الخميس 12 اغسطس 2021 20:37 م بتوقيت القدس
مع دخول حصار منطقة درعا البلد، جنوبيّ سورية، يومه الخمسين، شهدت المحافظة هجماتٍ جديدة على قوات النظام، في ظل توقف المفاوضات بين ممثلي الأهالي والنظام برعاية روسية.
وذكر الناشط محمد الشلبي، اليوم الخميس، أن “مسلحين هاجموا الليلة الماضية المربع الأمني في مدينة نوى غربيّ المحافظة، وفرع أمن الدولة في مدينة جاسم شماليّها، حيث دارت اشتباكات بين الجانبين بالأسلحة الرشاشة وقذائف “آر بي جي””.
وأوضح الشلبي، لـ”العربي الجديد”، أنّ المسلحين استهدفوا “المربع الأمني” داخل مدينة نوى، فيما دارت اشتباكات مماثلة على حاجز نوى – تسيل. كذلك هاجم مسلحون بالأسلحة الرشاشة المركز الثقافي الذي يُعَدّ مقراً لفرع أمن الدولة في مدينة جاسم شماليّ درعا.
وبحسب الناشط، فقد هاجم مسلحون أيضاً بالأسلحة الرشاشة حاجز الأمن العسكري في بلدة المسريتية في حوض اليرموك بريف درعا الغربي.
في المقابل، قصفت قوات النظام الأحياء المحاصرة في درعا بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون من مواقعها في درعا المحطة، بالتزامن مع توقف المفاوضات في المحافظة، التي ترعاها روسيا بين اللجنة المركزية وضباط النظام لليوم الخامس.
وفي السياق، نفى المتحدث الرسمي باسم اللجنة، عدنان المسالمة، ما تردد عن دخول وفد روسي إلى درعا من أجل التفاوض، موضحاً في إفادة أدلى بها لموقع “تجمع أحرار حوران”، أن ما حدث هو دخول دورية روسية إلى تجمع النازحين بدرعا المحطة من أجل إجراء إحصاء بهدف تقديم مساعدات.
وأشار المسالمة إلى أن المفاوضات تأخرت نتيجة تغيير الضابط الروسي المسؤول، وعدم وصول الجنرال الجديد حتى الآن إلى درعا، مضيفاً أن رسالة وصلت من الأخير بأنه سيأتي إلى درعا لاستئناف المفاوضات.
وطالبت اللجنة المركزية في درعا، الاثنين الماضي، المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، برفع الحصار الذي تفرضه قوات النظام على منطقة درعا البلد، فيما وعد بيدرسون بإرسال فريق أممي ورفع الملف إلى أروقة الأمم المتحدة، ووضع الأمين العام أنطونيو غوتيريس في صورة ما سمع.
وتزامن ذلك مع إضراب شبه كامل في عموم مناطق المحافظة، أمس الأربعاء، نصرةً لدرعا البلد، حيث امتنع الموظفون عن الذهاب إلى أعمالهم، بينما أغلقت المحال التجارية أبوابها وتوقفت حركة المواصلات.
وكان ناشطون قد دعوا إلى الإضراب في عموم محافظة درعا الأربعاء والخميس، تحت عنوان “إضراب الشهيد حمزة الخطيب”، بهدف فك الحصار عن درعا البلد.
وشهدت أحياء درعا البلد وحيّ طريق السد ومخيمات اللاجئين في درعا حركة نزوح كبيرة منذ يوليو/ تموز الماضي، عبر حاجز السرايا، على خلفية شنّ النظام حملة عسكرية عليها وقصفها بقذائف المدفعية، حيث يفرض عناصر الحاجز التابعون لفرع الأمن العسكري على الأهالي الراغبين في الخروج من أحياء درعا البلد مع آلياتهم مبالغ مالية، تصل إلى 500 دولار أميركي، أو أكثر، بحسب الممتلكات الأخرى التي يمتلكونها.
هجمات داعش شرقاً
وفي البادية السورية، كثف تنظيم “داعش” من هجماته على قوات النظام والمليشيات الموالية لها، مقابل انخفاض في وتيرة الهجمات على مواقع “قوات سورية الديمقراطية” (قسد).
وشنّت مليشيات “لواء القدس”، بدعم من الطيران الحربي الروسي، حملة تمشيط واسعة استهدفت خلايا تنظيم “داعش” في بادية ديرالزور الغربية.
وأكدت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أن التنظيم استطاع، خلال اليومين الماضيين، قتل نحو 30 عنصراً من قوات النظام في كل من باديتي السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، مشيرة إلى أن التنظيم كثّف من هجماته خلال اليومين الماضيين، مستغلاً الفراغ الأمني بعد سحب قوات النظام عدداً من عناصرها في بادية حمص وحماة إلى محافظة درعا جنوبيّ سورية، الأمر الذي سهل على التنظيم التنقل في البادية، وشنّ هجمات على مواقع النظام ومليشياته في بادية السخنة وتدمر، موقعاً قتلى وجرحى في صفوفهم.
وفي المقابل، شهدت مناطق سيطرة “قسد” شماليّ سورية وشرقيّها انخفاضاً في وتيرة عمليات “داعش”، سواء كانت اغتيالات أو هجمات على النقاط العسكرية والأمنية.
ورأى ناشطون أن ذلك قد يكون سببه تزايد عمليات التحالف الدولي و”قسد” ضد التنظيم، وخاصة في دير الزور، إضافة إلى الإجراءات التي بات يتخذها التنظيم والمتعلقة بالتشدد في حماية عناصره وخلاياه خوفاً عليهم من أي ملاحقات، فضلاً عن أن التنظيم يعكف في ما يبدو على دراسة المقارّ والأهداف التابعة لـ”قسد” ومدى الحماية الموفرة لها، بهدف شنّ هجمات عليها.
من جهة أخرى، سيّرت القوات الروسية والتركية، صباح اليوم الخميس، دورية مشتركة في ريف الحسكة بالتزامن مع تحليق طائرتين روسيتين في أجواء المنطقة، حيث انطلقت العربات من شيريك غرب درباسية وتجولت في قرى دليلك وسلام عليك وقنيطرة وقرمانية وتل كديش وغنامية جنوب وغرب الدرباسية، وقرى كربطلي وتل طيري وجديدة وتل كرمة وخاصكي ومدورة وخانكي شرق مدينة الدرباسية في ريف الحسكة.
إلى ذلك، زار وفد تابع للتحالف الدولي، أمس الأربعاء، “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ”قسد”، وبحث مع رئيس المجلس الأوضاع الأمنية والاقتصادية الحالية في المنطقة، “مجدداً دعمه للإدارة المدنية ضد كل ما يهدد أمن المنطقة”.
على صعيد آخر، قُتل عاملان وأُصيب آخرون، أمس الأربعاء، بانفجار استهدف سيارتهم في مناطق سيطرة قوات النظام السوري بريف دير الزور الشرقي.
وذكرت وكالة “سانا”، التابعة للنظام، أنّ عاملين اثنين من دائرة نقل الطاقة بدير الزور قُتلا إثر انفجار لغم من مخلفات تنظيم “داعش” في أثناء عملهما في إعادة تأهيل خط توتر الميادين – الدوير في الريف الشرقي.