أعلنت مجموعات تمثل شعب كاويسيس، أحد الشعوب الأصلية لكندا (الأمم الأولى)، الخميس، العثور على 751 قبرا مطموس الهوية في موقع كان سابقا مدرسة داخلية لأطفال من السكان الأصليين في مقاطعة ساسكاتشوان وسط البلاد.
وقالت، في بيان، إن المحققين “عثروا على 751 قبراً لا تحمل أية شواهد في موقع مدرسة داخلية سابقة لأطفال السكان الأصليين، وهو اكتشاف أعقب العثور على رفات 215 جثة في قبور اكتشفت بمدرسة أخرى، في مايو/ آيار الماضي”، حسبما نقلت وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية.
من جهته، وصف بوبي كاميرون، من اتحاد الشعوب الأصلية ذات السيادة في ساسكاتشوان، اكتشاف القبور الجديدة بأنه “جريمة ضد الإنسانية، واعتداء على الأمم الأولى”.
وأضاف في تصريحات نقلتها “أسوشيتيد برس” أنه يتوقع العثور على المزيد من القبور في ساحات المدارس الداخلية التي تعود للسكان الأصليين في جميع أنحاء كندا”.
كما أشار إلى احتمالية أن تضم قبور اليوم رفات نحو 600 جثة، حسب المصدر ذاته.
و تم اكتشاف جثث اليوم، في مدرسة Marieval Indian Residential School، التي كانت تعمل في الفترة بين من 1899 إلى 1997.
والشهر الماضي، تم العثور على رفات 215 طفلا ، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 3 سنوات، مدفونين في موقع كان ذات يوم أكبر مدرسة داخلية للسكان الأصليين في كندا قرب مدينة كاملوبس، بولاية كولومبيا البريطانية.
يشار أن تلك المدارس كانت تحت إشراف الكنيسة الكاثوليكية، وبقيت تلك المؤسسات التعليمية مفتوحة حتى بداية سبعينيات القرن الماضي.
ويقول مؤرخون كنديون إن بين العام 1883 و1996، أجبر نحو 150 ألف طفل من شعوب الأمم الأولى على “استيعاب وإدراك” المجتمع الأبيض في كندا، عبر الالتحاق بمدارس كان يديرها، غالباً، مبشرون مسيحيون.
وقد واجه هؤلاء الأطفال انتهاكات كبيرة بحيث وصفت “اللجنة الكندية للحقيقة والمصالحة” في 2015 ما عاشوه بـ”الإبادة الثقافية”. حيث كانوا يُمنعون من التحدث بلغتهم الأصلية كما تعرضوا للاغتصاب والاعتداء الجنسي بل والحرمان من الطعام حسب الكثير من الشهادات.