الاربعاء 24 فبراير 2021 11:26 م بتوقيت القدس
"عدنان ولينا، سندريلا، الأسد الملك، بوكيمون، علاء الدين، سالي، سبايدر مان" وغيرها الكثير من الشخصيات التي ألفها مواليد ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وظفتها المهندسة المعمارية المقدسية "أسيل أبو رميلة" لإيصال تفاصيل الحياة اليومية في القدس على الصعيدين الاجتماعي والسياسي.
وجدت "أسيل" في دمج شخصيات كرتونية شهيرة مع صور لطرقات القدس ومعالمها وسيلة للفت النظر إلى معاناة المقدسيين في مدينتهم، ومع انتشار تصميماتها الخاصة عن القدس، بات متابعوها على المنصات الاجتماعية يتخيلون المدينة تعج بالشخصيات الكرتونية العالمية، وفقا لما أورده موقع "الجزيرة نت".
ولدت "أسيل" عام 1993 في القدس المحتلة وترعرعت بها، والتحقت بجامعة بيرزيت الفلسطينية لدراسة تخصص الهندسة المعمارية، وبعد تخرجها فيها عام 2016، شعرت بانجذاب إلى عالم التصوير فبدأت بممارسته كهاوية عام 2017 بعد اقتنائها كاميرا عالية الجودة.
أعجبت المهندسة المعمارية بفكرة دمج الشخصيات الكرتونية بمشاهد مدينتها، التي نفذها البعض في دول أخرى، لكنها الأولى التي بدأت في هذا المجال من فلسطين، وشعرت بأهميتها لأن "لدينا قضية يمكن إيصالها عن طريق هذه الشخصيات ومن الممكن تسخيرها واستغلالها بشكل ناجح، فكثيرون يشاهدون صورا عن الحياة في فلسطين تحت الاحتلال، لكن لم يعد أحد يتأثر بها، ومن الممكن عن طريق إدخال الشخصيات الكرتونية والعالمية على الصور أن يتفاعل هؤلاء معها ويتخيلوا الموقف هذا أو ذاك"، حسب قولها.
هذه الفكرة التي تتطلب تجوالا دائما لالتقاط الصور في القدس دفعت المهندسة الشابة للتعلق بالمدينة أكثر، والسعي لسبر أغوار أزقتها وحاراتها ومعالمها، وباتت تركز في جولاتها على ما يطلبه المتابعون عبر صفحاتها.
وعن أكثر الإطلالات التي تفضل أسيل التقاط الصور منها قالت: "أحب سطح الخان في البلدة القديمة، ومطلة جبل الزيتون خارجها، وصممتُ صورة على هذه المطلة أدخلتُ بها شخصية الأسد الملك وابنه سيمبا وهما يتأملان القدس".
وعن أول تصميم انطلقت به، أوضحت أنه حمل شخصية "بات مان" وهو داخل سيارة عمومية، تحمل لوحة الضفة الغربية، قرب مخيم قلنديا والجدار العازل باتجاه القدس، في إشارة للحق في حرية الحركة والتنقل، وهي أبرز الحقوق التي يُحرم منها الفلسطينيون.
ولاقت التصميمات التي تفردت بها "أسيل" استحسان فئة الشباب التي ألفت الشخصيات الكرتونية في طفولتها وتفاعلت مع قصصها وتعلقت بها.
وإزاء ذلك، تلقت "أسيل" طلبات لتصميمات معينة من فلسطينيين يعيشون داخل البلاد وخارجها، وأحدهم لاجئ من مدينة عكا يعيش في لبنان طلب تصميما خاصا لسور عكا.
في عام 2020 أطلقت المهندسة المقدسية 70 تصميما خاصا، وخاضت مؤخرا مجال الرسم بتقنية الديجيتال، وبمجرد إتقانه تتمنى الانتقال من فكرة لصق شخصيات كرتونية جاهزة إلى تصميم شخصيات كرتونية فلسطينية، وعن طريقها ستتحدث عن القدس وفلسطين.
كما تطمح "أسيل" لإطلاق سلسلة قصص مصورة "كوميكس" لتحريك الشخصيات الفلسطينية التي ستخترعها وتصممها، بهدف إيصال تفاصيل الحياة في فلسطين بطريقة سلسة قد تؤثر بشكل إيجابي بمن لا يعيش داخل هذه البلاد ولا يعرف تفاصيل قضيتها.