الاثنين 06 يوليو 2020 12:11 م بتوقيت القدس
بعث قادة الأنظمة في مصر والسعودية ودول خليجية رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية، قالوا فيها إنهم غير مبالين إزاء تنفيذ مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل، حسب تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية اليوم، الإثنين.
وقالت الصحيفة إن الجهة العربية الوحيدة التي تعبر عنن معارضة شديدة لمخطط الضم هو الملك الأردني عبد الله الثاني، لكن بحسب الصحيفة، فإن "المصلحة الأردنية هي بوجود دائم وطويل الأمد للجيش الإسرائيلي عند الحدود الغربية للملكة، لكن أخشى أن يشعل فرض السيادة موجة احتجاجات تقوض استقرار المملكة، ولذلك أعمل ضد هذه الخطوة في الحلبة الدولية".
وينبغي الإشارة إلى أن التقارير المتكررة التي تنشرها "يسرائيل هيوم" حول مواقف الأنظمة العربية قد تكون مضللة وتهدف إلى نشوء رأي عام إسرائيلي مؤيد للضم، لكن من الجهة الثانية، فإن رئيس الموساد، يوسي كوهين، أجرى محادثات مع مسؤولين مصريين وأردنيين، مؤخرا، وربما تكون محادثات كهذه قد شملت مسؤولين في دول عربية أخرى تقيم إسرائيل علاقات وثيقة غير رسمية معها، وخاصة السعودية والإمارات.
رغم ذلك، نقلت الصحيفة عن قادة عرب قولهم، في الرسائل التي وجهوها إلى إسرائيل، إنهم يتحسبون من رد فعل الجماهير في دولهم تجاه مخطط الضم الإسرائيلي في حال تم تنفيذه. وأضافت الصحيفة "رغم أنهم غير مبالين تجاه هذه الخطوة، فإنهم سيكتفون بتنديد رمزي. وحسب هؤلاء القادة أنفسهم، فإنه فقط في حال اندلاع عنف ميداني في دولهم ويؤثر على استقرار حكمهم، سيضطرون إلى العمل ضد هذه الخطوة".
وتابعت الصحيفة أن "الرسائل غير المبالية للقادة العرب تجاه الضم تتلاءم مع تصريحاتهم العلنية. وباستثناء المعارضة العلنية للملك الأردن عبد الله، فإن معظم الملوك والرؤساء في المنطقة يمتنعون عن الانشغال بخطة الضم. وحتى أولئك الذين يصرحون، يحافظون على نبرة منضبطة. وفي إسرائيل مقتنعون بأنه لا توجد مصادفة هنا".
وعزت الصحيفة مواقف الأنظمة بهذا الخصوص إلى أنه "منذ الربيع العربي، الذي أدى إلى سقوط أقوى القادة العرب، وبينهم حسني مبارك ومعمر القذافي، الحكام العرب منشغلون بصراع بقاء بالأساس. وما يمكن أن يهدد استمرار حكمهم، الإرهاب الإسلامي أو قنبلة (نووية) إيرانية، يشغلهم أكثر من أي قضية إقليمية أخرى".
وأردفت الصحيفة أنه "هذا هو سبب المقاطعة المتواصلة من جانب السعودية وحليفاتها في الخليج لقطر، التي تدعم الإخوان المسلمين وتتعاون مع إيران أيضا. وهذا ما يفسر الصراع الشديد لدول الخليج، بقيادة السعودية، ضد الإسلام المتطرف والإرهابي الذي خرج من داخلها، غذ أن أغلبية المخربين في هجوم 9/11 كانوا سعوديون".
وتابعت الصحيفة التي تعتبر بوق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، العبث والاستهزاء بالأنظمة العربية حليفة نتنياهو، أنه "عندما ينظر القادة العرب إلى الخارج، فإنه يعلمون أنه ليس بالإمكان الاعتماد على جيوشهم. وأنظروا إلى الإخفاقات السعودية المتواصلة في الحرب ضد الحوثيين في اليمن. وعندما ينظرون إلى اليمين واليسار، واضح لهم من التي تتطلع إلى ابتلاعهم كفريسة سهلة، إنها إيران طبعا، ومن هي القوة الوحيدة التي تقف ضد المفترس، إنها دولة اليهود. لذلك، وبعد عشرات السنين التي كرهوا خلالها إسرائيل وجعلوا رعاياهم يكرهونها، غيّر الأمراء المدللون، من السعودية ودبي وأبو ظبي والكويت، توجهاتهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا هو التفسير لإعلان الإمارات مرتين خلال الأسبوعين الأخيرين، وفي ذروة الاستعدادات للضم، عنن اتفاقيات تعاون صحي مع إسرائيل. فالأمراء مهتمون بإيران وليس بالفلسطينيين. هذه الجبنة الإقليمية التي تتحرك. وهذه هي قواعد اللعبة الجديدة، التي يقودها في الجانب الإسرائيلي رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس الموساد، يوسي كوهين. ومثلما استخرج رئيس الموساد من الإمارات موافقة إلى كشك إسرائيل في معرض إكسبو في دبي، العام الماضي، يقف هو ومرؤوسيه الآن من وراء رقصة التانغو الآخذة بالتوثق بين إسرائيل ودول خليجية".