تقدّمت النيابة العامة الإسرائيلية، اليوم الخميس، بلائحة اتهام ضد الشيخ كمال خطيب، تتعلق بمنشورات وتصريحات منسوبة إليه، زعمت النيابة انها “تحريض على العنف والإرهاب والتماهي معه”، وجرى رفع جلسة المحكمة إلى يوم الأحد المقبل، حتى يتسنى لطاقم الدفاع دراسة مواد التحقيق مع خطيب والرد على طلب النيابة تمديد الاعتقال حتى نهاية الإجراءات القانونية.

بعد جلسة المحكمة، شكر القيادي الدكتور سليمان أحمد اغبارية، المتضامنين مع الشيخ كمال خطيب في جلسات المحاكم، وقال “من حضر جلسة المحكمة علم أن كل ما يحدث هو مبرمج ومخطط ضد الشيخ كمال وضد مجتمعنا كله، هدفهم تكميم أفواهنا وإرهاب أبنائنا وبناتنا ومنعهم من حقهم بالتعبير عن الرأي عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة”.

وأضاف: “نؤكد مرة أخرى بشكل واضح، أن الاعتقالات والملاحقات لن تثنينا أن نمضي قدما في هذه المسيرة، مسيرة المشروع الإسلامي والدعوة ومسيرة المطالبة بحقوقنا وفي مقدمتها التعبير عن الرأي”.

المحامي حسن جبارين، مدير مركز “عدالة” من طاقم الدفاع عن الشيخ كمال خطيب، ندّد عقب الجلسة بلائحة التهام المقدّمة ضد خطيب، لافتا إلى أنها “لائحة اتهام نادرة جدا فيما يخص مخالفات التحريض، وأنها تختلف عن جميع لوائح الاتهام التي قدّمت بهذا الخصوص في العشر سنوات الأخيرة”.

وقال إن “الاتهام يكتفي بـ 3 منشورات على فيسبوك، لا تتعدى كلماتها الـ 100 كلمة، هذه لائحة اتهام متطرفة جدا، لكونها نادرة ولا مثيل لها كذلك طلب الاعتقال حتى نهاية الإجراءات، لا يوجد معتقل واحد، من العرب أو من اليهود، غير الشيخ كمال خطيب، يتواجد في السجن كل هذه المدة على مخالفات تتعلق بحرية التعبير عن الرأي، لو قرأنا المنشورات المنسوبة للشيخ كمال، لا يوجد فيها ما يقترب من جنحة وفقا للقانون، لذلك لا يوجد مصداقية قانونية أن يكون الشيخ كمال في السجن ليوم واحد”.

وأضاف: “يوم الاحد القادم ستكون جلسة المحكمة طويلة، لأننا سنفند بنود الاتهام بعد أن نستوفي قراءة المواد في الملف، أتوقع ان يكون القرار بخصوص طلب النيابة تمديد الاعتقال حتى نهاية الإجراءات حتى يوم الاثنين، علما أن قاضي محكمة الصلح في حيفا قرر الإفراج عن الشيخ كمال خطيب بشروط لكن المحكمة المركزية لم تقبل ذلك”.

وختم حسن جبارين بالقول: “سنركز في طعننا بلائحة الاتهام على عدم قانونية اعتقال الشيخ كمال خطيب أصلا، التهم ذات الصلة بالمنشورات المنسوبة للشيخ كمال كانت قبل الأحداث الأخيرة، وكان عندهم وقت لاستصدار أمر قضائي للاعتقال، الاعتقال الفوري من قبل شرطي يتم فقط في حال تنفيذ جريمة فورية”.

بدوره شكر المحامي حسن طباجة من طاقم الدفاع، جمهور المساندين للشيخ كمال في جلسات المحاكم، وقال إن الشيخ كمال خطيب معتقل لأنه يدافع عن مبادئه الدينية والوطنية التي يؤمن بها، مشيرا إلى أنه “في الدول الديموقراطية حرية التعبير هي حق مقدس، الشيخ كمال لا يؤيد العنف ولا الإرهاب وإنما يعبر عن رأيه الذي يؤمن به، المنشورات المنسوبة للشيخ كمال خطيب بحسب لائحة الاتهام لا تتضمن أي دعوة للعنف والتحريض عليه أو التماهي معه، وصلنا إلى مرحلة أنه يمكن اعتبار كل كلمة تصدر عن أي عربي أو مسلم هي تحريض وعنف، لم أشهد خلال حياتي المهنية إدارة جلسات لمحاكم بهذا الشكل، الشرطة وإدارة السجون يتعاطون مع محاكمة الشيخ كمال بمنطق مستهجن نحن نتحدث عن اتهام بخصوص كلمات وتصريحات في خطبة جمعة، لكن المؤسسة تقف على رجل واحدة وكأن الملف يتعلق بجريمة قتل أو إرهاب”.

ثم كانت مداخلة لعضو الكنيست أسامة السعدي، مندّدا باعتقال الشيخ كمال خطيب واكد أن “الاعتقال غير قانوني وكل لائحة الاتهام غير قانونية، في إحدى التهم يقول الشيخ كمال “بوركت غزة وبوركت القدس” ونحن من هنا نقول باسم كل جماهير شعبنا بوركت يا غزة وبوركت يا قدس”، العنف والإرهاب هو الاحتلال الإسرائيلي”.

وأضاف: “واضح أن هذا الاعتقال هو تعسفي وهو استمرار للملاحقات السياسية لكل القيادات العربية، للشيخ رائد والأستاذ رجا اغبارية وآخرين، الشيخ كمال خطيب أحد قياديي المتابعة لذلك من الطبيعي أن نكون هنا كما كنا دائما، وكما نقف كذلك مع مئات المعتقلين من أبناء شعبنا في الأيام الماضية”.

معاذ نجل الشيخ كمال خطيب، شكر المساندين للشيخ كمال خطيب خلال جلسات المحكمة، وقال “صحيح الشيخ معنوياته عالية ولكن حين سمع هتافات المتضامنين خارج المحكمة بدت ملامحه واضحة بالتأثر من حجم التضامن”.

وقال إن “يحاكمون الشيخ كمال بسبب تأثيره الكبير على شعبنا ومواقفه، لذلك لا يكتفون بالمحاكم كما اليوم بقاض عادي بل يجلبون رؤساء المحاكم كما اليوم وفي المحكمة المركزية في حيفا”.

وختم معاذ خطيب بالقول: “ما يحدث من محاكمة للشيخ كمال وللمئات من أبناء شعبنا، يؤكد انهم يريدون محاكمة أفكارنا وانتمائنا، لذلك علينا أن نرد على هذه الإجراءات بما يليق يحجم الاستهداف، شكرا للجميع ونأمل أن نراكم دائما متضامنين معنا ومع كل معتقلينا في السجون”.

الكلمات الدلالية :