لاقى قرار قاضية محكمة الصلح في القدس المحتلة، الذي أصدرته مساء الأربعاء، بمنح المستوطنين اليهود حق “الصلاة الصامتة” داخل المسجد الأقصى، ردودًا غاضبة وتنديدًا واسعًا على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي.
حول قانونية هذا القرار، أكّد المحامي خالد زبارقة، المختص بشؤون القدس والأقصى، أن هذا القرار باطل ولا يُعترف به وهذه المحكمة ليست لها صلاحية أن تصدر قرارات بحق المسجد الأقصى وهو ليس قرارًا قانونيا كونه لا يحمل الصفة القانونية ولا يحمل السلطة القانونية لإصدار مثل هذه القرارات.
النقطة الأخرى والتي لا تقل أهمية، يضيف المحامي زبارقة في حديث لـ “موطني”: “قدسية المسجد الأقصى وهويته الإسلامية يكتسبها من كون أن هذا المسجد أحد الأماكن الدينية الإسلامية الحصرية ولهذا السبب لا يوجد أية صلاحية للمحكمة الإسرائيلية لإصدار مثل هذا القرار لسبيين، الأول أن المحكمة الإسرائيلية تمثل الاحتلال ولا يوجد للاحتلال أية سلطة على المسجد الأقصى المبارك. أما السبب الثاني، فإنه لا يوجد أية محكمة في هذا الكون، يمكنها أن تغير هوية هذا المسجد وهو مكان مقدس حصري للمسلمين، وبالتالي هذا القرار يشكل استهتارا بحق 2 مليار مسلم على وجه هذه الأرض”.
وأضاف: “نقطة أخرى مهمة في هذا السياق، أن هذا القرار يمثل انتهاكا وخرقا للوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى المبارك، ويفرغها من أي مضمون. وهذا يتطلب تدخل ملك الأردن عبد الله بشكل مباشر وفوري لمنع مثل هذا الانتهاك”.
وأكمل: “واضح أن الجهاز القضائي الإسرائيلي تحوّل لأداة تكرس عملية التهويد في الأقصى، وذلك عبر دعم أجندة سياسية متطرفة داخل المجتمع الإسرائيلي، وفي هذا تغيير للوضع القائم (ستاتوس كافو) الذي يحكم المسجد الأقصى المبارك من الناحية القانونية الذي تحدد في عدة محطات من تاريخ المسجد الأقصى منذ هبة البراق عام 1929 وصولا إلى اتفاقية وادي عربة بين المملكة الأردنية الهامشية وبين الاحتلال الإسرائيلي”.
ويختم المحامي خالد زبارقة، المختص بشؤون القدس والأقصى حديثه لـ “موطني 48” بالقول: “إن قوة الاحتلال هي التي تحمي المستوطنين والقرار هو قرار احتلالي تعسفي ولا يستند إلى أي اجراء قانوني، المسجد الأقصى لا يغير واقعه قرار من قاضية من محكمة الصلح، المسألة أكبر من ذلك ولها تبعيات دولية، غير أن الذي يحدث هو انتقال الاحتلال الإسرائيلي لمرحلة ما تسمى التأسيس المعنوي للهيكل داخل المسجد الأقصى، لذلك هم يتعاملون مع المسجد كمكان “الهيكل المزعوم” ويحاولون أن يؤسسوا للمفهوم المعنوي “للهيكل” في نفوس اليهود بعدة طرق منها رفع العلم الإسرائيلي وتأدية الطقوس التلمودية اليهودية في المنطقة الشرقية وعلى البائكة الغربية والدخول بلباس خاص والقيام بحركات داخل المسجد وهناك الكثير من الأحداث التي حدثت في الآونة الأخيرة التي تدل على أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى بكل ما أوتي من قوة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ولإتاحة المجال لليهود لتأدية صلوات تلمودية بكل أريحية”.