الاحد 04 يوليو 2021 19:58 م بتوقيت القدس
أثار اعتقال السلطة الفلسطينية للصحفي “علاء الريماوي”، الأحد، ردود فعل غاضبة، لا سيما وأنه تعرض لعملية تشهير واسعة، بحسب ناشطين، وصلت حد تهديده بالقتل، أسوة بالراحل “نزار بنات”.
ونقل موقع “وطن” المحلي عن المحامي غاندي أمين قوله إن توقيف الريماوي “لا مبرر له على الإطلاق”، وأن “التوقيف لا يجوز لصحفي ملتزم بالقانون وحضر للنيابة”.
وكانت النيابة العامة بالضفة الغربية قد استدعت الصحفي علاء الريماوي، للتحقيق معه، على خلفية انتقاداته للسلطة، بشأن مقتل “بنات”.
وأوضحت المصادر المحلية أن النيابة في رام الله، أوقفت الريماوي، وقامت بتحويله إلى نيابة الخليل، بحجة أن القضية المرفوعة ضده هناك، وقامت بنقله مقيدا.
وأعلن الريماوي على الفور، بدء الإضراب المفتوح عن الطعام والشراب، احتجاجا على توقيفه.
وقال المحامي غاندي أمين: “أبدينا استعدادنا لنقله بسيارتي وبكفالتي الشخصية كمحامي، إلى نيابة الخليل وتحدثنا مع نيابة الخليل ونيابة رام الله، دون جدوى”.
وتابع: “عندها أعلن الصحفي علاء الريماوي الإضراب عن الطعام والماء”.
وتزعم أجهزة السلطة أن التوقيف جرى على خلفية شكوى مقدمة من وزارة الأوقاف، تتعلق باعتلائه منبر أحد المساجد، خلال جنازة “بنات”، دون إذن، وفق محامي.
لكن المحامي أمين أكد أن الريماوي “نفى التهمة المنسوبة له، وقال إنه ذهب ليغطي الأخبار، وقام بتأبين صديقه المتوفى (من على المنبر، أسوة بغيره من الحضور)، ولم يقم بالإمامة”.
عائلة نزار بنات تحذر
وأعلنت عائلة المعارض السياسي الراحل، نزار بنات، تضامنها مع الصحفي علاء الريماوي، معتبرة أن اعتقاله يأتي “ضمن السلوك الطبيعي للنظام السياسي القمعي الذي يضرب بعرض الحائط جميع مطالب أبناء شعبنا وطموحاته”.
وأضاف غسان بنات، شقيق الناشط الراحل، أن “النظام السياسي وصل إلى الحد الأدنى من القاع في ممارساته القمعية تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني”.
وقال: “نحن كعائلة نزار بنات نتضامن مع الصحفي العزيز الكريم علاء الريماوي قلبا وقالبا وكذلك مع الأستاذ غسان السعدي، فهما إخواننا وإخوة الشهيد نزار بنات ورفاق دربه”.
وأضاف بنات محذرا: “واضح جدا من سلوك السلطة تجاه علاء الريماوي أنه الشهيد رقم 2 بعد نزار بنات”، وفق ما ورد في بيان تناقلته وسائل إعلام محلية.
وفيما يتعلق بالدعوة التي قدمت من أوقاف الخليل ضد الصحفي الريماوي، أكد بنات أن صلاة الجمعة لم تكن صلاة جمعة عادية، بل كانت جنازة للشهيد نزار بنات، موضحا أنه قبل الريماوي ألقى عشرات الأشخاص كلمات وكان مهرجانا تحدث فيه من كل الفصائل والمستقلين وأبناء المنطقة.
حماس تستنكر
وعقّبت حركة “حماس” على اعتقالات في الضفة، طالت العديد من الناشطين، قبيل وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح الناشطين غسان السعدي ومحمد فرارجة، المعتقلين منذ السبت في تظاهرة برام الله تنديدا باغتيال الناشط نزار بنات.
وأدانت حماس، في بيانها، “حملات الاعتقال والترهيب والاعتداءات التي تقوم بها أجهزة السلطة الأمنية ضد الحقوقيين والصحفيين والمتظاهرين ضد جريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات”.
واعتبرت الحركة أن “عمليات الترهيب والتخويف التي تقوم بها أجهزة السلطة سواء بزيها الرسمي أو بلباسها المدني، لن تفلح في إسكات الصوت المنادي بضرورة محاسبة من يقف خلف جريمة اغتيال الناشط بنات، ويتطلب موقفا جديا من قيادة السلطة والحكومة لتشكيل لجنة تحقيق شفافة توافق عليها جميع الأطراف ومحاسبة الجناة”.
وأضافت: “إننا نؤكد أن ما جرى اليوم (الأحد) من توقيف المحامي مهند كراجة (أفرج عنه في وقت لاحق)، واعتقال الصحفي علاء الريماوي ونقله من نيابة رام الله لمدينة الخليل، واستمرار التحريض الممنهج ضده عبر شبكات التواصل، وهو ما يحمل في طياته خطرا حقيقيا عليه”.
وتابع البيان بأن “ما جرى أمس من الاعتداء على الناشط والمرشح للانتخابات التشريعية غسان السعدي، يتطلب موقفا جماعيا من الحقوقيين والصحفيين وكل قوى شعبنا لمنع الاعتداء على الصحفيين والناشطين على خلفية عملهم الصحفي، ومطالبتهم بالنزاهة والشفافية”.
وختم البيان بالقول: “إن حرية الرأي والتعبير حق كفله القانون الفلسطيني، وندعو قيادة السلطة وقيادة الأجهزة للاحتكام للغة العقل والبدء بإجراءات عملية لمحاسبة من يقف خلف الجريمة السياسية، والتوقف عن ملاحقة الصحفيين والمتظاهرين”.
وكان الريماوي قد استنكر مرارا تعرضه لحملة تشهير وتهديد على مدار الأيام الماضية.