قالت صحيفة تركية، إن الموجة اليمينية المتطرفة والعنصرية والفاشية، تتزايد في أوروبا، بما يهدد هوية الاتحاد الأوروبي الذي بني على أساسها.
وذكرت صحيفة “ستار” التركية، في تقرير، أنه بعد السياسي النمساوي زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف يورغ هايدر، وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتخذ هوية ممثل الفاشية الجديدة.
وأشارت إلى أن الأحزاب التي تعد هامشية أصبحت شريكة في السلطة، بينما اتخذت الأحزاب التي ينظر إليها على أنها عقلانية موقعا خلفيا هامشيا.
الموجة الفاشية الجديدة تحول سلبا السياسة المركزية، قيم الاتحاد الأوروبي، الهوية المدنية.
وأضافت أن موجة الفاشية الجديدة، تؤثر سلبا على الهوية المدنية وقيم الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت أنه في حين كان من المتوقع أن تصبح الأحزاب المتطرفة أكثر ليونة واعتدالا وتتحول إلى حزب وسط، بدأت الأحزاب السياسية في الوسط تتجه نحو التطرف، وتصبح عدوانية، وتتجه نحو خط عنصري.
ولفتت إلى أن خطاب ماكرون المناهض للإسلام يمثل انقطاعا دراماتيكيا في سياسة الاتحاد الأوروبي، الذي بات بخطر بسبب تصاعد الفاشية الجديدة، مشيرة إلى أن الأمر لا يتوقف على دول مثل النمسا على سبيل المثال، بل أيضا في الدول الاسكندنافية التي كانت تعد فيها القيم الديمقراطية في مستوى عال ولكن بدأت الأحزاب الفاشية فيها في دخول المراكز الثلاثة الأولى، كما أن الدنمارك والنرويج لهما نصيب في هذه الموجة.
وذكرت الصحيفة التركية، أن قيم الاتحاد الأوروبي لم تستطع إحداث أي تغيير في سياسات تلك الأحزاب أو تصحيحها.
وأضافت أنه حتى في ألمانيا وإيطاليا، التي كانت لديهما حساسية من الأحزاب الفاشية والنازية وصلت إلى فرض قوانين بشأنها، لم تستطيعا التعامل مع الحركات الفاشية الجديدة.
وأكدت أن موجة الفاشية الجديدة المقنعة بالخطاب الشعبوي، بعد تجاوزها للدرع الديمقراطي في أوروبا، بدأت بالتهام قيمها وجوهرها.
وأضافت أن الفهم الإقصائي، الذي شكلّه العداء للمهاجرين والعنصرية، بات غير محصور على أولئك الأشخاص القادمين من دول أخرى، بل أيضا مع المواطنين الأوروبيين من ثقافات أخرى، فبينما تتآكل روح الوحدة التي تتشكل على أساس المواطنة في البلدان، فإن الصراع بات في الداخل الأوروبي أكثر منه في خارجه ما يؤثر على طابع الأنظمة السياسية.
ولفتت إلى أن الخطر يكمن في أن الفاشية الجديدة الفوقية، ستحول الهوية الأوروبية، وتتجه بها إلى تمييز جديد يتعلق بالشكل العرقي الأوروبي ما بين الفوقية والدونية.
وأشارت إلى أن الحركات الفاشية الجديدة تعارض بشكل أساسي قيم الاتحاد الأوروبي، لكن الخطر هو أن هذه الحركات تحاول إعادة تعريف قيمه في إطار عقليتها.
وأكدت أن الأنظمة الديمقراطية لا يمكن أن تستوعب هذه الحركات الفاشية، والآن القيم الديمقراطية التي ينادي بها الاتحاد الأوروبي باتت في خطر.
ولفتت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان في صدارة مواجهة الإسلاموفوبيا ومناهضة الهجرة في أوروبا، وأصبح مستهدفا من قادة الفاشية الجديدة.
وأضافت أن ماكرون الذي أصبح رئيسا مع تنامي الشعبوية في فرنسا، تجاوز بفاشيته كافة قادة الأحزاب المتطرفة، وكونه معاديا للإسلام والمسلمين، شرع بما يسمى بـ”الهندسة الدينية” مصطحبا إلى صفه بعض القادة في الدول الإسلامية.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن هذه المشكلة هي خاصة بالمسلمين، إلا أنها أصبحت المشكلة الداخلية للاتحاد الأوروبي، وقضيته المصيرية.
وختمت أن الاتحاد الأوروبي يواجه تحديا كبيرا من هؤلاء القادة الفاشيين الجدد والموجة الشعبوية القائمة على العنصرية.