أثار ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا لها قدرة أكبر على الانتشار قلق بين علماء الأوبئة، ما دفع دول كثيرة لتعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا، مهد هذه النسخة، وفق تقارير إعلامية.
والأحد، أعلنت سلطات كل من بلجيكا وهولندا وإيطاليا والكويت منع الرحلات الجوية من بريطانيا، إثر اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا، فيما تدرس دول أخرى مثل إسرائيل وألمانيا اتخاذ قرار مماثل.
يشار إلى أنه تم اكتشاف آلاف السلالات المختلفة في عينات الفيروس المسببة لمرض (كوفيد-19)، لكن رغم اختلافها، لم تثبت هذه التغيرات أي تأثير على سرعة انتقال العدوى، أو مدى خطورة الأعراض.
وقال البروفيسور بيتر أوبنشو المتخصص في جهاز المناعة في “إمبريال كوليدج لندن” لموقع “ساينس ميديا سنتر” إن “المعلومات حول هذه السلالة الجديدة مقلقة جدا، لاسيما أنها تبدو أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 إلى 70 بالمئة”.
ونقل موقع “يورو نيوز” عن البروفيسور جون إدموندز من كلية لندن للصحة قوله إن “هذه أنباء سيئة للغاية.. يبدو أن هذه السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة السابقة”.
ووفقا للدكتور جوليان تانغ من جامعة “ليستر” وسط إنجلترا، “كانت هذه السلالة تنتشر بشكل متقطع في وقت سابق من العام الجاري خارج بريطانيا، في أستراليا بين حزيران/يونيو وتموز/يوليو، وفي الولايات المتحدة في تموز/يوليو وفي البرازيل في نيسان/أبريل”، بحسب موقع ” precision vaccinations ” ، المختص بنشر أخبار اللقاحات المستندة إلى الأبحاث.
وأوضح تانغ أن “السلالة الجديدة تحمل طفرة تسمى “إن501 واي” في بروتين “شويكة” فيروس كورونا، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها”.
بدوره، لفت البروفيسور جوليان هيسكوكس من جامعة “ليفربول”، في تصريح صحفي، إلى أن “فيروسات كورونا تتحور طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة”.
وأضاف هيسكوكس أن “الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات”.
** من بريطانيا إلى العالم
وجاءت هذه التصريحات عقب تحذير منظمة الصحة العالمية من انتشار سريع للسلالة الجديدة من فيروس كورونا حول العالم، وذلك على خلفية رصد حالات لها في هولندا والدنمارك وأستراليا.
وقالت المسؤولة الفنية في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن “السلالة الجديدة لفيروس كورونا المُكتشفة في جنوب شرقي إنجلترا، قد تم رصد حالات لها في الدنمارك وهولندا وأستراليا”.
وأضافت مسؤولة منظمة الصحة العالمية أن بريطانيا حددت وجود المتغير الجديد في سبتمبر/ أيلول الماضي، وبالتالي بدأ بالانتشار في جنوب شرق إنجلترا منذ ذلك الوقت”.
وقالت كيركوف إنه “من المثير للقلق أن الفيروس ينتشر، وأن لديه الكثير من الطفرات”.
وأوضحت “نحن نتفهم أن الفيروس لا يسبب مرضًا أكثر خطورة من المعلومات الأولية التي شاركتها (بريطانيا) معنا”.
ورأت المسؤولة الفنية في منظمة الصحة العالمية أنه “كلما طال انتشار هذا الفيروس، زادت فرص تغييره، لذلك نحتاج حقًا إلى القيام بكل ما في وسعنا الآن لمنع الانتشار”.
والسبت، فرض رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إجراءات إغلاق صارمة جديدة في لندن وجنوب شرق إنجلترا في محاولة لإبطاء تقدم الفيروس.
ولتبرير إعادة فرض الإغلاق، قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الأحد: “السلالة الجديدة من كورونا خرجت عن السيطرة، هناك تدابير.. قد تستمر حتى توزيع لقاح”.
وحتى مساء الأحد، تجاوزت الإصابات عالميا 76 مليونا و901 ألفا، توفي منهم مليون و696 ألفا و419، وتعافى 53 مليونا و944 ألفا و518، حسب موقع “وورلد وميتر”.