الاثنين 14 يونيو 2021 21:00 م بتوقيت القدس
جمع رئيس المعارضة الإسرائيلية وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، رؤساء أحزاب “كتلة اليمين” الموالية له وتوعد بإسقاط الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأسرع ما يمكن، وشدد على أنه “يرى نقاط الضعف بالحكومة”، مطالبا بـ”انضباط صارم” لضبط عمل كتل المعارضة في مسعى للعودة إلى الحكم سريعا.
وللوهلة الأولى، بدا وكأن القيادي في حزب الليكود ورئيس الائتلاف البرلماني السابق، ميكي زوهار، قد أخطأ حينما قدم نتنياهو بصفته رئيس الحكومة. في الاجتماع الأول، لنواب أحزاب المعارضة: الليكود و”شاس” و”يهدوت هتوراه” و”الصهيونية الدينية”.
ولكنّ زوهار، عاد ونادى على نتنياهو مرة أخرى بصفته رئيس الحكومة، ثم قال “بالنسبة لنا، ستكون دائما رئيسا للوزراء”؛ بدوره لم يعارض نتنياهو هذا اللقب، وقال مبتسما: “أنا لن أجادل في هذا”.
ويسعى نتنياهو إلى ضبط قبضته على المعارضة الإسرائيلية، وقال نتنياهو للحاضرين، الذين يشكلون 52 من أعضاء الكنيست: “الحكومة الجديدة لن تدوم طويلا، إنها تقوم على الاحتيال والكراهية والسعي إلى السلطة، وهي منقسمة للغاية بحيث لا يمكن أن تنجح”.
ودعا نتنياهو أعضاء المعارضة إلى “الانضباط الصارم”، وجعل حياة الحكومة أكثر صعوبة “وتحقيق الخلاص لشعب ودولة إسرائيل”. وأعلن نتنياهو أن المعارضة ستعقد اجتماعا أسبوعيا، كل يوم إثنين.
وقال: “لدينا معارضة قوية لا مثيل لها، نحن متحدون بقوة للإطاحة بهذه الحكومة اليسارية الخطيرة”. وأضاف: “يمكننا الإطاحة بها (الحكومة الجديدة) شريطة أن نعمل معًا بشكل متماسك في نظام صارم”.
وطالب نتنياهو أحزاب المعارضة الإسرائيلية بتنحية الخلافات بينهم جانبا، وقال: “يجب ألا نهاجم بعضنا البعض، إذا عملنا لتحقيق هذا الهدف، فسوف ننجح، ولكن إذا تصادمنا مع بعضنا البعض، فلن ننجح”.
من جانبه، قال زعيم حزب “شاس” الحريدي أرييه درعي: “نتنياهو قال، وأنا أتفق معه بنسبة 100%، من الآن فصاعدا لم يعد هناك انتقادات داخل المنزل، كفى! إنّ رش الملح على الجرح لا يفيد في أي شيء”.
وشدد درعي على ضرورة تنسيق المواقف في ما يتعلق بعمل اللجان البرلمانية، وأضاف: “لن يمر أي قرار (للائتلاف) بسهولة، نحن نملك قوة كبيرة”. كما قال: “من الآن وصاعدا لا انتقادات داخل المنزل، ستكون الانتقادات موحدة وموجهة إلى الخارج (الحكومة)، علينا التركيز على هدف واحد، كيفية إسقاط الحكومة”.
هذا واقتصرت مراسم تسليم المهام، بين رئيس الحكومة السابق، نتنياهو، ورئيس الحكومة الجديد نفتالي بينيت، على اجتماع استغرق نصف ساعة فقط.
وذكرت القناة العامة الإسرائيلية (“كان 11”) أن “الاجتماع استغرق نصف ساعة فقط أطلع نتنياهو خلاله بينيت على الأمور الحيوية، التي يجب معالجتها، ولم يصدر أي بيان عن الاجتماع كما لم تنشر أي صور منه”.
كما جرت خلال ساعات نهار اليوم، مراسم تسليم غالبية الوزارات الإسرائيلية. ورفض وزير الأمن الداخلي الجديد، عومر بار-ليف، إقامة مراسم احتفالية وقال: “يجب أن تعمل الشرطة بكفاءة وهدوء. لذلك فإن توجيهاتي الأولى تقضي بإلغاء مراسم تسلم الوزارة. سيكون المفتش العام للشرطة وكبار الضباط في الميدان وليس في احتفالات التكريم. إلى العمل”.
لبيد: الأردن شريك إستراتيجي
من جانبه، قال وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل، يائير لبيد، إن “الأردن شريك إستراتيجي مهم. الملك عبد الله شريك مهم للغاية وسنعمل على تعزيز العلاقات الثنائية معه”.
وأضاف “ربما لا نتوقع اتفاقا بشأن الوضع النهائي قريبا لكن هناك الكثير من الأمور التي يمكننا القيام بها لتحسين حياة الفلسطينيين والحوار معهم بشأن القضايا المدنية”.
وأوضح لبيد أنه لا يتوقع “إحداث اختراق في ما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين”، وحول المواجهة مع حركة “حماس”؛ قال: “نحن نحارب منظمة إرهابية لا تخشى إطلاق النار. الحكومة لن تخشى من الرد بقوة على أي صاروخ (من قطاع غزة)”.
وعن الساحة الدولية، قال لبيد إن “بعض العداء قد نشأ مع الاتحاد الأوروبي، تحدثت مع (لممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي) جوزيب بوريل ومع (الرئيس الفرنسي) إيمانويل ماكرون”، مشيرا إلى أنه “تبادل الرسائل” معهما.
وأضاف “علينا الاستعداد لاتفاق نووي جديد (مع إيران)”. وشدد على معارضته للاتفاق النووي والعودة الأميركية المرتقبة إليه، وقال: “ستمنع إسرائيل بأي شكل من الأشكال احتمال امتلاك إيران أسلحة نووية”. وأشار لبيد إلى أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستسعى إلى “توقيع اتفاقيات مع دول من المنطقة ومن خارجها وستنسق وزارة الخارجية هذا الشأن”.
وشدد لبيد على أن هناك العديد من القضايا التي أهملت على صعيد السياسة الخارجية الإسرائيلية، على رأسها العلاقات الإسرائيلية مع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. وأشار إلى أن إسرائيل “تخلت عن الساحة الدولية”، معتبرا أن العلاقة الإسرائيلية “مع العديد من الحكومات أهملت وأصبحت عدائية”.
وقال لبيد إن “إدارة العلاقة مع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة كانت خطيرة ومتهورة. حذرت من ذلك أكثر من مرة لكن الحكومة المنتهية ولايتها قامت بمغامرة متهورة وخطيرة بالتركيز على الحزب الجمهوري بشكل حصري”. وأضاف “الجمهوريون مهمون، لكنهم ليسوا وحدهم. الديمقراطيون غاضبون ونحتاج لتغيير طريقة عملنا معهم”.
وكشف لبيد أنه تحدث مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، وقال إن الأخير وافق على “تغيير طريقة عملنا معهم” أي مع الرئيس الديمقراطي الأميركي، جو بايدن، ومجلس النواب الأميركي، مشيرًا إلى أنهم “غاضبون”. وذكر أنه وبلينكن يعتقدان أنه من الممكن “إجراء حوار ثنائي جدي ومحترم”، وقال: “دعم الجماعات الإنجيلية لنا أمر جيد، لكننا بحاجة إلى تنمية علاقاتنا مع اليهود حول العالم”.