الاثنين 31 اغسطس 2020 09:26 م بتوقيت القدس
خلص مركز دراسات اسرائيلي متخصص بشؤون القدس المحتلة الى نتائج بالغة الخطورة لاتفاق التطبيع الاماراتي الاسرائيلي تتعلق بالمدينة المقدسة، حيث سينتهي الاتفاق الى تغيير غير مسبوق في واقع المدينة والمقدسات وحقوق المسلمين في الحرم القدسي الشريف (المسجد الأقصى).
وجاءت المعلومات المرعبة في تقرير نشره مركز “القدس الدنيوية”، وهو مركز اسرائيلي مستقل ومتخصص بمراقبة التحولات والتطورات التي تشهدها مدينة القدس، ويدير هذا المركز المحلل السياسي والناشط الاسرائيلي المعروف دانييل سيدمان، والذي يوصف بأنه “الأكثر معرفة بما يجري في القدس ويكاد لا يفوته حتى نقل كومة تراب من مكان لآخر في المدينة المقدسة”، بحسب ما وصفته مجلة “نيوزويك” مؤخراً.
وفي التقرير الصادر عن مركز “القدس الدنيوية” (Terrestrial Jerusalem)، يتبين بأن البند الوحيد الذي تم إعلانه عن الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي ربما يكون الأكثر خطورة في الاتفاق، وينطوي على تغيير مهم في وضعية المدينة المقدسة لصالح الاسرائيليين وبما ينسف أي أمل في المستقبل لأن تصبح مدينة القدس عاصمة الفلسطينيين.
أما البند الذي تم إعلانه وكان متضمنا في البيان المشترك الاماراتي الاسرائيلي الذي صدر قبل أيام لاعلان اتفاقهم على تطبيع العلاقات، كان ظاهره أنه لصالح المسلمين وينص في جزئه الأول أنه “يحق للمسلمين الذين يأتون الى اسرائيل بسلام أن يصلوا في المسجد الأقصى”، فيما يُشير المركز الاسرائيلي في تقريره الى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مصطلح “المسجد الأقصى” في وثيقة أو بيان دولي، وذلك خلافاً للمصطلح الذي كان يتم استخدامه سابقاً في مثل هذه الوثائق الدولية وهو (الحرم الشريف/ جبل الهيكل).
ويشرح التقرير أنه “لأول مرة يتم اختصار حق المسلمين في المسجد الأقصى فقط” بدلاً من الحرم الشريف والذي يعتبر المسلمون أن كل ما في الحرم الشريف هو المسجد الأقصى وليس البناء وحده فيما يعتبر الاسرائيليون أن المسجد الأقصى هو البناء داخل الحرم، ويُسمون كل ما هو داخل أسوار الحرم باسم “جبل الهيكل”، وهو الأمر الذي يعني بأن اسرائيل تريد إدخال تغيير جديد على واقع المدينة المقدسة وبموافقة وإقرار من دولة عربية وهي الامارات، حيث أن “حق المسلمين في الصلاة يقتصر على المسجد الأقصى وليس كل الحرم الشريف”.
كما أن البند ذاته ينص في الجزء الثاني على أنه “تبقى الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مسموحة للمصلين السلميين من أتباع الديانات الأخرى”، وهو ما يعني السماح لليهود بالصلاة داخل الحرم الشريف باستثناء البناء الصغير الذي هو المسجد الأقصى المبني داخل الحرم والذي يشكل مساحة صغيرة جدا من مساحة الحرم الشريف الذي يعتبر المسلمون أنه بالكامل هو المسجد الأقصى المقدس لديهم، وهو ما يؤكد التقرير الاسرائيلي أنه إعادة تعريف للمواقع الدينية، وتغيير في وضعها، وبموافقة من دولة الامارات.
وتسود المخاوف أن تؤدي هذه الاتفاقية الى تقسيم الحرم القدسي الشريف أسوة بما حصل للمسجد الابراهيمي الذي أصبح مقسما منذ سنوات بين المسلمين واليهود، كما أن هذا النص يُشكل اعترافا عربيا بمزاعم اليهود المتعلقة بالقدس المحتلة.
ويربط التقرير الصادر عن المركز الاسرائيلي بين هذا البند وهذا التوصيف، وبين بند آخر موجود في مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اشتهرت باسم “صفقة القرن”، حيث أن أحد البنود ينص على أنه (يجب السماح لأبناء كافة الأديان بالصلاة داخل الحرم الشريف)، وهو ما يعني أن لدى الولايات المتحدة واسرائيل قرار بتغيير الوضع القائم المتعلق بالحرم الشريف والذي يتضمن المسجد الأقصى وقبة الصخرة وعددا من المقدسات الاسلامية، وجميع ما داخل أسوار الحرم القديم، وهذا التغيير يتضمن اختصار حق المسلمين في المسجد الأقصى بدلاً من الحرم الشريف، وهو ما يشكل نسبة ضئيلة جداً من الحرم الذي يعتبره المسلمون مكاناً مقدساً بالكامل.
ويخلص التقرير الاسرائيلي الى أن الاتفاقية بين دولة الامارات واسرائيل سوف تؤدي الى تبرير السماح لليهود بالصلاة داخل الحرم القدسي الشريف، وتبرير الاقتحامات اليومية للحرم، وتجعل الاتفاقية حق المسلمين في القدس المحتلة يقتصر على المسجد الأقصى، أي بناء صغير موجود داخل الحرم الشريف ولا يشكل سوى نسبة ضئيلة من هذه المنطقة المقدسة لدى المسلمين.