الثلاثاء 06 ديسمبر 2016 16:55 م بتوقيت القدس
تحل اليوم الذكرى الـ 20 على رحيل واحد من أشهر الخطباء في العالم العربي والإسلامي في القرن العشرين، هو الشيخ عبد الحميد كشك، الذي يلقب بفارس المنابر ومحامي الحركة الإسلامية، حيث توفى في مثل هذا اليوم 6 ديسمبر 1996.
والشيخ كشك من مواليد 1933، بمدينة شبراخيت في محافظة البحيرة، والتحق بالمعهد الديني، وحفظ القرآن الكريم وهو لم يُكمل العاشرة، وعرف بتفوقه وتميزه الشديد، حيث حصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في مرحلة الثانوية.
وبعدها، التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ونظرًا لنبوغه الشديد، كان أساتذته يكلفونه في بعض الأحيان بشرح المواد الدراسية في محاضرات للطلاب، وفي 1957 تم تعيينه معيدًا بكلية أصول الدين، إلا أنه سرعان ما ترك منصبه، وتفرغ لأن يكون إماما وخطيبًا.
وكان الشيخ كشك قد عرف طريقه إلى المنابر منذ صغره، ففي إحدى المرات وهو في الثانية عشر من عمره، استغل تغيب خطيب المسجد، وألقى خطبة عن المساواة والتراحم بين الناس، ووقتها لم يكن ضريرًا، إلا أنه فقد إحدى عينيه وهو في الـ13 من عمره، والأخرى وهو في الـ17.
وبعد فقدانه لبصره، كان كثيرًا ما يقول عن نفسه كما كان يقول ابن عباس: "إن يأخذِ الله من عينيّ نورهما.. ففي فؤادي وعقلي عنهما نورُ"، واستكمل طريقه في العلم بصحبة القرآن، وظل يخطب في الناس لنحو 40 سنة، وله أكثر من 2000 خطبة مسجلة.
كما أصبح أبرز الكتاب المختصين في تفسير وتبسيط مناهج وتعاليم الدين الإسلامي، فترك وراءه نحو 108 كتب، وعمل كإمام وخطيب بعدة مساجد منها "الطحان في منطقة الشرابية بالقاهرة، ومسجد عين الحياة بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة".
لم يكن عبدالحميد كشك شيخا عاديا كباقي مشايخ عصره، بل كان صاحب مواقف وآراء اجتماعية ودينية جريئة وكانت توصف أحيانا بالـ"متشددة"، لكن آراءه السياسية كانت هي الأكثر إثارة للجدل وإثارة للمتاعب، دخل "كشك" على إثرها السجن عدة مرات.
وعُرف عن الشيخ كشك أيضًا نضاله ومعارضته الشديد للأنظمة السياسية، وعلى إثرها تعرض للحبس، ففي العام 1965، تم حبسه لمدة عامين ونصف، وكانت المرة الثانية في1981، حيث كان ضمن حملة الاعتقالات التي قام بها السادات آنذاك، بسبب معارضته لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، كما كان من أشد المعارضين لنظام مبارك.
وفي 6 ديسمبر 1996، توفي الشيخ عبد الحميد كشك، في يوم الجمعة وهو ساجدًا، وروت بعدها زوجته، أن حكى لهم قبل مماته عن رؤيته لنفسه وهو ميت والرسول صلى الله عليه وسلم يغسله.
