القدس

القدس

الفجر

04:30

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:15

العشاء

20:44

دولار امريكي

يورو

دينار أردني

جنيه استرليني

دولار امريكي

0 $

دولار امريكي

0

يورو

0

دينار أردني

0

جنيه استرليني

0

القدس

الفجر

04:30

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:15

العشاء

20:44

صيام رمضان والنّسب الشريف - بقلم: الشيخ كمال خطيب

الجمعة 16 ابريل 2021 09:59 م بتوقيت القدس

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:30

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:15

العشاء

20:44

في مثل هذه الأيام من شهر رمضان الأخير 1441هـ/2020م، كان الجميع يعيشون على وقع ذلك المصطلح الذي راح يتردد على ألسنة الجميع “كورونا”. إنها الجائحة والوباء الذي فرض أجندته على الدنيا كلها.

لكن وقع وتأثير كورونا وأجندته القاسية، فإننا قد عانينا نحن المسلمين منها في ظلّ تزامن انتشار الوباء عالميًا مع دخول شهر رمضان المبارك حيث أن من أهم شعائر رمضان هي تلك العبادات الجماعية كصلاة التراويح وصلاة قيام الليل والحلقات والدروس الرمضانية زيادة على صلاة الجمعة وازدحام المساجد بالمصلين في رمضان.

لقد تحول شهر رمضان الماضي إلى شهر التباعد بعد إذ كان هو شهر التقارب والتواصل في كل شيء، وكيف لا وقد حرم الناس من صلاة الجمعة والجماعة والتراويح وقد أغلقت المساجد أبوابها.

صحيح أن انفراجة قد حصلت في بعض البلدان بعد اكتشاف وتصنيع المَصل المضاد، لكن أكثر بلاد المسلمين ودولهم ما تزال تحت تأثير الوباء وما تزال القيود تفرض على سلوك الناس ومنها حرمانهم في رمضان الذي هلّ علينا من صلوات الجماعة والجمعة والتراويح في المساجد.

لا شك أنها اللوعة والأسى على من يهلّ عليهم هلال رمضان للمرة الثانية، وما يزالون ينفذون أجندة كورونا زيادة على أجندة أنظمة وحكومات فاشلة لم ترتق بأداء دورها لتخليص شعوبها من كثير من المخاطر التي تشهدها الظروف الصعبة التي تمر بها حيث كانت جائحة كورونا هي آخرها والدليل الأبرز على فشل تلك الأنظمة التي هي أخطر على شعوبنا وأمتنا من جائحة كورونا ومن كل جائحة.

 

مرحبا رمضان

مرحبا بك يا رمضان، مرحبًا بك يا شهر الخير والرحمة والبركة، مرحبًا بك يا أعظم موسم للخيرات بين مواطن كثيرة أكرمنا الله بها لنتزود منها {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} آية 197 سورة البقرة. وإن شهر رمضان المبارك ليتربع على عرش تلك المواسم بما فضّله الله سبحانه على غيره، كيف لا وهو الذي أنزل فيه القرآن في كتاب الله الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فهو الدستور الخالد لهداية الخلق وقانون السماء لإسعاد واستقامة أهل الأرض {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ} آية 185 سورة البقرة.

إنه شهر رمضان، الضيف الكريم الذي يزور الأمة مرة في كل عام فمنا من يحسن وفادته فيكرمه، ومن الناس من يرحل رمضان دون أن يكرمه بل إنه الذي تكون فيه أسوأ الذكريات، فطوبى لمن شفع فيه رمضان، وطوبى لمن شفع فيه القرآن، فعن رسول الله ﷺ أنه قال: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفّعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فيشفعان” رواه الحاكم في المستدرك.

مرحبًا بك يا رمضان وأنت تأخذ بأيدينا حتى توصلنا إلى باب الريّان يوم القيامة، فعن رسول الله ﷺ قال: “إن في الجنة بابًا يقال له الريّان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل فيه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد” رواه البخاري.

مرحبًا بك يا رمضان وأنت تعلّمنا حسن الخلق، به ننتصر على نفوسنا وشهواتنا وغريزة الشرّ فينا، فنصون ألسنتنا من كل الرذائل والنقائص، قال رسول الله ﷺ: “قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه” رواه البخاري.

مرحبًا بك يا رمضان، شهرًا للربح والفوز. وإذا كان تجار الدنيا يضاعفون جهدهم في المواسم عسى أن يزيد ربحهم فتراهم يصلون الليل بالنهار في سبيل ربح قد يكون وقد لا يكون، وإذا كان هو الربح فلعلّهم ينتفعون به ولعلهم يموتون ولا ينتفعون به

 

هبِ الدنيا تساق إليك عفوًا     أليس مصيرك إلى انتقال

وما دنياك إلا مثل ظلّ         أظلك ثم آذن بالزوال

 

فإذا كان لأهل الدنيا تجار في مواسمها، فإن للآخرة تجار في مواسمها كذلك. وإن صيام رمضان هو من أعظم مواسم الآخرة كما قال النبي ﷺ: “كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك” رواه المسلم.

مرحبًا بك يا رمضان شهرًا للصلح مع الله تعالى وقد جعلك كثيرون من المقصّرين والمقصّرات من المسلمين والمسلمات ميعادًا به يصطلحون مع ربهم سبحانه، فإذا قيل لأحدهم أو إحداهن: هلّا صليت يا أخي؟ قال لك سأبدأ في رمضان. وإذا قيل لأحداهن يا أختاه هلّا تحجبت؟ قالت: سأبدأ في رمضان. فمنهم من يوفقه الله سبحانه ويمد في عمره ليتحقق له ذلك في رمضان، ومنهم من يدركه أجله قبل أن يدرك رمضان فينطبق عليه قول النبي ﷺ: “هلك المسوفون” الذين طالما يقولون: سوف أصلي، سوف أتوب، سوف أتحجب فتطالهم يد المنون قبل أن تتحقق أمنياتهم فيكونون من الخاسرين. ولقد قال النبي ﷺ: “أيها الناس توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الزكية قبل أن تنشغلوا” شعب الإيمان للبيهقي. وقد قال لقمان لابنه: يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة.

 

رمضان والنسب الشريف

فإذا كان بعض الناس يفاخرون بنسب عائلاتهم وأجدادهم ويحتفظون بشجرة العائلة والنسب، يفعلون ذلك مفاخرة، وقد يكون من أجدادهم من ليسوا من أهل المكارم والمروءات. فإن عبادة الصيام وإن شهر رمضان يربطنا بخير الأنساب والأحساب، إنه نسب الأنبياء الصالحين الذين تقرّبوا إلى الله سبحانه بعبادة الصوم وإنا على نهجهم سائرون {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} آية 183 سورة البقرة.

أليس موسى عليه السلام الذي لمّا أراد أن يكلّمه ربه فإنه عليه السلام قد استعد لذلك اللقاء بالصيام ثلاثين يومًا ليكون على أتم حالات الطاعة والاستعداد لذلك اللقاء، ولكن موسى عليه السلام وجد من أثر الصيام لفمه رائحة كما يجد كل صائم بسبب عدم الطعام والشراب، فأخذ سواك وراح يستاك به وينظف فمه لأنه كره أن يلاقي ربه على تلك الرائحة، فأوحى إليه ربه سبحانه: “أما علمت أن خلوف فم الصائم أحب اليّ من ريح المسك؟ يا موسى ارجع وصم عشرة أخرى، قال في هذا ربنا سبحانه {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} آية 142 سورة الأعراف.

ثم أليس خير الصيام كما قال رسول الله ﷺ هو صيام داود عليه السلام، فلقد كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ثم أليس السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام كان كثير الصيام وهو يلبس مسوح الصوف والخشن من الثياب تقربًا إلى الله تعالى وطاعة له سبحانه. فأي نسب أيها الصائمون أشرف من نسبكم الذي يصل إلى عيسى وداوود وموسى عليه السلام، وأي شرف يناله أحد من البشر يضاهي شرف نسبكم لمحمد ﷺ الذي يقول: “إن في الجنة غرفًا يُرى ظهورها من بطونها من ظهورها، قال: فقام أعرابي فقال: هي لمن يا رسول الله؟ فقال: هي لمن طيّب الكلام وأطعم الطعام وأفشى السلام وداوم على الصيام، وصلّى بالليل والناس نيام”.

 

مدرسه الثلاثين يومًا

قال المرحوم الشيخ مصطفى السباعي في وصف عُمّار المساجد في رمضان في كتابه الجميل -مع الناس- في صلاة القيام والتراويح، بعد أن فرغوا من طعامهم، فأمّوا مساجدهم جماعات وزرافات قائلًا: “قاموا بين يدي ربهم وخالقهم صفًا واحدًا متراصّة أقدامهم، ملتحمة أكتافهم وجباههم جميعًا على الأرض، الغني والفقير، الكبير والصغير، يذلون لله، يضعون له وجوههم عند مواطئ الأقدام فيعطيهم الله بهذه الذلّة عزة على الناس كلهم، فتخفض لهم رؤوس الملوك والجبّارين حتى تقع على أقدامهم، ومن ذلّ لله أعزه الله، ومن كان لله عبدًا جعله الله في الدنيا سيدًا، ومن كان مع الله باتباع شرعه والوقوف عند أمره ونهيه وإتيان فرائضه واجتناب محرماته، كان الله معه بالنصر والتوفيق والغفران. بذلك ساد أجدادنا الناس وفتحوا الأرض من مشرقها إلى مغربها، وحازوا المجد من أطرافه وإقامة دولة ما عرف التاريخ أنبل منها ولا أفضل ولا أكرم ولا أعدل”.

وقال المرحوم مصطفى صادق الرافعي، أديب العربية الكبير في كتابه -وحي القلم- وفي مقالة “مدرسة الثلاثين يومًا، شهر الثورة”: “ولو أنهم تدبروا حكمة الصوم في الإسلام لرأوا هذا الشهر نظامًا عمليًا من أقوى الأنظمة الصحيحة وأبدعها، فهذا الصوم فقر إجباري تفرضه الشريعة على الناس فرضًا ليتساوى الجميع في بواطنهم سواء منهم من ملك المليون من الدنانير، ومن ملك القرش الواحد، ومن لم يملك شيئًا كما يتساوى الناس جميعًا في ذهاب كبريائهم الإنساني بالصلاة التي يفرضها الإسلام على كل مسلم، وفي ذهاب تفاوتهم الاجتماعي بالحج الذي يفرضه على من استطاع. ألا ما أعظمك يا شهر رمضان لو عرفك العالم حق معرفتك لسمّاك مدرسة الثلاثين يومًا”.

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

 


الكلمات الدلالية :


اضف تعقيب

اسعار العملات

0

دولار امريكي

0

دينار أردني

0

يورو

0

جنيه استرليني

مواقيت الصلاة

الفجر

04:30

الظهر

12:37

العصر

16:16

المغرب

19:15

العشاء

20:44