الخميس 01 ديسمبر 2016 12:01 م بتوقيت القدس
يكفي أن تشاهد الصور الآتية من حلب الأربعاء، حتى تعتلي الدمعة طرف جفنك. يكفي أن تنظر لكل تلك الجثث التي التقطتها العدسات حتى يحتقن ضميرك غضباً. غضب من كل هذا العجز ومن كل ذلك الموت المنتشر أحمر على الأرصفة والطرقات.
فمن مجزرة إلى أخرى تنتقل حلب الشرقية، حاملة رفات أبنائها، وأهداب صغارها.
بالأمس فقط، سقط 45 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال، حين استهدف قصف مدفعي من قبل النظام السوري والميليشيات المقاتلة معه مدنيين في حي جب القبّة بحلب القديمة كانوا يسلكون الطريق الوحيد الذي يربط القسم الشرقي من مدينة حلب المحاصرة بقسمها الغربي، هرباً من الموت، بحسب ما أفاد مركز حلب الإعلامي.
وأظهرت الصور والفيديوهات حجم المأساة التي عاشها النازحون، حيث وثقت المجزرة التي ارتكبت في حي جب القبة. وأفاد أحد المتطوعين ضمن عناصر “الخوذ البيضاء” أو الدفاع المدني السوري، عن استهداف متعمد للنازحين.
في حين روى فتى في فيديو نشره مركز حلب الإعلامي، كيف استهدف القصف عائلته، ما أدى إلى وفاة والدته وإصابة أخته، وظهر في إحدى الصور جالساً على الرصيف باكياً أمام إحدى الجثث.
يذكر أنه وعلى الرغم من نزوح 50 ألف شخص مؤخراً، لا يزال أكثر من 250 ألف مدني محاصرين في شرق حرب في ظروف مأساوية.
والأربعاء وجهت الأمم المتحدة نداءً عاجلاً إلى أطراف الصراع في سوريا بوقف القصف شرق حلب، والسماح بعبور مساعدات إنسانية إلى المحاصرين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن أحياء حلب الشرقية لم تـتلق مساعدات منذ أوائل يوليو. كما أشار إلى نفاد الحصص الغذائية ومخزونات وكالات الإغاثة الأخرى. وعبر دوجاريك أيضاً عن قلق الأمم المتحدة البالغ حيال مصير نحو 275 ألفاً من المدنيين في شرق حلب يعيشون في ظروف وصفها بالمروعة.