قال كاتب إسرائيلي إن “المشاهد الميدانية القادمة من الضفة الغربية تذكر الإسرائيليين بأيام الانتفاضة الثانية، وبينما تتجه كل الأنظار إلى قطاع غزة، فإن هناك أحداثا ما تتحرك في الضفة الغربية، وقد تكون مستوحاة من حرب أيار/ مايو في غزة، وربما بسبب تطورات أخرى، لكن يبدو أن بوابات الضفة لم تعد هادئة كما كانت في السنوات الأخيرة”.
وأضاف آفي يسسخاروف في مقال بصحيفة معاريف، أنه “رغم أننا لسنا أمام انتفاضة شعبية، والجماهير الفلسطينية ما زالت بعيدة عن إغراق الشوارع، فإن هذا “الشيء” يمكن رؤيته، والشعور به في مخيمات اللاجئين الكبيرة، حيث قتل الجيش الإسرائيلي أربعة فلسطينيين في تبادل لإطلاق النار بمدينة جنين، وتكرر الأمر خلال عملية للجيش في مخيم بلاطة للاجئين قرب نابلس، خلال عملية نفذتها قوة مظليين، قُتل خلالها شاب أراد إلقاء زجاجة حارقة على الجنود”.
وأوضح أن “الزجاجات الحارقة مشهد بات مألوفا في الضفة الغربية هذه الأيام، ويمكنك أن ترى عشرات المسلحين من مختلف المنظمات الفلسطينية، بعضهم يسير بوجوه مكشوفة، في مشاهد تذكر بأيام الانتفاضة الثانية، وهذه المخيمات مسلحة منذ ذلك الحين، وربما تبقى إلى الأبد بهذه الطريقة، رغم أنه بعد وقت قصير من اتفاق إسرائيل والسلطة الفلسطينية في 2006، فقد أصبح المسلحون ظاهرة نادرة إلى حد ما في شوارع الضفة الغربية”.
وأكد أن “السلطة الفلسطينية حظرت حمل السلاح في الأماكن العامة إبان بداية عهد محمود عباس الرئاسي، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت الأسلحة مرة أخرى ظاهرة شائعة، ومعظم حامليها من أعضاء حركة فتح، الذين ليسوا في عجلة من أمرهم لاستخدامها ضد إسرائيل، لكنهم يجرؤون بالفعل على إطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي، وأحياناً ضد السلطة الفلسطينية، ولعل الأمر له علاقة بتراجع مكانتها”.
وأشار إلى أن “هذه المظاهر تتزامن مع تراجع تأييد السلطة الفلسطينية إلى حد كبير، وبات وضعها يشهد ضعفا بشكل كبير في أوساط الجمهور في الضفة الغربية لعدة أسباب، لعل أهمها بسبب ما حدث في القدس خلال شهر رمضان، فقد شهدت البلدة القديمة في القدس مظاهرات عفوية وشعبية، فضلا عن إلغاء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية، أضف إلى ذلك مقتل نزار بنات أحد أشد منتقدي السلطة الفلسطينية، وكذلك الحرب بين حماس وإسرائيل في مايو”.
وأكد أن “كل هذه الأسباب جعلت السلطة الفلسطينية تبدو سيئة، وبات موقفها السياسي ضعيفا جدا، ودعمها الجماهيري وصل إلى مرحلته الدنيا على الإطلاق، وربما بسبب عدم وجود تطورات سياسية، ورغم أن الأمريكيين يتحدثون عن أهمية الحفاظ على الأمن والهدوء في الضفة الغربية، فإن حصيلة القتلى (الشهداء) في الجانب الفلسطيني تتزايد كل يوم، والأضرار التي لحقت بموازنة السلطة الفلسطينية تتفاقم بسبب القرار الإسرائيلي بخصم أموال الأسرى الفلسطينيين وعائلات الشهداء”.
وكشف النقاب عن أن “رئيس الوزراء نفتالي بينيت ربما بحث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال قمتهما الأخيرة ضرورة إنقاذ السلطة الفلسطينية من الإفلاس، رغم أن الأزمة التي تعيشها السلطة لا تنتهي بدعم الميزانية، أو العلاقات مع حماس وإسرائيل، لأنه داخل فتح أيضا تتصاعد حروب الخلافة بين الورثة المحتملين لعباس، ومن سيكون في الواقع صانع القرار في السلطة الفلسطينية بعد عباس”.
وختم بالقول إن “اندلاع حرب الخلافة لعباس تتزامن مع تدهور مكانته، فهو عجوز جدا، وقد بلغ 86 عاما، ولديه مستشاران فقط، ما يدفع هذا الكيان المسمى السلطة الفلسطينية لأن يتنفس بالكاد، ويبقى السؤال الذي لا يزال يطارد الكثيرين من المسؤولين الفلسطينيين: كيف سيبدو اليوم التالي لغياب “الرجل العجوز”؟ وفي هذه الحالة، فإن العشرات، إن لم يكن المئات من مسلحي الضفة الغربية، سيشعرون في اليوم التالي بأنهم أقل التزامًا بالحفاظ على الهدوء، وهذا تحدّ إسرائيلي”.