الاحد 10 مايو 2020 09:32 م بتوقيت القدس
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ما أشبه بانتفاضة إلكترونية رفضًا للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وما تمثله المسلسلات الخليجية الرمضانية مقدمة لتأليب الرأي العام العربي للانفتاح على الاحتلال، وما تتضمنّه من هجوم عنصري على الفلسطينيين أيضًا.
وقاد هذه الحملات تنسيقية مناهضة الصهيونية والتي تضم حوالي ١٢٠ منظمة هدفها مقاومة التطبيع مع كيان الاحتلال والوقوف ضده عبر الحملات والإرشادات.
وأعربت حركات مدنية شعبية فلسطينية وعربية رافضة للتطبيع عن غضبها لما تروج له المسلسلات الذي تهدف إلى تمرير مشاريع ورسائل الاحتلال الإسرائيلي على الجمهور العربي، من خلال مسلسل "أم هارون"، الذي تبثه مجموعة "ام بي سي"، الذي يروج معلومات مغلوطة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
التطبيع الفني مع الاحتلال يبدو أنه الأخطر كونه يمس المواطن العربي مباشرة، مما استدعى تلك المؤسسات التي تضم نقابات ومؤسسات إعلامية وهيئات ولجان مقاومة التطبيع عبر الوطن العربي والإسلامي، لتؤكد استمرار حراكها الرافض لعرض المسلسلات التطبيعية الخبيثة الهادفة لكي وعي الشعوب وتغيير الحقائق وتزوير التاريخ.
ومساء أمس الجمعة، نشط وسما #أوقفوا أم هارون و #قاطع_mbc بدعوة من قرابة مئة مؤسسة مجتمع مدني، مثل النقابات، ووسائل إعلام وحركات رافضة للتطبيع في الوطن العربي.
الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين غرد تحت الوسم ودعا للمشاركة به، "التطبيع حرام شرعاً، غردوا معنا بعد قليل ضد مسلسل أم هارون".
أما المركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع، فقد وصف مسلسل "أم هارون" بأنه تزييف للحقائق التاريخية وخيانة، وأرفق الكلمات هذه بصورة سوداء لأبطال العمل، وأبرزهم الفنانات الكويتيات حياة الفهد، وسعاد العلي، وفاطمة الصفي، إضافة إلى الممثل السعودي عبد المحسن النمر.
"أنظمة تطبع شعوب تقاطع"، بهذا أوردت صفحة حملة المقاطعة- فلسطين تغريدها على وسم #قاطعوا أم هارون #قاطع_mbc، ليأتي ما بين السطور، تحديداً بجانب صور الفنانة حياة الفهد التي كانت أكثر من واجهت غضباً ونقداً لأدائها دور "أم هارون" وهي أصل الحكاية، "واهم من يظن أن بإمكانه النيل من ثقافة ووعي الشعوب تجاه فلسطين".
ووصف مصطفى بوخليفة مسلسل أم هارون، بأنه كوفيد المسلسلات التطبيعية، في إشارة إلى خطر المسلسل كما فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19" وسرعة انتشار التصديق به كما سرعة الإصابة بالفيروس.
بينما جاء تغريد البعض منبهاً إلى إقدامٍ إماراتي وسعودي ومن إدارة "فيسبوك" على حجب منشورات تحتضن الوسمين، لكن التغريد استمر نشطاً حتى على صعيد الأفراد، حيث تقول إيمان بورحال: "ذكروا أبناءكم أن الاحتلال الصهيوني هو العدو، وأن اليهود احتلوا أرض فلسطين العربية الإسلامية، وشردوا أهلها وسرقوا خيراتها. كرروا على مسامعهم أن كل مطبع خائن لدينه وأمته".
وتناول المغردون اللعبة الزمنية للمسلسل، بوصفه مسيئاً لما وثقه التاريخ في الماضي، بل وأنه يشوه ما يجري اليوم بخصوص أفعال دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وحكماً بالتنازل مستقبلاً عن قضية فلسطين.
وقالت نسرين نبيل يوسف: "أم هارون إساءة للتاريخ، وتشويه للحاضر، وتنازل عن المستقبل". أما إبراهيم مسلم فقد فضل أن يقرن صورة والده وخاله وهما يحملان العلم الفلسطيني، على سطح المنزل مع الوسم الداعي لوقف عرض مسلسل "أم هارون".
يذكر أن مسلسل أم هارون يستعرض تاريخ اليهود في الخليج، عبر سيدة يهودية تدعي "أم هارون" تعاني من مشاكل عديدة بسبب ديانتها، وتكون في العمل من أصول تركية تنقلت بين إيران والعراق قبل أن يستقر بها المطاف في البحرين لتعمل لسنوات طويلة في التمريض وتوليد النساء.
ومنذ بداية عرض المسلسل أعلن ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضهم لما أسموها "مغالطات تاريخية" عن فلسطين، موجودة ضمن لقطات مسلسل عربي تبثه قناة "أم بي سي".
وتداول ناشطون لقطة من مسلسل "أم هارون" الذي تعرضه القناة السعودية، ويقول إنه بعد انتهاء الانتداب البريطاني ستقام دولة لليهود على أرض "إسرائيل"، مؤكدين أن الانتداب كان على أرض "فلسطين العربية"، ولم يكن لـ "إسرائيل" أي وجود آنذاك.
كما ويتطرق المسلسل إلى يهود الكويت الذين سكنوا فيها وعملوا في التجارة وبلغ عددهم 100 عائلة خلال فترة الثلاثينيات، والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين والجالية اليهودية آنذاك، والظلم الذي عاناه المجتمع اليهودي خلال ذروة الحركة الصهيونية كما جاء في العمل.
يذكر أنه هذه الحملات تقودها تنسيقية مناهضة الصهيونية والتي تضم حوالي ١٢٠ منظمة هدفها مقاومة التطبيع مع كيان الاحتلال والوقوف ضده عبر الحملات والإرشادات.