الخميس 14 اكتوبر 2021 12:48 م بتوقيت القدس
قال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، إن أنظمة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وسلطة التنسيق الأمني وجماعة “التجديد الفكري” (في إشارة للقائمة العربية الموحدة- الحركة الإسلامية الجنوبية)، يتحملون جميعا مسؤولية التصعيد الذي تقوم به حكومة نفتالي بينيت في المسجد الأقصى المبارك، والمتمثل أخيرا بزيادة الاقتحامات والسماح للمستوطنين بأداء ما يسمى “الصلوات الصامتة” وغيرها من الانتهاكات التهويدية للمسجد.
وأطلّ الشيخ كمال خطيب، الأربعاء، على شاشة قناة “الجزيرة” القطرية، في برنامج “بلا حدود” مع الإعلامي زين العابدين توفيق.
وتطرق إلى مخططات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية في الأقصى ومنها، السماح للمقتحمين اليهود بأداء الشعائر التلمودية والصلاة، وقال خطيب، إنها تندرج ضمن مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، مشيرا إلى أن “شعبنا أفشل مخطط التقسيم المكاني عبر مشروع افتتاح المصلى المرواني وغيره من المشاريع، غير أن التقسيم الزماني نجح نسبيا من خلال الاقتحامات التي تكون على فترتين في اليوم، صباحا وبعد الظهر”.
وحمّل خطيب، حكومة نفتالي بينيت مسؤولية “التطور النوعي” في مسألة الاقتحامات وما يرافقها من إقامة شعائر تلمودية، ونفخ بالبوق، وإجراء عقود زواج داخل المسجد الأقصى، لافتا إلى أن “أنظمة التطبيع وسلطة التنسيق الأمني في رام الله إلى جانب ما يسمى “التجديد” الذي تمارسه الحركة الإسلامية الجنوبية ودخولها إلى الكنيست ثم دخولها الائتلاف الحكومي ودعم أول رئيس حكومة إسرائيلية متدين هو نفتالي بينيت الذي شغل منصب رئيس مجلس الاستيطان، كل هؤلاء شكلوا درعا للحكومة الإسرائيلية الحالية لتقوم بما تقوم به داخل المسجد الأقصى المبارك”.
وتحدّى الشيخ كمال خطيب القائمة الموحدة ان تجرأ على استنكار ممارسات الحكومة الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني وخاصة داخل المسجد الأقصى، أو ما حصل من انتهاك إسرائيلي أخير على أرض المقبرة اليوسيفية في القدس المحتلة.
وحول ادّعاءات القائمة العربية الموحدة بأنها دخلت إلى الحكومة لخدمة المواطنين العرب وقضاياهم وفي أن ممارسات الاحتلال في الأقصى كانت ستتم، حتى لو لم يكونوا ضمن الائتلاف الحكومي. ردّ خطيب بالقول: “صحيح أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مارست الانتهاكات داخل الأقصى بشكل دائم، لكن دخول القائمة الموحدة إلى الحكومة الحالية جعلها شريكة بالصمت، ما يعني المباركة غير المعلنة، أما زعمهم بأن الهدف هو خدمة العرب، فالمثل يقول: تموت الحرة ولا تأكل بثدييها. الحكومة تتجرأ في مواقفها المعادية لشعبنا لأنها مطمئنة الى وجود كتلة عربية فلسطينية تحميها”.
وأكد، أن الانقسامات السياسية الحاصلة في الداخل الفلسطيني، لم تلغ العاطفة تجاه المسجد الأقصى المبارك، والدليل هو الأحداث التي تعاقبت على الأقصى على مدار السنوات ووقفات شعبنا في الداخل الفلسطيني وعموم الشعب الفلسطيني نصرة لقدسهم ومسراهم.
وقال إن المؤسسة الإسرائيلية استهدفت الداخل الفلسطيني بسياسات هدفت إلى تمزيق نسيجه الاجتماعي عبر إشاعة السلاح والجريمة حتى لا ينشغل بقضاياه الكبرى، لكن هذه السياسات فشلت في تحييده وتجلى ذلك بما حدث في شهر أيار/مايو الماضي، من خلال هبة الكرامة.
وأشار الشيخ كمال خطيب، إلى أنه “رغم كل التحديات الحقيقية القائمة، لكن شعبنا بدأ يسجل النقاط ويراكمها لصالحه. المؤسسة الإسرائيلية تدرك وجود واقع جديد في حياة شعبنا الفلسطيني، ما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية اليوم هو غباء سياسي وعليها أن تدرك أن الأقصى لطالما قلب الطاولة”.
وشدّد على أن الأنظمة العربية التي تراهن اليوم على المؤسسة الإسرائيلية، ستخيب برهاناتها، منددا باحتفال سفراء الإمارات والبحرين والمغرب بمرور سنة على ما تسمى “اتفاقيات ابراهام” على أرض مقبرة مأمن الله في القدس المحتلة، وقال “على هؤلاء أن يدركوا أن القدس طاهرة لا يحررها إلا أطهار وشرفاء. أمثال هؤلاء كانوا في زمن صلاح الدين الأيوبي خنجرا في ظهر الأمة، وبالتالي الأقصى لن يشفع للمتآمرين”.
عن دور الشعوب العربية في هذه المرحلة، اعتبر الشيخ كمال خطيب أن الأولوية لدى شعوب الأمة في هذه المرحلة العصيبة، هي في التخلص من أنظمة القهر.
وفي سؤال عن مقولته الشهيرة “لن يكون إلا الخير ونحن إلى الفرج أقرب فأبشروا”، قال إنها تعني بالمقام الأول “طمأنينة داخلية. أنا على يقين أن قادم الأيام سيشهد سيناريوهات جديدة، الشعوب العربية المكبوتة التي انتفضت عام 2011 لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، كما أن خيار المؤسسة الإسرائيلية بتحويل الصراع إلى صراع ديني، سيؤدي في نهاية الأمر إلى يقظة الأمة وصحوتها من جديد. فحتى كبار القادة السياسيين والمحليين الإسرائيليين تحدثوا عن خشيتهم من تحويل الصراع مع العرب والمسلمين إلى صراع ديني لأنّ من شأن ذلك الإضرار بمجمل المشروع الصهيوني ما سيؤدي إلى زواله”.