الجمعة 08 اكتوبر 2021 17:23 م بتوقيت القدس
وقف الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، اليوم الجمعة، خطيبا وإماما في صلاة الجمعة، بمسجد “عمر بن الخطاب” في كَفر كنا، حيث يتولى إمامة المسجد، وذلك بعد تغييب لأكثر من 4 أشهر فرضته عليه السلطات الإسرائيلية بالاعتقال الفعلي (37 يوما) ثم فرضت عليه جملة من القيود بعد إطلاق سراحه بتاريخ 20/6/2021، منها: منعه من الخطابة والكتابة والتواصل مع الإعلام فضلا عن استخدام شبكة الانترنت والنشر عبر مواقع التواصل أو اللقاء بحشد يضم أكثر من 15 شخصا.
واستهل الشيخ كمال خطيب خطبة الجمعة بالقول: هي الوقفة الأولى على هذا المنبر من بعد قريب من خمسة أشهر كان الابعاد فيها قسريًا ظالمًا ابتدأ من مثل هذا اليوم الجمعة 14/5/2021، اليوم الذي فيه كما شهدتم كان الاعتقال الظالم عبر وحدة مختارة من وحداتهم ولا أدري ما الحاجة إليها، وحدة الخطف والاغتيال التابعة لحرس الحدود التي يسمونها “اليمام” ثم كان الاعتقال مدته 37 يوما ثم كانت خلاله المحاكم الجائرة الظالمة التي انتهت بإطلاق سراحي يوم 20 /6، لكن ضمن قيود منها الابعاد عن بلدي كفر كنا وعن مسجدنا هذا ومنعي الخطابة والكتابة ومن التواصل مع الاعلام أبدا، بل ومنعي من التقاء يزيد فيه عدد الحاضرين عن 15 شخصًا.
وتابع الشيخ خطيب: هذا الذي حصل كان ولا شك نتاجًا لظروف مرّ بها شعبنا ما كانت هذه الظروف اختيارية، إنما كانت قسرية فرضت على شعبنا بأن يقف مدافعًا منتصرًا للمسجد الأقصى المبارك.
وقال: الأحداث لم تبدأ يوم 14 أيار، الأحداث ابتدأت منذ بداية رمضان بالاقتحامات والتدنيس المستمر والانتهاك الوقح منهم للمسجد الأقصى المبارك إلا أن كان يوم الإعلان عن اقتحام جماعي يوم 28 رمضان واستباحة للمسجد الأقصى المبارك حيث تداعى شعبنا وكان الاعتكاف مبارك هناك وتشرفت أني بت مع أبناء شعبنا هناك وتشرفت أني كنت معهم في لحظات الاعتداء الغاشم ومئات الذين جرحوا إما بالرصاص المطاط وإما بالرصاص الحديدي وإما بالغاز الحارق ثم امتد ذلك التأثير إلى كل مستوى الداخل الفلسطيني، بل إلى كل شعبنا ليكون التصريح الشهير يومها من نتنياهو الذي كان رئيسا للوزراء يوم قال الثلاثاء تحديدا يوم 11/5 قال: “لقد أوعزت للشباك بالضرب من حديد على المحرضين”.
وأضاف: هذه الهبة المباركة والوقفة الماجدة التي ستجل بأحرف من نور في تاريخ شعبنا، مستدركا: أقصد تاريخ شعبنا الفلسطيني كله دفاعًا عن القدس والأقصى سيسجله التاريخ.
وأبرق الشيخ كمال خطيب خالص التحيات “لأبناء شعبنا من طوبا شمالًا وإلى بئر هداج والعراقيب في النقب جنوبًا من الذين انتصروا للقدس والمسجد الأقصى المبارك، تحية لأبناء شعبنا الصابرين في المدن الساحلية وقد لاقوا أكثر من غيرهم سيوف الاعتداءات الغاشمة ليس من الشرطة فقط وإنما من سوائب المستوطنين الذين جعلوهم يعثون فسادا هناك عكا وحيفا ويافا واللد والرملة”.
وخصّ الشيخ خطيب التحية الخالصة لبلده كفركنا وقال: كفركنا بلد شهيد يوم الأرض “محسن طه” وبلد شهيد هبة القدس والأقصى “محمد خمايسي”، بل بلد الشهيدة “آمنة دقدوقي” التي ارتقت خلال اجتياح جيش الاحتلال الإنجليزي لكفركنا، تبعها شهداء كثر ارتقوا عبر تاريخ كفركنا المشرف في الدفاع عن الدين والوطن والهوية. شباب كفركنا الذين كان المئات منهم يشاركون في الرباط المبارك في المسجد الأقصى يوم 28 رمضان، الموافق 10 أيار 2021، وأصيب العشرات منهم بالرصاص المطاطي والاختناق بالغاز، هؤلاء الذين أعتدي عليهم وسفك دمهم وهددت حياتهم وارواحهم لمجرد أنهم وقفوا بكافة انتماءاتهم العائلية والحزبية والدينية، لا أقول تضامنًا معي فقط، وإنما انتصارًا للمسجد الأقصى الذي كانت كل الأحداث تدور حوله ولأجله، وتنديدًا بذلك الاقتحام الغاشم في وضح النهار، وفي يوم الجمعة، وفي أيام العيد المبارك ثم عملية اقتحام بيتي واختطافي.
كما وتطرق في خطبة الجمعة إلى مواقف من التحقيق معه من قبل ضباط المخابرات وتحدث أيضًا عن ظروف الاعتقال مؤكدًا في الوقت نفسه على أن ثوابتنا ليست محل مساومة قائلًا: “موقفنا وثوابتنا في المسجد الأقصى لم ولن تتغير حتى نلقى الله سبحانه. إنه المسجد الأقصى المبارك وبكل مساحته 144 دونما، وبكل جدرانه وأبوابه وأرضه وسمائه، وبكل حبة تراب فيه، فإنها حق خالص للمسلمين، وللمسلمين وحدهم وليس لليهود حق في ذرة تراب واحدة فيه. وإنّ الحائط المعروف بحائط البراق، هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك. هذه ثوابتنا في المسجد الأقصى لم تتنازل الأمة عنها خلال الاحتلال الصليبي، ولن تتنازل عنها خلال الاحتلال الصهيوني. هذا ما أجبت به ضابط المخابرات وقد سألني عن موقفي من حقٍ مزعوم لليهود في المسجد الأقصى، فكان جوابي إنه المسجد الأقصى وليس جبل الهيكل. هذا موقفي، كنت وما زلت وسأظل عليه حتى ألقى الله تعالى، لأنّ ثوابتنا ليست محل مساومة”.
وأكد الشيخ كمال “إنني اليوم أعود لأكرر ما قلته يومها أنني والحمد لله وإن كنت دخلت السجن الظالم متشرفا ومعتزا بموقفي المناصر والمدافع عن شعبي وقضيتي ومقدساتي وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، فلئن دخلت وعزيمتي 70٪، فإنني اليوم ماضٍ على ما انا عليه بعزيمة 700٪”.
واختتم الشيخ كمال خطيب خطبة الجمعة وقد عاجلته العبرات بالقول: “أذكر أن أول وقفة لي على هذا المنبر كانت قبل 38 عامًا وكان الشعر أسودًا وكنت ابن 21 عامًا واليوم تجازنا 59 عامًا والحمد لله تغير لون الشعر، نعم شاب الشعر لكن لن تشيب الهمم إن شاء الله واعوذ بالله بل عهد مع الله أن الوقفة التي كانت بداية يوم كان الشعر أسودًا لن تتغير وقد أصبح الشعر أبيضا إنما هو الدعاء الصادق بالله بالثبات والإخلاص والتجرد والقبول منه سبحانه وتعالى، لذلك ليس أنا وحدي ليس بل كل الأمة يجب أن تعيش بشعور أن الفرج قريب وقريب جدًا”.