السبت 10 يوليو 2021 14:42 م بتوقيت القدس
أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن هناك حالة من خيبة الأمل الفلسطينية من أداء رئيس السلطة محمود عباس، الذي يوجد في الأيام الأخيرة من حكمه، حيث يستعد المقربون منه لمعركة وراثته، التي تجري خلف الكواليس بصمت.
وأوضحت "هآرتس" في تقرير للخبير العسكري، عاموس هرئيل، أن اغتيال المعارض السياسي نزار بنات، على يد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة فجر يوم 24 حزيران/ يونيو 2021، بعد "كثرة انتقاده لرئيس السلطة محمود عباس، استمرت موجة مظاهرات في أرجاء الضفة احتجاجا على موت بنات".
وقالت: "رغم أن الاحتجاج لا يشكل أي خطر فوري على السلطة، إلا أن الحادثة والغضب الذي أعقبها يدلان على مستوى خيبة أمل الشعب الفلسطيني في الضفة من أداء عباس، الذي يمسك بزمام السلطة منذ 17 عاما، وكانت آخر مرة ترشح فيها للانتخابات كانت عام 2006"، مؤكدة أن "قرار عباس إلغاء انتخابات المجلس التشريعي سرعت المواجهة بين إسرائيل وحماس".
ولفتت إلى أن الزعيم المسن البالغ من العمر (85 عاما) أرسل أجهزته الأمنية لقمع المظاهرات بوحشية، وفي رام الله يعدّون السلوك البلطجي دليلا آخر على سلطة آخذة في التعفن بسبب الركود والفساد"، موضحة أن "استطلاعات الرأي الأخيرة، تدل على أن عباس هو العنصر الأقل شعبية".
وذكرت "هآرتس"، أنه "في الوقت الذي يستعد فيه مقربو عباس للحرب على وراثته، وحماس تفحص الظروف، فإن عباس دخل في الأيام الأخيرة من حكمه"، منوهة إلى أن "حماس تجد تعاطفا أكبر بكثير في أوساط الفلسطينيين".
ولفتت إلى أنه "من ناحية إسرائيل، الأفضلية الأساسية لحكم عباس؛ هي الاستقرار الأمني النسبي والتنسيق الوطيد مع الأجهزة، فالسلطة تحارب حماس وتضيق على خطواتها لأسبابها الخاصة، وبذلك هي تساعد الجيش الإسرائيلي و"الشاباك" على منع العمليات في الضفة، وتحرر قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي كي تذهب إلى التدريب، وعباس يتمسك بهذه المقاربة لأنه بذلك يُسَهِّل بقاءه".
وزعمت أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي استمر 11 يوما، رغم أنه "نسي في إسرائيل بسرعة، لانتقال الصحف إلى تشكيل الحكومة وعدوة كورونا، ولكن لا يجدر تجاهل أهمية ما حدث هنا، فللمرة الأولى حماس راهنت بنجاح على فتح مواجهة مع إسرائيل حول القدس، رغم أنها كانت تعرف بأن هذا الأمر سيكلفها حربا".
ونبهت أنه "من اللحظة التي وضعت أنذرت فيها حماس إسرائيل، ومنذ أطلقت الصواريخ على المستوطنات في القدس، تم حسم المنافسة مع السلطة لصالحها"، مؤكدة أن "هذه الخطوة فاجأت السلطة وإسرائيل أيضا؛ فقد جاءت مناقضة لكل التوقعات المسبقة.
ونقل عن الكاتب الفلسطيني الدكتور خليل الشقاقي، قوله: "حماس أحدثت بخطواتها تغييرا نموذجيا في الصورة التي ينظر فيها الفلسطينيون للمواجهة مع إسرائيل، وكسرت بذلك سيطرة فتح في القدس والضفة".
وتابعت الصحيفة: "بكلمات أقل أكاديمية، قائد حماس في القطاع يحيى السنوار، تجاوز عباس بالالتفاف عليه، وهذه الأمور ستكون لها تداعيات على طابع التوتر مع إسرائيل".
ورأت أن "الذعر الذي رد فيه رئيس السلطة على المظاهرات، كان استمرارا مباشرا للضائقة السابقة التي وضع فيها عباس أمام حماس، وبعد هذه السنوات الكثيرة في الحكم، ربما في هذه المرة بدأ عباس يفقد ذلك؛ لقد انتهى زمنه حقا"، مضيفا: "وزراء حكومته يخشون من قول أي كلمة، وكبار رجال السلطة يستعدون لمعركة الوراثة، التي تجري في هذه الأثناء بصمت من وراء الكواليس، وحماس تتابع وهي مقيدة من غزة، وفي اليوم الذي ستحدث فيه شروخ حقيقية داخل فتح والسلطة، حماس يمكنها إخراج كوادرها إلى الشوارع"، بحسب تقدير "هآرتس".