الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 12:16 م بتوقيت القدس
قال كاتب إسرائيلي إن “اتفاق السلام مع البحرين والإمارات يشير لتغيير جوهري في مكانة إسرائيل في المنطقة، فهي لم تعد الدولة المنبوذة التي تحاول الدول الموقعة معها على اتفاقيات السلام إبقاءها محجمة، لكنها الدولة التي يسعى الكثيرون علنا للتقرب منها”.
وأضاف يائير شيلغ في مقاله بصحيفة “مكور ريشون”، أن “الأسبوع الذي تم فيه توقيع الاتفاقيات التاريخية مع الإمارات والبحرين تزامن مع مرور 27 عاما على توقيع اتفاقيات أوسلو، على نفس العشب الأخضر في البيت الأبيض، ومرور 20 عاما على اندلاع الانتفاضة الثانية، وإن ذكر هذه الأحداث الثلاثة في جملة واحدة كاف لتوضيح الطريقة التي سارت بها المنطقة، وأين ذهبنا في السنوات الـ27”.
وأشار إلى أن “اتفاقات أوسلو وقعت مع عدو أراد التسبب بانهيار إسرائيل، ولم يؤمن بأي حال بالاتفاقات التي وقعها، وبمجرد أن واجه خيار التوقيع على إقرار بنهاية الصراع، لم يوافق، بل شنّ حربا دموية علينا، ومع ذلك، فإن الاتفاقات الموقعة مع دول الخليج تعبر عن اهتمام حقيقي، وإيمان بهدف السلام من جانب الدول الموقعة، ما يجعلها إنجازات مهمة لإسرائيل، وإنجازا شخصيا لبنيامين نتنياهو”.
وأوضح أن “هذه الاتفاقيات أتت نتيجة ظروف لا يتحمل نتنياهو مسؤوليتها، كالمواجهة مع إيران، والسياسة الأمريكية الانفصالية التي دفعت دول الخليج للمطالبة بإسرائيل حليفا قويا أمام الإيرانيين، لكن من المشكوك فيه أن ينجح رئيس وزراء إسرائيلي آخر في القيام بذلك”.
وأكد أنه “على عكس أيام أوسلو، هذه المرة هناك مبرر كامل للإعجاب بعبارة “شرق أوسط جديد”، ليس فقط لأنها ليست دولة واحدة معنية بإقامة علاقات مع إسرائيل، بل لأنها كتلة كاملة من الدول، التي لا تشترط الاتفاق على حل القضية الفلسطينية، وعندما هنأ نائب وزير خارجية الإمارات الإسرائيليين بالعبرية بعام جديد، شكلت لحظة حقيقية ومثيرة، وبدت حتى وقت قريب مستحيلة”.
وأردف قائلا: “طالما كان استقبال إسرائيل في المنطقة أحد الأهداف الرئيسية للمشروع الصهيوني، وهو بالتأكيد أولوية قصوى للسياسة الخارجية، وتطلب الصراع المستمر منا ثمنا بشريا واقتصاديا باهظا، ما حال دون استخدام الموارد للتعامل مع قضايا داخلية ثقيلة، وجعل كل إسرائيلي ومحب لها في العالم يتساءل: هل ستبقى هذه الدولة الصغيرة المحاطة بأعداء يسعون لتدميرها، فترة طويلة؟”.
وأضاف إن “خطر التفكك يكمن في إسرائيل ليس فقط بسبب أعدائها الخارجيين الآن. وبالتوازي مع هذا الإنجاز في السياسة الخارجية، من المفيد إلقاء نظرة فاحصة على ما يحدث بداخلنا، فأكثر من أي زعيم إسرائيلي آخر قبله، يبني نتنياهو رؤية إسرائيل وقوتها على أسس خارجية وقابلة للقياس: الأمن، والقوة الاقتصادية والسياسية، مع أنه لم يتم قبول إسرائيل في الشرق الأوسط بسبب قوتها فحسب، بل لأنها تتبنى عددا من المواصفات أمام دول متخلفة رغم الثروة الهائلة لبعض دولها”.
وختم بالقول إن “هذا الإنجاز الإسرائيلي يدفعنا للحذر من الانخراط في الصراعات القبلية العميقة وطويلة الأمد، التي أصبحت متطرفة، لدرجة تنذر بخطر التفكك الداخلي في إسرائيل، حتى لا يتحول ربيع علاقات إسرائيل مع دول الخليج إلى شتاء تفكك داخلي، كما رأينا في السنوات الأخيرة في بعض المدن الإسرائيلية، وهذا سبب لضرورة مغادرة نتنياهو لموقع رئيس الحكومة رغم إنجازاته السياسية”.