قال خبير عسكري إسرائيلي إن “الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب تصر على تغيير المعادلة القائمة أمام حماس في غزة من الناحية العملية، وفي المفاوضات غير المباشرة تعتزم الاستمرار في الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار، ولكن في الجانب الآخر لدى الحركة، فلا ينوون تقديم تنازلات”.
وأضاف أمير بوخبوط بتقريره بموقع “ويللا”، أن “التقدير الإسرائيلي أن حماس لن تتردد بإطلاق الصواريخ إذا لم يتم إحراز تقدم في المدى القريب، ولا يساور قادة المؤسسة العسكرية أي شك في أن الأمر سيستغرق وقتا حتى تفهم حماس أن إسرائيل مصممة على الإصرار على تغيير المعادلة، والطريقة التي ستُجرى بها المفاوضات، لكن النية للرد على أي خرق من البالون إلى صاروخ لا يزال ساري المفعول”.
وأشار إلى أن “إسرائيل ترى أنها ستواجه في القريب العاجل المزيد من الاحتكاكات، لأن حماس لن تتردد في تمرير البالونات والتظاهرات على السياج وصولا لإطلاق الصواريخ، لذلك أوعز رئيس الأركان أفيف كوخافي بالاستعداد لأيام المعارك في قطاع غزة، وزيادة اليقظة مع بطاريات القبة الحديدية، وبعد انتهاء حرب غزة سارع وزير الحرب بيني غانتس للإعلان بأن إسرائيل تعتزم تغيير المعادلة تجاه قطاع غزة”.
وأكد أنه “إلى حين التقدم في قضية الأسرى الإسرائيليين بغزة، فلن تدخل أي بضائع للقطاع، باستثناء المعدات الإنسانية، وأي انتهاك لوقف إطلاق النار سيقابل بردود الجيش، وحتى الآن فإن الموقف الإسرائيلي يتمثل بعدم إدخال أي أموال لإعادة إعمار قطاع غزة، فقط من خلال السلطة الفلسطينية، لأن التقييمات الأمنية كشفت أن تحويل الأموال من قطر ودول أخرى مباشرة إلى غزة ألحق ضررا شديدا بمكانة السلطة”.
وأشار إلى أنه “بناء على توصية من رئيس الأركان ورئيس جهاز الأمن العام نداف أرغمان ومنسق عمليات الحكومة في المناطق غسان عليان تقرر تحويل الأموال القطرية من خلال السلطة الفلسطينية لتعزيز موقعها في الشارع الفلسطيني”.
من جهته، قال عضو الكنيست رام بن باراك، نائب رئيس الموساد السابق، إن “السياسة المطلوبة تجاه حماس في غزة أن نتركهم في الأنفاق عدة شهور، ونمنح سلاح الجو السيطرة على غزة من الأجواء”.
وأضاف بن باراك، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، في مقابلة مع موقع “ويللا، أنه “من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع منظمة مسلحة مثل حماس، بل يجب تعزيز السلطة الفلسطينية، وتهميش حماس، وقد تستمر العملية العسكرية القادمة في غزة أكثر من أسبوع، والضغط على قادة الحركة بإبقائهم في الأنفاق شهورا، والسيطرة عليهم من الجو”.
وأكد أن “خطة فك الارتباط والانسحاب من غزة شكلت عملية ناجحة لأريئيل شارون، لكننا ارتكبنا أخطاء على طول الطريق، وسمحنا لمنظمة مسلحة بالسيطرة على غزة”.