السبت 05 سبتمبر 2020 21:49 م بتوقيت القدس
اعتبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات أوردها إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس، ضمن خطبة صلاة الجمعة، أنها "تمهيد للتطبيع مع إسرائيل".
وتناقلت حسابات عبر موقع "تويتر" مقتطفات من خطبة السديس، التي أثارت جدلا واسعا أمس الجمعة بين النشطاء، وتساءل كثيرون حول الغاية من إشارته إلى التعامل مع اليهود في الإسلام.
وقال السديس في خطبته: "من التنبيهات المفيدة في مسائل العقيدة، عدم الفهم الصحيح في باب الولاء والبراء، ووجود اللبس فيه بين الاعتقاد القلبي وحسن التعامل في العلاقات الفردية والدولية".
وأضاف: "لا يتنافى مع عدم موالاة غير المسلم، معاملته معاملة حسنة تأليفا لقلبه واستمالة لنفسه، للدخول في هذا الدين (الإسلام)".
واستشهد السديس بوقائع حدثت مع نبي الإسلام محمد في تعامله مع اليهود.
وقال: "مات النبي ودرعه مرهونة عند يهودي، وعامل يهود خيبر على الشطر مما يخرج من زروعهم وثمارهم، وأحسن إلى جاره اليهودي مما كان سببا في إسلامه".
وأضاف خطيب الحرم المكي: "حين يُغفل منهج الحوار الإنساني، تسود لغة العنف والإقصاء والكراهية".
وتعليقا على خطبة السديس، قال الناشط أحمد الجزائري أحمدي، عبر "تويتر"، إن "اليهود لاعهد لهم. عصوا الله وقتلوا الأنبياء، فضرب عليهم الذلّة والمسكنة إلى يوم الدّين".
وأضاف: "العرب الجبناء والخونة يرون اليهود في قوّة وعزّة، فيخافونهم، بينما المجاهدون في غزّة يرون اليهود في الذلّة والمسكنة، فيحاربونهم بجسارة وشجاعة".
أما المدون عارف بن مخلص النابلسي، فقال في تغريدة عبر "تويتر": "هذا الشويخ السديس يطبق ما يريده أعداء الأمه وهو في صف من يريد هدم الدين من أجل مصلحة الحكام".
وعلى ذات الصعيد، قال محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف المصري الأسبق، في تغريدة له: "نافق السديس ورب الكعبة، وفي صحة الصلاة خلفه نظر، إذ يلحد في الحرم، ويمهد للتطبيع والخيانة من فوق المنبر المكي الشريف".
كما غرد حساب "عاتكة" على "تويتر" فقال: "ما دامك يا سديس جعلت كل الجرائم التي ارتكبها الصهاينة واحتلالهم لمسرى الرسول عليه السلام مغفورة ودعوت لمعاملتهم معاملة حسنة تأليفا لقلوبهم، ما بال مقاصدك الحميدة وأراؤك الرشيدة لا تنطبق على المعتقلين وبقية المسلمين".
واعتبر الناشط "صقر" في تغريدة له، أن "السديس يمهد للتطبيع في خطبة الجمعة من الحرم المكي".
وتأتي خطبة الشيخ السديس بعد نحو ثلاث أسابيع على الإعلان عن اتفاق تطبيعي بين الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس/ آب الماضي، برعاية أمريكية.
ورحبت بعض الدول، من بينها مصر والبحرين بالاتفاق، فيما تجنبت السعودية التعليق المباشر على توصل الإمارات لاتفاق تطبيع مع إسرائيل، مكتفية بالقول إنها ملتزمة بمبادرة السلام العربية.
وتوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من المسؤولين في بلاده أبرزهم مستشاره جاريد كوشنر، في عدة تصريحات صحفية، بأن تطبع السعودية علاقتها مع إسرائيل بعد الإمارات.
وقال كوشنر، منتصف الشهر الماضي، إن "تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر حتمي".