أصدر المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني، بيانا استنكر بشدة فيه الاعتداء على مسجد ومقام النّبي موسى عليه الصلاة والسلام واعتبره جريمة شرعية وأخلاقية ووطنية.
وجاء في نص البيان ما يلي:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
تزداد قناعتنا يوماً بعد يوم أنّ هنالك برامج ومخططات غير اعتباطية ولا جزافية لنشر الرذيلة وقتل القيم والمبادئ الأخلاقية بغلاف الفن وحرية التعبير عن الرأي.
ولكي يبرز هؤلاء النكرات لا يجدون منبراً أسرع للشهرة والظهور من الاعتداء على الحرمات والثوابت والمقدسات الإسلامية.
ظناً منهم أنّ الإسلام لا بواكي له في ظل الغربة التي يشهدها المسجد الأقصى وسائر المقدسات الإسلامية ولما يرونه من تخاذل الحكام تجاه قضايا الأمة الكبرى.
وغاب عن أذهان هؤلاء أنّ الإسلام إنّما ينتصر بصدق ونخوة القلة من الغرباء.
نعم الصادقون غرباء في عالم النفاق والفساد ولكنهم ليسوا بالجبناء لأنهم أقوياء بثباتهم في مواجهة التحديات.
إننا في المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني (48) نستنكر بشدة هذا العمل اللا أخلاقي الشهواني البهيمي الماجن داخل مسجد ومقام نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام.
ونعتبره تعدياً وتجاوزاً لكل الحدود الحمراء ونرى أنّه يجب إنزال أقصى العقوبات القانونية على من قام بهذا الحفل أو شارك أو أذن بإقامته.
وبالوقت نفسه نؤكّد أن قدسية المسجد دائمة ومؤبدة وليس لأحد كائنا من كان أن يأذن بتحويل أو تغيير وقفية المسجد ولو هُدِم أو هُجّر أهله عنه.
هذا ولا يسعنا إلاّ أن نطأطئ رؤوسنا إجلالاً وإكباراً لشباب القدس الشامخة بتسطير هذا الموقف الشجاع ليقولوا بذلك للعالم أجمع إنّ هذا الدين وهذه المقدسات محفوظة بجنود أخفياء أوفياء يجلّيهم الله تعالى عند كل شدة وأزمة ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.
هذا ونناشد الأهالي المجاورين للمسجد بتكثيف الزيارات للمسجد وإحيائه بالصلوات والدروس والاعتكاف لأنه ما كان لهؤلاء العابثين أن يدخلوا هذا المكان المقدس لولا أن وجدوا الظروف مناسبة والأجواء متاحة.
وصدق الله تعالى القائل: ” يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”
المجلس الإسلامي للإفتاء
عنهم : د . مشهور فواز رئيس المجلس
13 جمادى الأولى 1442 , 28 كانون الأول 2020