الاحد 19 ابريل 2020 05:33 م بتوقيت القدس
أيسر العيس / الأناضول- مرتدين الكمامات والقفازات، ومتخذين مسافات متباعدة بينهم، اصطف أصدقاء العريس الفلسطيني رافع قاسم، على مدخل قريته شمال رام الله، مرددين الأهازيج الشعبية، احتفاء بحفل زفاف تحدى الظروف التي فرضها انتشار عدوى كورونا.
قاسم (38 عاما) قضى نحو 15 سنة في السجون الإسرائيلية، وأطلق سراحه قبل قرابة عام، ليحدد حفل زفافه على منار عوايسي (31 عاما) في هذا اليوم، دون أن يكون في حسبانه أن كورونا سيغير كل السيناريوهات.
لكن وسط إصرار منه على الانتصار لحبه وإتمام الزفاف المؤجل أصلا بسبب الاعتقال، ألغيت معظم المراسم، واقتصرت الدعوات على أضيق نطاق، مع الحرص على عدم المصافحة أو تبادل القبلات.
وقال قاسم للأناضول: "لم يكن قرار إقامة الزفاف في هذه الظروف سهلا، خاصة على والدتي التي انتظرت الإفراج عني 15 عاما كي تفرح بتزويجي".
وبينما كان مرتديا كمامة وقفازات، أضاف: "لا ندري إلى متى تبقى الأوضاع على حالها، لذلك أصررت على إقامة العرس، ورسم البهجة على وجوه الناس هنا، الذين ضاقت الظروف الحالية بالكثير منهم".
وغنى الحضور في الحفل على مدخل قريته "دورا القرع": "مبارك عرسك يا عريس.. يا أبو الربطة والقميص.. وبرغم الكورونا.. جيننا نهني أخونا".
** تحدي سجون الاحتلال وكورونا
وفيما كانت النساء تردد الزغاريد الشعبية الفلسطينية، والأغاني التراثية، قالت فاطمة قاسم والدة العريس: "لم نكن نرغب في البداية أن يكون العرس في ظل هذه الظروف، لكن رافع أصر على تحدي كورونا، مثلما تحدى السجان وانتصر".
وأضافت في حديث للأناضول: "الحمد لله الفرحة عمت البلد كلها".
وتابعت :"العرس اقتصر على دعوة الأقارب وقمنا بإلغاء أغلب المراسم، مثل قاعة الأفراح ووليمة العرس، لكن الفرحة رغم ذلك بقيت موجودة، بوجود الأحباب وكل المشاركين".
بدوره، أوضح إحسان كمال، مسؤول لجنة الطوارئ في قرية دورا القرع (أهلية)، أنه تم اتخاذ مختلف الإجراءات والترتيبات الاحترازية لضمان عدم انتقال العدوى.
وأردف للأناضول: "صحيح أن التعليمات الحكومية هي التزام البيوت ومنع التنقل أو التجمع، لكن هنا حالة استثنائية لعريس أراد ان يكمل فرحته ويكوّن بيت الزوجية، وفرصة للناس كي تغير حالة الرتابة القائمة، مع ضمان الالتزام بالشروط الصحية والوقائية".
وحتى السبت، سجلت فلسطين 313 إصابة بكورونا، منها 13 في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة.
وأعلنت الحكومة منذ 23 مارس/ آذار الماضي، حظرا للتجوال في أراضي السلطة، بعد أسبوعين من إعلان حالة الطوارئ، لمنع تفشي الفيروس.