صدر مؤخرا كتاب جديد للشيخ رائد صلاح بعنوان “قراءة سياسية في توراة اليوم”، يقع في ٤٨٠ صفحة من القطع المتوسط.

يستعرض المؤلف بأسلوب البحث العلمي والنقاش الموضوعي جميع أسفار التوراة، سواء الأسفار الخمسة الرئيسية أو الأسفار الملحقة بها، ويناقشها برؤية الباحث على أسس علمية، ولكن في ذات الوقت بخلفية الفهم الإسلامي لحقيقة التوراة وما نالها من تحريفات عبر العصور.

ويقرأ المؤلف أسفار التوراة في محاولة منه لنقض سلسة طويلة من المزاعم التوراتية التي يستند إليها المشروع الصهيوني في كل ممارساته التي أدت في نهاية المطاف إلى نشوء المؤسسة الإسرائيلية في فلسطين التاريخية، بعد طرد أهلها منها.
وينطلق المؤلف في معالجته غير المسبوقة لموضوع توراة اليوم وأسفارها من حقيقة أن الدين عند الله الإسلام، وأن أنبياء الله تعالى جميعهم جاءوا برسالة واحدة من مشكاة واحدة.

ويتطرق المؤلف في فصول الكتاب إلى هذه الحقيقة اعتبارا من عصر نبي الله إبراهيم عليه السلام ثم نسله من بعده إسماعيل وإسحاق ويعقوب وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ليثبت أن الأرض لله يورثها لعباده الصالحين، مثبتا بنصوص أسفار التوراة ذاتها أنه ليس هناك شيء اسمه شعب الله المختار، وأن الله تعالى لا يمكن أن يفضل شعبا على سائر شعوب الأرض لمجرد أن هذا الشعب اسمه “بنو إسرائيل”، بل إن التمايز يكون بالتقوى وباتباع الرسل والإيمان بهم جميعهم دون استثناء.

ومن المسائل التي خلص إليها المؤلف أنه ليس هناك وعد إلهي مطلق لبني إسرائيل مهما فعلوا ومهما انحرفوا عن طريق الرسالات.

الكتاب يعد واحدا من أهم الكتب التي تتطرق إلى هذه القضية، علما أن الشيخ رائد صلاح كتب مسودته في سجن “ريمون”. وبذلك يكون هذا الكتاب كتابا مهما آخر من المؤلفات التي كتبت بين جدران السجن مظلمة، والتي تناقش قضايا الأمة بسعة أفق وفهم عميق لحقيقة الصراع.