بعد إخراج أذربيجان، القوات الأرمينية من مدينة شوشة التابعة لإقليم قره باغ مطلع الشهر الجاري، بدأ سكان المدينة من الأذربيجانيين الذين نزحوا منها قبل 28 عاما، إخراج وثائق الملكية التي احتفظوا بها طيلة هذه المدة.

قالت وكالة “الأناضول” التركية، إن “تلك العائلات التي نزحت من مدينة شوشة قبل 28 عامًا، تعيش في أجزاء مختلفة من أذربيجان، ولم تفقد الأمل يوما ما في العودة للديار، ويحتفلون حاليا بالانتصار”.

عائلة “محرموف”، التي نزحت للعاصمة الأذربيجانية باكو، تنتظر العودة إلى شوشة، إذ يتطلع الأب “هاملت محرموف”، والأم “سوغايت مددوفا” وأبناؤهما الثلاثة الذين كانوا صغارًا عندما اضطروا لمغادرة شوشة، بكثير من الشوق للعودة إلى مدينتهم ورؤية شوارعها.

احتفظ هاملت محرموف بوثائق الملكية العائدة لمنزله في شوشة في صندوق خاص طيلة السنوات الماضية، وهو اليوم يخرج تلك الوثائق بفرح ويعرضها على أحفاده واصفًا لهم منزل العائلة في شوشة وطن الأجداد.

وقال محرموف للأناضول: إن “قره باغ تشكل لؤلؤة أذربيجان، وشوشة هي قلب قره باغ.. شوشة تعني أذربيجان بالنسبة لي.. عندما غادرناها، أخذنا معنا ألبومات الصور ووثائق الملكية العائدة لمنازلنا.. كنّا نعلم أننا سنعود يومًا ما.. لقد أصبح هذا اليوم الآن حقيقة واقعة”.

أما مددوفا، فقالت إنها كانت تحلم بشوشة كل يوم خلال السنوات الماضية، وإنها لم تنس أبدًا الأرض التي ولدت فيها.

وأشارت مددوفا إلى أنها لم تفقد أبدًا الثقة في أنها ستعود يومًا إلى شوشة، مشددة على أنها ستكون أول العائدين إلى المدينة فور السماح لهم بذلك من قبل الرئيس إلهام علييف.

أما عائلة “حسنوف” فتشعر هي الأخرى بفرحة مماثلة، وقد أخرجت أيضًا وثائق الملكية العقارية ومفاتيح منزلهم من صندوق احتفظوا به لسنوات.

وتعبيرًا عن فرحتها، زينت العائلة منزلها في باكو بأعلام أذربيجان وتركيا وبدأت باستقبال الضيوف الذين أتوا للتهنئة بالتحرير.
يجلس رب العائلة، بك بالا حسنوف، مع أحفاده ليخبرهم عن جمال شوشة، التي لم يروها بعد، والأيام التي عاش فيها هناك.

ويقول حسنوف، إنه سيأخذ أبناءه وأحفاده ويعود إلى مسقط رأسه، شوشة، التي لم يرها منذ 28 عامًا، في اللحظة الأولى التي تسمح فيها الدولة بعبور المدنيين إلى المناطق المحررة.

الكلمات الدلالية :