الثلاثاء 24 مارس 2020 22:04 م بتوقيت القدس
عندما يشتد البلاء ، وينتشر الوباء ، تكثر الإشاعات، وتتفشى الغرائب والخرافات ،كما يتفشى "فيروس الكورونا" وأكثر ، وينشط المبطلون بالتأويلات المنحرفة ، ويخرجون على الناس بتفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان .وقد بَلَغَنا اليوم أن الناس يتناقلون رسالة مفادها ، أن "فيروس الكورونا" موجود في سورة المدثر ، وهناك ربط بين آيات سورة المدثر ، وبين إسم "فيروس الكورونا" وسببه وزمانه ومكانه وحكمته والوقاية منه وغير ذلك ! .وبعد أن اطلعنا على هذه الأباطيل ،نؤكد لجمهورنا الآتي :
كل ما ورد بخصوص " فيروس الكورونا" في هذه الرسالة ، محض افتراء وكذب ، لا يمت إلى التفسير بصلة ، ولا يستند الى دليل علمي أو شرعي ، وكل من لديه أدنى معرفة بالعلم الشرعي يدرك أن التكلف فيها بارز ، وأن التصنع فيها ظاهر . نحذر من تناقل هذه الأباطيل ، ونؤكد حرمة بث ونشر هذه الرسائل المغرضة ، كما نشير إلى أهمية التوجه إلى أهل العلم الشرع والاختصاص في أية مسألة ذات بعد شرعي ، لقوله تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " النحل (43).ونوصي باستثمار الوقت في الأمور النافعة والمفيدة ، واستخدام وسائل التواصل على النحو الايجابي شرعا وخلقا وذوقا ، كما ندعو إلى نبذ الإشاعات ، وتجنب ما يؤدي إلى البلبلة والتشكيك بين الناس ، لأن ذلك أشد ضررا على دين الناس من " الفيروس " نفسه ! .
الشيخ د. محمد سلامه حسن (أبو علي)
رئيس دار الإفتاء والبحوث الإسلامية في الداخل الفلسطيني وخطيب مسجد الشيخ حسن في الرينه.