، وغيرها.
وبين الهدمي أن سلطات الاحتلال تريد أن تثبت للعالم أن “القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة إسرائيل الموحدة، وأنها تمارس حياة طبيعية فيها، باعتبارها عاصمتها الأبدية”.
يشار إلى أن بلدية الاحتلال تنظّم، من وقت لآخر، ماراثونات تهويدية وسط اغلاقات وتضييقات مشددة على المقدسيين، وذلك بهدف إظهار “القدس مدينة يهودية موحدة بشقيها”.