الثلاثاء 27 اكتوبر 2020 20:42 م بتوقيت القدس
قال وزير الخارجية السعودي "فيصل بن فرحان" إن التطبيع مع إسرائيل "سيحدث"، وأكد أن التوترات التي تحدث بين بلاده وواشنطن في بعض الأحيان تكون "عرضية".
وحول مسيرة تطبيع الدول العربية مؤخرا مع الكيان الإسرائيلي، وعلاقة ذلك بفرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط: قال "بن فرحان"، في منتدى سياسي افتراضي عقده معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "لا يمكن تحقيق سلام واستقرار دائمين إلا باتفاق الفلسطينيين والإسرائيليين، وإذا لم ننجح في تحقيق ذلك فلن يلتئم هذا الجرح في المنطقة".
وأضاف "بن فرحان"، خلال المنتدى الذي أداره المدير التنفيذي للمعهد "روبرت ساتلوف": "تصورنا أن التطبيع سيحدث، لكن من الضروري أيضا قيام دولة فلسطينية، وإعادة خطة سلام فلسطينية وإسرائيلية".
وأعاد "بن فرحان" ترديد المزاعم الإماراتية بشأن إزالة خطة الضم الإسرائيلية لأراض فلسطينية محتلة في الضفة الغربية كمقابل لاتفاق التطبيع، قائلا: "إذا نظرنا إليها من هذا السياق فهي تساعد على تمهيد الطريق للعودة المحتملة للإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات".
وفي سياق آخر، وصف "بن فرحان" التوترات التي تحدث في العلاقة بين الرياض وواشنطن أحيانا بأنها "عرضية"، مشيرا إلى أن "التحالف" بين البلدين لا ينطلق من علاقات شخصية، بل من المصالح العليا لكل منهما.
ولفت إلى أن دراسة 40 ألف طالب سعودي بكليات وجامعات الولايات المتحدة من شأنه التقريب بين البلدين.
وحول الشأن الإيراني، اعتبر وزير الخارجية السعودي أن سياسة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في ممارسة الضغط الأقصى بحق إيران هو "السبيل الوحيد للوصول إلى اتفاق موثوق ترضخ له طهران، ويضمن تخليها نهائيا عن طموح الحصول على أسلحة نووية وكفها عن التدخل في شؤون الدول الأخرى".
وقال إن السعودية تسعى لدعم جهود الاستقرار والازدهار إقليميا، في وقت تركز إيران على تقويض ازدهار الدول والمجتمعات وسلامتها من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية وتدخلها لخلق الفوضى في عديد الدول، مثل لبنان والعراق واليمن، وحتى في أمريكا الجنوبية.
وبخصوص الشأن اليمني، قال "بن فرحان": "ملتزمون بإعادة الحكومة الشرعية لليمن ونسعى إلى تسوية سلمية إلا أن الحوثيين غير مهتمين بها".
واعتبر الوزير السعودي أن الضغط على الحوثيين لتوقيع إعلان مشترك لوقف إطلاق النار يمثل الخطوة الأولى لحل الأزمة في اليمن، مشيرا إلى أن المملكة طالما أعلنت أن جماعة أنصار الله تمثل جزءا من المشهد السياسي اليمني، وأنها تقبل بحل سياسي يشملها.
وعن تسبب قصف قوات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في مقتل مدنيين في اليمن، قال "بن فرحان": "هناك أخطاء في الحرب.. رأينا ذلك في الكثير من النزاعات (..) أعتقد أن الأرقام ستظهر أن التحالف يبذل جهودا لتقليل الأضرار التي تلحق بالأهداف المدنية".
وعن تعهد المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية "جو بايدن" بالسعي لتحقيق العدالة في قضية اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في 2018، علق الوزير السعودي بالتأكيد على أن بلاده أعلنت بلهجة حازمة أن اغتيال "خاشقجي" كان عملا مقيتا، وأن المملكة ماضية في إجراء الإصلاحات المطلوبة بأجهزتها الأمنية لضمان عدم حدوث هكذا جريمة مرة أخرى.
وأكد الوزير السعودي استعداد بلاده للتواصل مع قطر للوصول إلى حل للأزمة الخليجية، لكنه شدد على ضرورة معالجة المخاوف الأمنية لدى الدول التي أعلنت قطعا شاملا للعلاقات مع الدوحة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).
وعن تطورات الشأن الداخلي بالسعودية، قال "بن فرحان": "هدفنا إحداث تحول اجتماعي وثقافي في السعودية بوتيرة لا مثيل لها في التاريخ الحديث"، مشيرا إلى أن رؤية المملكة الاستراتيجية (السعودية 2030) تصب في هذا الاتجاه.
وعن تناقض السعي نحو التحديث مع تردي الحالة الحقوقية بالمملكة، زعم "بن فرحان" أن الناشطين المعتقلين بالسجون السعودية لا يمثلون قضية حقوقية كما تتناولها وسائل الإعلام الأمريكية؛ لأنهم "ليسوا معتقلين بسبب أي نشاط يخص حقوق الإنسان، أو أنشطة متعلقة بتحرير المرأة أو ما شابه ذلك. إنهم متهمون بجرائم خطيرة بموجب قوانينا"، حسب زعمه.
وشدد الوزير السعودي على أن "المحاكم (السعودية) مستقلة، وستصدر أحكامها وتتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة، ويعود إليها –وليس للحكومة– أن تقرر موعد الإفراج عنهم".