الاثنين 30 مارس 2020 18:06 م بتوقيت القدس
يمر الإنسان ذو المبادئ الثابتة بمحطات كثيرة في حياته مما يميزه عن الإنسان العادي الذي لا يمر سوى بمحطة واحدة منذ ولادته حتى وفاته وربما تكون حياته طويلة او قصيرة ولكنها حتما لا تكون عريضة.
أما الأول قلا تقاس حياته بالطول أو بالقصر بل بما تركه من أثر, وكثير هو هذا الأثر حتى لا يمكن لأحد ان يتجاهله بل يبقى راسخا في ضمير ووجدان الذين عرفوه ورافقوه ولا يفنى أبدا.
كان هاشم أحد هؤلاء, أقول هذا من تجربتي الشخصية معه, مارس النضال منذ نعومة أظفاره إيمانا منه بهذا النضال الصادق الحق ولم يثنه عنه لا ملاحقة ولا اعتقال ولا محاكمات شكلية ومفبركة لانه آمن بصدق طريقه وعدالة نضاله فتشبث به بكل قواه.
في كل مرحلة من مراحل حياتنا, وما اكثرها, ظننا اننا وصلنا الى قمة قساوة الظروف ولن تخبئ لنا الأيام أقسى منها حتى جاء هذا اليوم حين نعى الناعي العزيز الغالي هاشمًا دون أن نستطيع حتى وداعه او إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه ولم يبق لنا إلّا أن نردد مع الشاعر السوداني الهادي آدم ونقول: "أكذا تفارقنا بغير وداع... فما أقساك يا دهر وما أرذلك يا حياة".
رحمه الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته وألهم زوجته وأبناءه وذويه وألهمنا الصبر والسلوان.